المئات يشاركون في الحفل التأبيني للمجاهد عمر عصفور عامر- كفر قاسم

المئات يشاركون في الحفل التأبيني للمجاهد عمر عصفور عامر- كفر قاسم

تقرير وتصوير : الاستاذ وليد عمر عصفور 

بمبادرة وتنظيم عائلة الفقيد العارف بالله المجاهد عمر أحمد عصفور عامر-أبو ناصر  ,وبحضور المئات من أبناء كفر قاسم والقرى المجاورة وبعض من ممثلي الجمهور والأحزاب ونواب الكنيست والبلدية , أقيم حفلا تأبينيا يوم الجمعة 31-08-2018 في قاعة المركز الجماهيري- كفر قاسم لمرور شهرين على رحيله. ومع توافد الحضور وزع كتاب من اصدار عائلة الفقيد يوجز سيرته بمختلف محطاتها المشرفة مع العديد من المقالات ساهم بها عدد من الأوفياء لأبي ناصر وارثه , و أبى العديد من الحضور الا أن يدونوا في سجل الشرف لأبي ناصر مما يجيش في صدورهم من مشاعر بحقه  .

وقد تولت عرافة الحفل الأخت روز عامر , والتي تساءلت : " هل نجتمع لتأبين الأب المتفاني أم الجد الحنون , أم الرجل المثقف صاحب الفكر السياسي الوطني المتنور , ام المناضل الحقيقي الذي نفتقد اليه في زمننا هذا , أم الصديق والقائد لمجموعة الرعيل الأول الذين تحدوا الحكم العسكري وأصروا على احياء ذكرى شهداء مجزرة كفر قاسم دون الخشية من دفع الثمن, أم نؤبن المؤرخ والمدون لتاريخ كفر قاسم , والموسوعة والمرجعية  التاريخية لكفر قاسم والذي ألهم العديد ممن كتبوا عن كفر قاسم كأمثال الكاتب أميل حبيبي والكاتبة الفنانة التشكيلية   سامية حلبي ,  أم نؤبن الشيخ الذي اتخذ من التصوف نهجا فيما تبقى من العمر بعد رحلة طويلة في النضال ."

 اننا نجتمع لنؤبن من اجتمعت فيه جميع هذه الصفات , والذيمن خلال محطات حياته المختلفة ترك لنا ارثا فكريا ووطنيا وسياسيا وتاريخيا ودينيا  هاما نحتاجه كثيرا مع كل ما نواجه  في هذه الأيام .

وافتتح الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم للشيخ نوح عامر – مسحة , والوقوق دقيقة حداد على روح الفقيد .

تلاها كلمة رئيس بلدية كفر قاسم المحامي عادل بدير والذي أكد على أن كل أبناء كفر قاسم هم أبناء لأبي ناصر الذي عاش كريما حرا ورحل كريما وهو عملة نادرة  ومحطة في تاريخ كفر قاسم . وان تخليد ذكراه هو من تخليد ذكرى الشهداء. وان بصمته لم تكن فقط في كفر قاسم بل ان لعمله الوطني اثر في كل مجتمعنا العربي وكل من تعامل معه أحبه . وأكد ان البلدية واللجنة الشعبية ورجالات المجتمع ستعمل على تخليد ذكرى أولئك الذين عملوا لتبقى ذكرى الشهداء الى أبد الآبدين , وان الحضور اليوم لتكريم أبو ناصر من كل عائلات كفر قاسم ومن خارجها دليل على المحبة المتبادلة بينهم وبين المرحوم.

ثم تحدث النائب الدكتور يوسف جبارين قائلا  : في هذه الدنيا هنالك الذين يأبون أن يكون مرورهم بها عاديا فيترفعون عن العيش للذات , يعيشون من أجل الغير ويملؤون حياتهم بالتضحيات .وتلك هي الحال مع فقيدنا ورفيقنا أبو ناصر , وبفقدانه فان خسارة شعبنا كبيرة وبرغم الغصة التي ترافق أهلنا لفقدان أحد صانعي التاريخ , فان ذكراه تشحذ هممنا لنواصل الطريق ونصون العهد . تعازينا لعائلة الفقيد المناضل عمر عصفور عامر ولعائلتنا الحزبية والجبهوية ولشعبنا الفلسطيني الذي فقد مناضلا آخرا من المناضلين .

ثم عرضت رسالة متلفزة للحفل من الكاتبة والفنانة التشكيلية سامية حلبي القاطنة في نيويورك.

بعدها كانت الكلمة للسيد عادل عامر الأمين العام للحزب الشيوعي , والذي أكد على أن دور أبو ناصر تعدى مجزرة كفر قاسم بالمنطلق الوطني العام والفكر المتنور , وان اصرارنا على تخليد ذكرى أبو ناصر هو الرد على ممارسات الحكومة خاصة قانون القومية المشؤوم . وتوجه الى رئيس البلدية بأن يعلن أن يكون العام الدراسي الجديد عام اللغة العربية واعلاء شأنها وهذه مساهمة منا , وأن ندرس في مدارسنا عن رموزنا الوطنية أمثال أبو ناصر.

وبعد ذلك تم عرض فلم توثيقي من اعداد نجلا الفقيد المهندس وليد وأخيه عبدالله, وفيه لقاءات مع مجموعة من الرجال الأوفياء لأبي ناصر وسيرته المشرفة والذي ترك أثرا كبيرا على الحضور.

ثم كانت الكلمة للبروفيسور مصطفى كبها- مؤرخ وباحث في التاريخ الفلسطيني والاعلام  عضو لجنة الوفاق الوطنيوالناطق باسمها  , والذي وصف أبي ناصر بالمناضل العنيد المخلص لدينه ووطنه والصادق دون مزايدة وكان مصر اصرارا لا تنتقص منه انتهازية وأحسن تربية أبنائه. وأضاف قائلا: " كان لي الشرف للالتقاء بالمرحوم وكان في نفسه مرارة عميقة من الصعوبات , ورغم ذلك نجح في تحقيق  هدف ترسيخ يوم الذكرى لشهداء كفرقاسم. ولديه كتابات ومحفوظات بكم هائل لا يمكن تخيل احياء ذكرى كفر قاسم بدونها .

بعدها تحدث الشيخ أشرف عيسى مشيدا بمواقف أبو ناصر قائلا :" هذا الرجل العظيم والمجاهد الكبير كان حرا وكريما وكان يدافع عن الأرض والوطن وعن قضيتنا كلنا وتوجها بالاصرار على احياء ذكرى الشهداء ,  وهذه رسالته لأبنائنا نعلمهم كيف يكافحون ويناضلون ". وبعدهاتوجه بالدعاء للمرحوم ورفاق دربه مع تلاوة سورة الفاتحة على أرواحهم.

ثم كانت الكلمة للأخ عبدالله نمر بدير- أبو ناشد صديق ا لمرحوم من الرعيل الأول والذي قال: تعرفت على أبي ناصر عام 1963 , وأقمنا حينها أول لجنة دائمة لاحياء الذكرى , وكان المرحوم سندا مخلصا وأمينا وصاحب مواقف , وكنا نعيش فترة الحكم العسكري البغيض فكان من نصيبه النفي , ومن نصيبي الاعتقال  , ولأبي ناصر مواقف مشهودة كثيرة مثل خروجنا بالمظاهرة الشعبية يوم وفاة جمال عبد الناصر , وفي يوم الأرض 30-03-1976حينما اعتقلت أنا والمرحوم أبو عدنان والدكتور أبو سميح , وحينها لم يتخلى عنا أبو ناصر مفجرا هبة "الخوازيق" واطلاق سراحنا.

وفي الختام ألقى المهندس وليد عصفور كلمة العائلة ليشكر باسمه والعائلة كل الحضور من كفر قاسم وخارجها وممثلي الجمهور والأحزاب ونواب الكنيست , وأكد ان المرحوم ليس فقيد العائلة المصغرة فحسب , بل هو فقيد كل كفر قاسم وباقي ربوع الوطن . كما ووجه الشكر لكل من ساهموا بمقالاتهم   ولقاءاتهم المصورة في ذكر سيرة الوالد , وشكر البلدية على توفير القاعة والشباب الذين لبوا النداء في المساعدة في تنظيم اليوم ,وتوزيع الكتاب والتضييف  وكذلك الاخوة الذين آثروا الا  أن يكتبوا كلمات بخطهم في سجل الشرف بحق أبو ناصر والأخوة الصحافيين الذين غطوا فقرات الحفل.

وختاما وجه الشكر الخاص لعريفة الحفل  الأخت روز عامر ابنة المرحوم محمد خميس عامر –أبو بترس رفيق الدرب المخلص لأبي ناصر على ادائها المميز في انجاح الحفل . ن ان