محمد محسن وتد-القدس المحتلة
وشكل انتخاب قيادات مرموقة ومنافسة لنتنياهو بالمراكز الأولى لقائمة الحزب، وأبرزها الوزير الأسبق جدعون ساعر ورئيس الكنيست يولي إدلشتاين، ووزير المواصلات يسرائيل كاتس، ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، رسالة تحذير من قبل أعضاء ليكود ومؤشرا لدعم قيادة بديلة والتمهيد لرئاسة جديدة للحزب خلفا لنتنياهو.
يُشار إلى أن انتخاب ساعر خامسا أتى خلافا لرغبة نتنياهو الذي سعى لتصفيته وعدم إدراجه ضمن المراكز الأولى بقائمة الحزب.
ساعر انتخب بالمركز الخامس ضمن قائمة ليكود (مواقع التواصل) |
تهديد ساعر
ووجه نتنياهو مناصريه بالحزب بعدم انتخاب ساعر خامسا بقائمة الحزب للانتخابات المقبلة بدعوى أنه يخطط مع رئيس الدولة رؤوفين ريفلين لإنهاء حكمه بعد الانتخابات، في حال أوصى المستشار القضائي للحكومة أفيخاي مندلبليت بتقديمه للمحاكمة.
كما روّج نتنياهو بأن ريفلين سيدعم ساعر بعد الانتخابات لتشكيل الحكومة المقبلة.
ويجمع محللون على أن ساعر يشكل تهديدا على مستقبل نتنياهو داخل ليكود، حيث إن انتخابه خامسا -إضافة لدخول شخصيات من معسكره لمراتب متقدمة بالقائمة الانتخابية- يشير لتراجع نفوذ وقوة نتنياهو بين أعضاء الحزب، وهي رسالة تؤشر على استعداد مؤتمر الحزب لاستبداله مستقبلا في حال قدم للمحاكمة بهدف الإبقاء على ليكود بالحكم.
ووفقا للمحللين، فإن قرار مندلبليت -الذي لا يرى مانعا بالحسم بالملفات ضد نتنياهو قبل الانتخابات- يعتبر ضربة قاسية لجهود رئيس الوزراء لتفادي تأثير تقديم لائحة اتهام واستدعائه لجلسة استماع قبيل الانتخابات.
وقد تعددت في الفترة الأخيرة التحديات السياسية والقضائية والحزبية التي تواجه نتنياهو، بعد أن ردت المحكمة العليا التماس فريق الدفاع الذي طالب بإلغاء قرار المستشار القضائي استدعاء نتنياهو لجلسة استماع وتقديم لائحة اتهام ضده قبيل الانتخابات، بذريعة أن مثل هذا القرار من شأنه أن يؤثر على الناخبين الإسرائيليين والحسم الديمقراطي.
ويعتقد يهونتان ليس مراسل الشؤون الحزبية بصحيفة هآرتس أن ساعر حقق إنجازا جوهريا بالانتخابات التمهيدية بليكود رغم الحملة التحريضية التي شنها نتنياهو ضده، الأمر الذي من شأنه أن يحول ساعر لرئيس المعارضة الداخلية بالحزب ويغذي الصراعات ضد استمرار تولي نتنياهو الرئاسة بسبب لوائح الاتهام التي ستقدم ضده.
واعتبر أن هناك عدة سيناريوهات لتشكيل الحكومة في حال استقال نتنياهو أو أطيح به بسبب تهم الفساد، منها اختيار مرشح لرئاسة الوزراء من بين أعضاء الكنيست من ليكود والتوصية عليه من قبل رئيس الدولة لتشكيل الائتلاف الحكومي بدلا من حل الكنيست والذهاب لانتخابات مبكرة، أو حجب الثقة عن الحكومة وطرح ائتلاف بديل للتصويت عليه بالكنيست، أو حل الأخير والتوجه لانتخابات جديدة من دون نتنياهو، وهو "السيناريو الأرجح".
شلحت: تقديم لوائح اتهام ضد نتنياهو من شأنه إنهاء مسيرته السياسية وليس إسدال الستار عن حكم اليمين (الجزيرة) |
إحداث تغيير
الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت يرى أن استدعاء نتنياهو لجلسة استماع وتقديم لوائح اتهام ضده قبيل الانتخابات، من شأنه إحداث تغيير، لكن ما سيترتب عنه هو إنهاء المسيرة السياسية لنتنياهو وليس إسدال الستار على حكم اليمين الذي سيبقى في دوائر الحكم.
وعزا شلحت استحالة تولي معسكر اليسار الصهيوني الحكم إلى غياب أحزاب اليسار عن المشهد السياسي الإسرائيلي باستثناء حزب "ميرتس" لافتا إلى أن تفكك "المعسكر الصهيوني" وتراجع شعبية حزب العمل و"الحركة" برئاسةتسيبي ليفني يشير لعدم وجود معسكر يسار في إسرائيل، وما يوجد من أحزاب وحركات جميعها محسوبة على معسكر اليمين بأشكال متعددة وتحالفات مختلفة.
وبشأن تفسيرات غياب معسكر اليسار وصعود اليمين على مدى عقود، يقول شلحت "ليس استعلاء النخب الأشكنازية ولا تجاهل الثقافة الشرقية أو التمييز والغبن، هو ما أودى باليسار، بل حقيقة أن الشعب اليهودي كان يمينيا في أساسه.. وفقط بالمراحل الصعبة تبنت أقلية الفكر اليساري كي تنال دعم العالم المتنور وتضمن بقاءها".
يُشار إلى أن ملفات الفساد الثلاثة التي سيتابَع فيها نتنياهو مرتبطة بالهدايا والمنافع الشخصية لعائلته، وبمحادثاته مع مالك صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون موزيس، وشبهات فساد بعلاقة مع شركة الاتصالات "بيزك" والموقع الإلكتروني "والا".
المصدر : الجزيرة
اضف تعقيب