فيديو: في الذكرى ال 70 للنكبة تخريب قي مقبرة قرية لوبية المهجرة والعمل على اعادة الشواهد ..
لمحة تاريخية عن القرية ..
هي قرية فلسطينية مدمّرة تقع في الجليل الأسفل على بعد 11 كيلومترًا غربي طبرية، جنوبي الطريق العام طبرية – الناصرة، جنوب- شرق مفرق مسكنة الذي أسماه الإسرائيليون مفرق "جولاني". احتلها الجيش الإسرائيلي في 16 تموز 1948. كانت القرية تنهض على قمة تل صخري مستطيل الشكل يمتد من الشرق إلى الغرب، ترتفع حوالي 300 متر عن سطح البحر وتشرف على سهل طرعان من جهة الجنوب. كانت أراضيها تجاور أراضي قرى نمرين وطرعان والشجرة وكفر سبت والمنارة وحطين. وكلها قرى مهجّرة نتيجة الاحتلال عام 1948 ما عدا طرعان التي ما زالت قائمة.
كانت القرية مبنية فوق موقع أثريّ، وعلى بعد كيلومترين إلى الشرق من القرية كانت أطلال بناء يعرف بخان لوبية يحتوي على بقايا حوض وصهاريج وحجارة بناء كبيرة الحجم، ومن الأرجح أن هذا الموقع كان خانًا أيام العثمانيين. وقد ذكر اسم بلدة "لفي" في التلمود اليهودي وكتب أنها "كانت تقع بين طبرية وتسيبوري" (أي صفورية) وكان قربها خان يسمى "دي-لَفي". إلا أن الصليبيين ذكروا القرية باسمها المعروف اليوم لوبية.
في عام 1187 حطّ قرب القرية جيش صلاح الدين الأيوبي، قبيل معركة حطين الشهيرة التي انتصر فيها على الفرنجة الصليبيين.
وإلى لوبية نُسب أبو بكر اللوبياني، العالم الدينيّ الذي اشتهر في القرن الخامس عشر للميلاد، والذي درّس علوم الدين في دمشق.
في سنة 1596 كانت لوبية قرية في ناحية طبرية وعدد سكانها 1177 نسمة وكانت تؤدي الضرائب على الماعز وخلايا النحل و على معصرة كانت تستخدم لعصر الزيتون أو العنب.
في سنة 1743 توفي في لوبية سليمان باشا، والي دمشق، وهو في طريقه لمحاربة ظاهر العمر حاكم فلسطين الشمالية في تلك الفترة.
في أوائل القرن التاسع عشر وصف الرحالة البريطاني بكنغهام لوبية بأنها قرية كبيرة قائمة على رأس تل وقد أشار الرحالة السويسري بوركهارت، سنة 1822، إلى نبات الخرشوف (الأرضي شوكي) البري الكثير، والذي يغطي السهل الذي كانت القرية تقع فيه. في سنة 1895 أنشئت مدرسة ابتدائية في القرية وظلت تعمل في عهد الانتداب البريطاني.
في نهاية القرن التاسع عشر وصفت لوبية بأنها قرية مبنية بالحجارة على حرف من الصخر الكلسيّ الأبيض وكان سكانها الذين تراوح تقدير عددهم بين 400- 700 نسمة يعنون بزراعة التين والزيتون. كانت غالبية منازل القرية متلاصقة وبنيت على الجزء الشرقي من التل المشرف على الأراضي الزراعية. بلغ عدد السكان عام 1945 نحو 2,350 نسمة ويقدّر عددهم عام النكبة بنحو 2,750 شخصًا يملكون حوالي 600 منزل.
كان اقتصاد القرية يعتمد على الزراعة، إذ كانت أرضها خصبة وقمحها ذائع الصيت في المنطقة. وكان القمح يزرع في سهول القرية كسهل طرعان وسهل المدّان، بينما كان شجر الزيتون يستنبت على المنحدرات الجبلية شمالي القرية.
في 1944/ 1945 بلغت مساحة أراضي لوبية 39,629 دونمًا، منها 1,051 بملكية يهودية.
وكانت 5,683 دونمًا تعتبر مشاعًا، 31,026 دونما مخصصا للحبوب و1655 دونما مرويًّا أو مستخدما للبساتين، بينما زرع نحو 1500 دونمًا أشجار الزيتون. وبلغت مساحة مسطّح البناء للقرية 210 دونمات.
احتلال القرية
عُرف سكان لوبية بمقاومتهم للاحتلال البريطاني وشاركوا بشكل فعال في الثورة العربية الكبرى بين 1936-1939 ضد الحكم البريطاني والحركة الصهيونية. في عام 1939 هوجمت مركبة يهودية قرب لوبية وقتل أحد الحراس اليهود. وانتقامًا لهذا الهجوم قامت مجموعة من عناصر الهجناه في 20 حزيران 1939 بقيادة شلومو شمير وضمّت يجئال ألون ويوسي هارئل ودافيد شالتيئل بمهاجمة لوبية وقتلوا عددًا من الرجال والنساء. وقد أوردت صحيفة "دفار" العبرية الخبر حينئذٍ وعقبت على الهجوم بكلمات استنكار واصفة من قام به كمن فقد البوصلة والقيم الإنسانية بقتله شيوخًا ونساء وأطفالا.
في بداية عام 1948، نشرت الصحافة الفلسطينية نبأ هجوم قامت به القوات الصهيونية على لوبية ليل 20 كانون الثاني / يناير 1948 ، وقتل نتيجته أحد سكان القرية، واستنادًا إلى نبأ ورد في صحيفة "فلسطين" فان هذه الغارة المبكرة قد نسقت مع غارة على قرية طرعان المجاورة.
كما حدث اشتباك آخر عند مشارف لوبية صبيحة 24 شباط / فبراير إذا جرت مناوشات مع قافلة يهودية دامت عدة ساعات وخلّفت قتيلا وجريحَين من القافلة. ومنذئذٍ تجنّب اليهود السفر على طريق طبرية العامّ واستعملوا بدلا عنه طريق يبنيئل (يمّة) – طبرية. كما وقع هجوم آخر في الأسبوع الأول من آذار / مارس 1948، حيث ذكر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف أنّ جنود الهجناه حاولوا أن يشقوا طريقهم عنوة عبر الطريق الممتد بين طبرية والشجرة وأغاروا على لوبية عند الفجر . وقد بلغوا المشارف الغربية للقرية لكن سكانها تصدّوا لهم فقتلوا سبعة منهم في حين فقدوا ستة. كذلك أوردت صحيفة "فلسطين" نبأ تسلل آخر في 11 آذار مُهّد له بقصف مدفعيّ.
بعد سقوط طبرية في أواسط نيسان 1948 زادت عزلة لوبية، وتعرضت إلى هجوم آخر وقع في 9-11 حزيران، قبيل ابتداء الهدنة الأولى، قام به لواء جولاني بهدف احتلال القرية إلا الهجوم فشل واضطر المهاجمون إلى الانسحاب وقد فقدوا 21 من جنودهم. وقد شاركت ميليشيا القرية لمدة وجيزة مع جيش الإنقاذ العربي في هجومه على مستعمرة سجرة، لكنها عادت لحماية القرية أثناء الهدنة. بعد الهدنة بدأت القوات الإسرائيلية عملية عسكرية منظمة تحت اسم عملية ديكل، وفي 16 تموز / يوليو جاء نبأ سقوط الناصرة، وقد ذعر سكان القرية وطلبوا المعونة العسكرية من عرق الإنقاذ العربي المرابطة في الجوار، لكن طلبهم لم يستجب. وفي ليل 16 تموز / يوليو غادر معظم سكان لوبية قريتهم خشية من انفراد الإسرائيليين بهم والانتقام منهم، وخرج أغلبهم باتجاه نمرين وعيلبون ومنهما إلى لبنان. وتختلف الآراء حول بقاء ميليشيا القرية وبعض المسنين فيها. وقال شهود عيان أن القوة الإسرائيلية المحتلة قصفت القرية قبل دخولها ثم دمرت بعض المنازل وصادرت بعضها الآخر، وجاء في كتاب "تاريخ حرب الاستقلال" أن لوبية سقطت من دون قتال، وفتح بذلك الطريق أمامنا إلى طبرية".
القرية اليوم
فجّر الإسرائيليون منازل لوبية في سنوات الستين من القرن الماضي (كما يبدو بين 1964-1966). غرس الصندوق القومي اليهودي (كيرن كييمت)، وهو الذراع المختصصة باستملاك الأراضي وإدارتها في المنظمة الصهيونية العالمية، في موقع القرية وحوله غابة صنوبر باسم "لَفي" وغابة أخرى في الجوار تحت اسم جمهورية جنوب أفريقيا.
ما زال حطام المنازل متناثرًا بين أشجار الصنوبر، تتوسطه مقبرة القرية ومقام النبي شوامين، وتكثر في أنحاء الغابة، أي ما كان أنحاء القرية، آبار المياه التي كان يستخدمها السكان لتجميع مياه الأمطار. وما زالت بعض أشجار القرية الأصلية مثل الزيتون والرمان و التين والتوت والفلفل والصبار نامية في أرجاء الغابة. أما الأراضي الزراعية فيستغلها سكان المستعمرات المجاورة. وأنشئ على أرض القرية أيضًا متحف عسكري ونصب تذكاريّ للواء "جولاني" العسكري الإسرائيليّ. وقد أنشئت مستعمرة "لَفي" في سنة 1949 على القسم الشمالي الشرقي من أراضي القرية، وفي عام 1991 أنشئت مستعمرة "جبعات أفني" على طرف القرية الشرقي وبالقرب منها بني في 2011 مشفى "قرية نهر الأردن". كما بنيت أجزاء من حي د لمدينة طبرية على أرض لوبية بالإضافة إلى المنطقة الصناعية "جولاني".
اضف تعقيب