الفلسطينون في الداخل الفلسطيني، والضفة الغربية وفي الشتات وفي بقاع الأرض، يحيون ذكرى نكبتهم الاولى، مؤكدين رفضهم واستنكارهم لنقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وسط دعوات واسعة في جميع محافظات فلسطين للخروج في مسيرات غاضبة نحو نقاط التماس والمسيرات السلمية.
يحيي الفلسطينيون هذه الأيام، الذكرى الـ 70 لـ “النكبة الأليمة”، التي تمثلت بطردهم قسرا من مدنهم وقراهم على أيدي العصابات الصهيونية، بـ “ثورة شعبية سلمية” تعم كافة المناطق ومخيمات الشتات، للضغط على الاحتلال، في مسعى لنقل العودة من حلم إلى تطبيق عملي، خاصة وأن هذه الذكرى تتزامن مع تنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، في مشهد بدا مخططا له ليكون أولى الخطوات العملية لتمرير ما تعرف باسم “صفقة القرن”.
وعلى وقع الاحتفالات التي بدأت إسرائيل بالتجهيز لها سواء للاحتفال بما يسمى “عيد الاستقلال” أو تلك الخاصة بنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المحتلة، لما تمثله الخطوة من عيد آخر عند حكومة إسرائيل اليمينية، التي تلقت دعما غير محدود من الإدارة الأمريكية، عكف الجانب الفلسطينيون على التجهيز لسلسلة فعاليات شعبية بدأت يوم الأرض الأخير 30.03.2018، ستكون ذروتها يوم غد الثلاثاء 15 مايو/ايار بمسيرة مليونية.
فلسطينيو الداخل يتظاهرون اليوم مع القوى المقدسيّة تصديًا لنقل السفارة الأمريكيّة إلى القدس المحتلة
وستجري اليوم الاثنين، مظاهرة مناهضة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، دعت اليها لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، ذلك بالتنسيق والشراكة مع القوى الوطنية والمرجعيات الدينية في القدس المحتلة. فضلا عن التعاون والشراكة مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية.
وستجري المظاهرة في حي أرنونا، مقابل مقر السفارة، حيث القنصلية الأمريكيّة حاليًا، الساعة الرابعة بعد الظهر. وستجري المظاهرة تحت شعار “القدس عربية فلسطينية إسلامية مسيحية، ولا لنقل السفارة الأمريكية”.
ودعا طاقم سكرتيري مركّبات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، الى أن يكون الملتقى عند “مجمع محطة القطارات” في القدس، عند الساعة الثالثة والنصف عصرًا، لينطلق المشاركون نحو مقر السفارة.
وأكّد الطاقم على ضرورة المشاركة الواسعة في هذه المظاهرة، لتكون الصوت الرافض للسياسة الأمريكية العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني، في نقطة التماس المباشرة مع القرار العدواني الأمريكيّ.
دعوات واسعة في كافة محافظات فلسطين للخروج في مسيرات غاضبة
في المقابل يحيي الفلسطينيون في الضفة الغربية، اليوم نكبتهم، وسط دعوات واسعة في كافة محافظات الوطن للخروج في مسيرات غاضبة نحو نقاط التماس والمسيرات السلمية، حيث يعم الاضراب الشامل وتعطيل كافة مناحي الحياة في قطاع غزة.
كما اعلن المنظمون، تبدأ مشاركة المواطنين في الضفة بعد الساعة 11:00 ظهرا، اي كدوام جزئي في المؤسسات والوزارات.
وقال منسق اللجنة، محمد عليان، في مؤتمر صحافي عقده في المركز الإعلامي الحكومي في رام الله قبل ايام، ان برنامج إحياء الذكرى يشمل كافة المحافظات الفلسطينية، ويتنوع بين مسيرات وندوات ووقفات، والاحتكاك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق التماس، وأن فعاليات هذا العام سيتم توجيهها نحو القدس لما تتعرض له من اعتداءات وانتهاكات وقرارات عنصرية بحقها.
مليونية في غزة
أما أبرز الفعاليات الشعبية في ذكرى النكبة، التي تربك المنظومة الأمنية والعسكرية والسياسية في إسرائيل، ستكون في قطاع غزة، وستشهدها ساحات الحدود الفاصلة، حيث يخطط القائمون على فعاليات “مسيرة العودة الكبرى” لجعل هذه الأيام “أيام غضب شعبي”، منقطع النظير، يشمل خطوات عملية لتطبيق “حق العودة” من خلال اجتياز الحدود الفاصلة، بحشود شعبية مليونية.
واستعدادا لمسيرة العودة المليونية، قررت الهيئة العليا المشرفة على الفعاليات، إقامة تسع “نقاط اشتباك” جديدة مع الاحتلال على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، ستضاف إلى مخيمات العودة الخمس، لتشارك فيها الحشود المليونية التي ستخرج إلى الحدود يومي الاثنين والثلاثاء، وذلك من خلال حملات إعلامية واسعة بدأت فعليا في قطاع غزة، شملت توزيع أكثر من مليون دعوة ما بين رسائل مكتوبة وأخرى نصية على الهواتف المحمولة، وأخرى صوتية على الهواتف الأرضية.
وإيذانا لانطلاق هذه الفعاليات، أوقف الغزيون وسائل النقل والحركة في الشوارع ظهر الأحد لمدة خمس دقائق، ليبدأ الزحف صوب الحدود صبيحة اليوم الاثنين من خلال قافلة شاحنات تحمل الشيوخ والشباب والأطفال صوب معبر إيرز الإسرائيلي شمال غزة.
اضف تعقيب