اللجنة الشعبية في كفر قاسم تنعي فقيد مدينة الشهداء السيد عمر حمدان عامر
بقلوب مؤمنه بقضاء الله و قدره، وببالغ الأسى والحزن ، تتقدم اللجنة الشعبية في مدينة الشهداء، إلى آل الفقيد وعموم آل عامر وإلى أهلنا في كفر قاسم، وإلى جماهيرنا العربية وشعبنا الفلسطيني، بأصدق مشاعر التعزية الأخوية وبخالص المواساة القلبية الصادقة بوفاة المرحوم :
السيد عمر حمدان عامر ( المعروف ب - عمر العصفور) - رحمه الله -
بعد حياة زاخرة قضاها في خدمة الدين والوطن والأمة، وفي خدمة بلد الشهداء وأهلها وقضيتها الكبرى "مجزرة كفر قاسم"، ضرب خلالها المّثَلَ الأعلى في عطائه وتفانيه وتضحياته دون ملل أو كلل، مخلصا ومحتسبا ما قدمه من أثمان باهظة من الملاحقات المخابراتية، والاعتقالات والابعاد (النفي)، والتضييق في لقمة العيش، والتحقيقيات المستمرة، عند الله سبحانه...
داعين المولى عز وجل أن يتغمد روح الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وينزل سكينته وطمأنينته على قلوب أهله وذويه ويلهمهم جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
الشيخ إبراهيم صرصور
رئيس اللجنة الشعبية/كفر قاسم
الاثنين، 10 شوال 1439 هجرية
الموافق، 25 حزيران 2018 ميلادية
*****************
حياة المرحوم عمر حمدان عامر في سطور:
يعتبر الحاج عمر عصفور من الرعيل الثوري الاول في مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني، حيث ترعرع على فكر النكبة والاضطهاد من قبل الاحتلال الاسرائيلي. فقد شارك في كل المحافل السياسية والادبية من اجل مناصرة القضية الفلسطينية. كان له حضور وتمثيل على المستوى القطري وعلى كل الاصعدة.
كان من أوائل من أسسوا تنظيم حركة (فتح) في كفر قاسم واراضي الداخل الفلسطيني مع نخبة من المفكرين والادباء والناشطين..
في بداية سنوات السبعينات من القرن الماضي، تم اعتقاله بتهمة انتسابه لتنظيم وتأسيس تنظيم حركة فتح.. بعد ذلك تم إطلاق سراحه وابعاده عن كفر قاسم ومنطقة المثلث الجنوبي الى قرية يركا في الجليل، حيث مكث هناك عامين.
عاد بعدها الى مدينة كفر قاسم. في العام 1974 كان واحدا ممن ساهموا بشكل بارز مع شباب آخرين في إقامة اللجنة الشعبية لإحياء ذكرى مجزرة كفر قاسم، وتنظيم المسيرة التقليدية ليوم الذكرى. كان بيته واحدا من البيوت التي احتضنت أخطر الاجتماعات ذات العلاقة بإحياء ذكرى المجزرة أيام الحكم العسكري المجرم وبعدها، حيث التأم الشباب في عناد وصلابة وشموخ في سعي لإحياء ذكرى المجزرة رغم انف الحكم العسكري والظروف الأمنية القاهرة..
عاش السيد عمر العصفور مع إخوانه الشباب المكافح والرافض لسياسة الحكم العسكري والمعتز بدينة ووطنيته، حقبة عصيبة من ارهاب المخابرات الاسرائيلية التي لم تتوقف للحظة.
من القصص التي يرويها أحد الشيوخ انه وذات مره جاء رجل المخابرات "أبو فريد" الى منطقة الكينه (ميدان ابي بكر حاليا)، وكان شباب كفر قاسم يتجمعون تحت هذه الشجرة خاصة في ايام ما قبل احياء الذكرى السنوية لمجزرة كفر قاسم، ووقف سائلا: "اين عصفور؟؟؟ فنظر أحدهم الى الأعلى، وقال: "العصفور هنالك فوق الشجرة".. فصرخ في وجهه: "انا بسألك عن عمر"!!!!
كان بيته في سنوات السبعينات محطة لاجتماعات القيادات السياسية القطرية الوطنية ومن كل التيارات الناشطة في تلك الفترة، كما استقبل في بيته العديد من الشخصيات السياسية المناضلة والداعمة لحقوق الجماهير العربية والشعب الفلسطيني من المجتمَعَين العربي واليهودي ... كان يحظى باحترام الجميع لما له من تأثير في صياغة العمل الوطني الجمعي..
كان - رحمه الله - في طليعة من تصدوا لسياسة مصادرة الاراضي في سبعينات القرن الماضي، وكان له بصماته في تنظيم احداث يوم الأرض الأول في كفر قاسم 30.3.1976، واعتقل حينها بسبب ارتباط اسمه بالمواجهات التي وقعت في ذلك اليوم..
كان واحدا من القيادات البارزين الذين عملوا على إقامة صرح شهداء كفر قاسم (النصب التذكاري للشهداء) والذي تم إزاحة الستار عنه في الذكرى العشرين للمجزرة بتاريخ 29.10.1976.. حاولت المخابرات في أحد الليالي التي سبقت يوم احياء الذكرى، إزالة هذا النصب، الا انها تفاجأت بوجوده مرابطا مع آخرين تحسبا لأي طارئ من هذا النوع..
كانت له - رحمه الله - بصماتٌ لن تنسى أبدا، وسيبقى اسمه في الخالدين، جعل الله مقامه مع الصالحين في الجنة.. اللهم آمين..
اضف تعقيب