سلطت صحيفة إسرائيلية الضوء على عجز جيش الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة البالونات والطائرات الحارقة، التي يتم إرسالها من قطاع غزة صوب الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إنه "بعد نحو عام من نشر مناقصة للشركات الخاصة داخل وخارج، إسرائيل، لطلب تطوير منظومة لاعتراض البالونات والطائرات الورقية الحارقة التي تطلق من قطاع غزة، ما زالت وزارة الأمن الإسرائيلية عاجزة عن إيجاد حل للتهديد الجوي القادم من القطاع".
وذكرت في تقرير لها، أن وزارة الأمن نشرت مناقصة في تموز/ يوليو الماضي على خلفية تصاعد ظاهرة الحرائق في الأراضي القريبة من السياج الأمني لقطاع غزة، موضحة أن "الجيش الإسرائيلي طلب في المناقصة تطوير منظومة سهلة ويدوية، يمكن تفعيلها بواسطة جندي واحد ويتم نشرها بشكل سريع مع إمكانية التزود بها فورا".
ونوهت إلى أن "الجيش يقر بأنه تأخر في إدراك مدى تأثير الحرائق في محيط قطاع غزة على الشعور بالأمن في وسط المستوطنين في المنطقة، ولذلك فهو يحاول إيجاد حل لهذا التهديد"، مضيفة أن "الجيش يدرك أن إمكانية التصعيد قائمة على السياج الأمني للقطاع، خاصة في ظل مطالبات بالقيام بحملة عسكرية في القطاع ردا على الحرائق".
وتشير تقديرات الجيش، إلى أن "المستوطنين في محيط قطاع غزة سيجدون صعوبة في الصمود أمام إمكانية تجدد الحرائق"، كاشفة أن "الأجهزة الأمنية والصناعات العسكرية الإسرائيلية تعمل منذ أواسط العام الماضي على إنتاج منظومة اعتراض ملائمة، ولكن هذه المنظومة لم تتوفر حتى اليوم ولا يعرف الجيش متى ستتوفر".
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: هذه إنجازات حماس من مسيرات العودة
وحول تفاصيل شروط الجيش الإسرائيلي، أشارت "هآرتس"، إلى أن "المناقصة تضمنت أن تكون المنظومة متحركة، وبإمكانها استهداف الطائرات الورقية ضمن مدى 600 متر"، منوهة إلى أن "الجيش معني بمنظومات ليزر أو أية تكنولوجيا أخرى لإسقاط الطائرات المسيرة والبالونات والطائرات الورقية الحارقة، وأن تكون قادرة على العمل لمدة ثلاث ساعات بدون الحاجة إلى شحنها كهربائيا".
وسبق أن صرح ضابط إسرائيلي يعمل في القوات البرية، بأن "الأجهزة الأمنية في مراحل تطوير وسائل ناجعة تعتمد على الليزر لضرب الطائرات المسيرة والبالونات المتفجرة، ولكنها في هذه المرحلة ليست ذات قدرات عملياتية ملائمة"، بحسب الصحيفة.
وكشفت الصحيفة، أن حادثة "اختراق طائرة مسيرة صغيرة تم تفعيلها من قطاع غزة قرب معبر كرم أبو سالم (جنوب شرق قطاع غزة)، ودخلت الطائرة إلى إسرائيل وعادت إلى القطاع بدون أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من إسقاطها"، وهي الحادثة التي يرجح أنها تسببت بتوقف عمل المعبر لعدة ساعات من الجانب الإسرائيلي الثلاثاء الماضي.
وبينت أنه "بالرغم من أن الطائرة المسيرة لم تشكل أي تهديد، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يستبعد إمكانية أن تستخدم حماس هذه الطريقة لتنفيذ عمليات ضد مواقع إسرائيلية في محيط قطاع غزة".
ونبهت "هآرتس"، إلى أن "الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية حذرت منذ وقت طويل من إمكانية تنفيذ عمليات بهذه الطريقة، علما بأن الجيش قد سبق وأن أسقط طائرات مسيرة تبين أنها كانت تحمل مواد متفجرة"، بحسب الصحيفة.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن حزب العمل الإسرائيلي الذي يتزعمه آفي غباي، عرض في منطقة غلاف غزة الخميس الماضي خطة "الأمن للجنوب"، وهي خطة بحسب الصحيفة من أجل "استعادة الأمن والهدوء"، خاصة بعد تصاعد نشاط وحدة "الإرباك الليلي" التابعة لمسيرات العودة وكسر الحصار في منطقة السياج الأمني شرق قطاع غزة.
وقال غباي: "سندافع عن بلدات الغلاف وسنؤذي كل من يؤذينا فورا وبحزم، من خلال تنفيذ الخطوات المطلوبة لحل طويل المدى"، مضيفا أنه "يجب محاربة حماس والجهاد الإسلامي من ناحية، والقتال من أجل تحسين الوضع الاقتصادي لسكان قطاع غزة، من جهة أخرى، من خلال خلق غطاء سياسي للتنمية الاقتصادية مقابل نزع السلاح".
اقرأ أيضا: نشطاء الإرباك الليلي بغزة لـ"عربي21": هذه مطالبنا (شاهد)
يذكر أن تصريحات غباي هذه تأتي في إطار الحملات الانتخابية الإسرائيلية، حيث هاجم غباي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأكد أنه "امتنع عن المبادرة حتى على حساب الأمن المستقبلي لسكان الجنوب".
وبعد وقت قصير من انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة في 30 آذار/ مارس الماضي، شرع نشطاء فلسطينيون في استخدام البالونات والطائرات الورقية الحارقة وإطلاقها صوب المستوطنات الإسرائيلية، كجزء من الفعاليات الشعبية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، حيث تسببت بإحراق آلاف الدونمات وبث الذعر في صفوف المستوطنين المقيمين قرب القطاع.
اضف تعقيب