الأناضول
لم يتصور الشاب الفلسطيني جهاد شلوف (30 عاما)، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ أفقده تشوه "خَلقي" ساقه اليمنى، أن يكون هدفا لقناصة الجيش الإسرائيلي كونه لا يمثل أي تهديد لهم.
لكن هذا ما حدث، حيث تعرض يوم الجمعة الماضي (18 يناير / كانون الثاني الجاري) خلال مشاركته في مسيرات العودة، لإطلاق نار من قناص إسرائيلي على ساقه السليمة، حين كان يقف على عكازيه.
ووثّق شاب فلسطيني بواسطة هاتفه المحمول إصابة "شلوف"، ولحظة سقوطه ـ مع عكازيه ـ على الأرض.
ولاقى المقطع تفاعلا كبيرا من قبل رواد وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن التعليقات الغاضبة على هذا المشهد المؤثر للشاب وهو يسقط أرضا، دون أن يفعل شيئا أو يشكّل خطرا على الجيش.
لكن العيار الناري الذي أطلق نحو "شلوف" أخطأ هدفه، وارتطم بالأرض، بعد أن أصاب قدمه اليسرى السليمة بجروح سطحية.
كما أن الشاب تعرض للاختناق جراء إطلاق قنابل الغاز بكثافة من حوله لحظة محاولة إسعافه.
** حياة بائسة
ويعيش الشاب شلوف القاطن في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة حياة بائسة، حيث يعاني بالإضافة إلى الإعاقة الجسدية، مرض "الثعلبة" الذي أفقده شعر رأسه.
كما أن إعاقته منعته من الحصول على فرصة عمل، وهو ما أعجزه عن الزواج وتكوين أسرة، وعيش "حياة كريمة"، بحسب قوله.
ولد الشاب الفلسطيني بإعاقة خَلقية وراثية في ساقه اليمنى، وهو ما اضطر الأطباء إلى بترها في سن الثالثة عشرة من عمره.
ويقول الشاب "شلوف" وهو يجلس في منزله: "لم أصدق ما حدث معي، كنت أستند إلى عكازي مع المتظاهرين دون أن ألقي حجرا، والجنود الإسرائيليون يرون إعاقتي، وأنني أقف على قدم واحدة، رغم ذلك أطلقوا عليّ النار".
ويضيف شلوف لوكالة الأناضول: "بعد أن أُطلق العيار الناري باتجاهي سقطت أرضا، وكان هناك إطلاق لقنابل الغاز وأصبت بالاختناق، وحملني المتظاهرون لسيارة إسعاف، ونقلتني للنقطة الطبية القريبة من مخيم العودة، وهناك تبين أنني أصبت بشظية العيار ولم أُصب به بشكل مباشر به، والجرح سطحي، وغادرت بعد أن تلقيت العلاج اللازم".
وأضاف متسائلا: "لماذا تم إطلاق النار نحوي؟ ألم يروا أني أعاني من إعاقة ومعي عكازي؟ أعتقد أن الهدف من إطلاق النار نحو شخص مثلي، هو إرهابنا لمنعنا من المشاركة والتوجه إلى مسيرات العودة".
وأكمل: "مسيرة العودة سلمية، وأنا أشارك فيها منذ انطلاقتها للمطالبة في حقي وأرضي ووطني المحتل، وللتأكيد أن القدس عاصمة فلسطين، وللمطالبة بالعيش بكرامة".
ويروي الشاب شلوف تفاصيل حياته مع الإعاقة قائلا: "منذ الطفولة وأنا أعاني، فقدت قدمي، واستبدلت بطرف صناعي، وعكاكيز، لم أعش حياتي بشكل طبيعي".
ويشير إلى أن الطرف الصناعي "غير ملائم له، ويحتاج إلى تركيب آخر"، مضيفا: "العكاكيز أرهقت يدي، كذلك أصيب إبطي بجروح بسبب العكازات، وأضطر إلى استخدام المراهم بشكل دائم".
اضف تعقيب