كتب: جلال بنا
اعترف بداية وقبل كل شيء انني لا افقه في رياضة كرة القدم اي شيء، وبالكاد اعرف اسماء الفرق المتنافسة من خلال متابعتي لأحداث الساعة وليس للرياضة، استصعب معرفه اسماء اللاعبين غير النجوم في كرة القدم كونها لعبة لم تسهويني منذ طفولتي، فكنت كثيرا ما اهرب عندما كان استاذ الرياضة يريد ان يدمجني في لعبة كرة القدم.
خلال الفترة الاخيرة بدأت اسمع بشكل كبير اسم النجم الساطع اللاعب العربي المصري، محمد صلاح، وبدون شك فهو حقق حلم النجومية الذي يحلم به كل انسان طموح، لكن من خلال متابعتي للكتابات والمقالات بدأت اشعر ان الجمهور العربي في البلاد وخارج البلاد يضع اماله كلها على اكتاف صلاح، ولا اقول هنا بين رجلي صلاح كي لا افهم خطأ.
ظاهرة محمد صلاح جذبتني حدا كشخص اكثر مما هي كلاعب كرة قدم، فهو العربي الفقير الانسان المتواضع الذي شق طريقه من احياء الفقر المدقع الى النجاح العالمي والى النجومية، لكن في هذه الفترة، فترة شهر رمضان المبارك، شهر الاعمال الفنية والمسلسلات الدرامية وجت ان هناك ايضا ظاهرة تلفزيونية لها تأثيرها السلبي جدا على المجتمع وخاصة على الشباب وايضا على الشابات.
من كثرة ما سمعت عن هذا مسلسل الهيبة والاصح ان يسمى "عيبي" اثار فضولي وقررت مشاهدة بعض المقاطع، وفهمت ان هناك علاقة واضحة بين ظاهرة محمد صلاح وبين ظاهرة "الهيبة" وهذه العلاقة هي حبنا كمجتمع للقوة والسيطرة. هذا المسلسل ورغم انني ليس سيكولوجيا ولا خبيرا نفسيا الا انه يترك اثرا سلبيا كبيرا جدا على المجتمع العربي، فهو يشجع الظاهرة الخفية العلنية في المجتمع الا وهي ظاهرة العنف والسلاح والبطش والهروب من القانون وطبعا ايضا القتل وتصفية الحسابات.
مؤسف ان يكون مثل هذا المسلسل التلفزيوني الذي يشجع بشكل واضح جدا العنف، ومن يقوم بتمثيل دور البطولة اصبح فعلا بطلا بنظر الشباب ولا يقل عن ذلك اصبح بطلا وفارس احلام الفتيات، فهو "القبضاي" و "العضلنجي" صاحب الاموال والنفوذ الذي لا شيء يقف امامه والذي يحصل على دعم امه في كل شيء.
كنت اتمنى ان يكون الاستثمار في مثل هذا الاعمال الفنية استثمارا لمسلسلات تحكي قصص انسانية وتروي قصصا لكبار مبدعي الشعب العربي ولا ينقصنا امثله لشخصيات ثقافية واعلامية وسياسية من الممكن ان يتم انتاج افلام عن حياتهم، والمؤسف ان هذا العمل الفني الجيد من ناحية الاخراج والانتاج والسيء من ناحية الرسالة، سبب في تعاطف غالبية ابناء المجتمع العربي مع صاحب النفوذ ومهرب الاسلحة ومتعاطي الخاوة الذي يقمع زوجته واخته وابن بلده.
حتى العام الماضي وخلال العشر سنوات الاخيرة كنا نشاهد مسلسل "باب الحارة" وهناك كانت النخوة والكرم والعمل الوطني هو ما يجمع اهالي الحارة، وكان السلاح الاكبر الذي يرفع بوده ابن الحارة هو السكين والشبرية والعصاة، وكانت الرسالة الايجابية واضحة اكثر للمجتمع ان كان قلب الشاب على ابن حارته وابن وبنت بلده، لكن رسالة مسلسل الهيبة هي رسالة عنف سلبية بها يتلخص نظام الغاب القوي يأكل الضعيف، وهنا تكمن المصيبة خاصة لنا كمجتمع
اضف تعقيب