على غير العادة، بدأت أوساط إسرائيلية، ومنها جنرالات كبار، يطرحون بصوت عال عدة فرضيات مطلوبة أمام غزة، إما تسوية أو ضربة، بعكس ما كانت عليه النغمة السابقة التي غالبا ما ركزت على خيار الضربة دون الصفقة.
وقال الجنرال يسرائيل زيف القائد الأسبق لفرقة غزة، إن "الوضع القائم في غزة يتطلب من إسرائيل اتخاذ قرار واضح، فإما التوصل لتسوية مع حماس، أو إعادة احتلال كل القطاع، بمعنى آخر إما التواصل لوقف لإطلاق النار، أو إسقاط سلطة حماس، والتوقف عن لعبة البينغ بونغ مع الحركة في غزة".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21" أن "الاغتيالات التي تستهدف قادة حماس والعمليات العسكرية الموضعية لها تأثير زمني مؤقت فقط، ولا تستطيع حل المشكلة بصورة نهائية، لأن الوضع القائم في غزة مربك جدا، ويشكل حالة استنزاف لإسرائيل وتبادل لإطلاق النار، وهذا وضع غير محتمل، وهي مسؤولية الحكومة بإيجاد استراتيجية جديدة لتغيير الوضع القائم".
وأكد أن "السياسة الإسرائيلية القائمة لم تعد تتحكم في التطورات الميدانية القائمة بغزة، وباتت قائمة على الاكتفاء بسياسة الردود على كل حدث في غزة، ولا تبادر لتنفيذ سياسات محددة، ولذلك فإن إسرائيل مطالبة باتخاذ قرار نهائي: إما الإبقاء على حماس أو لا".
وأوضح أنه "لا يمكن تجاهل الأمر القائم في غزة، بل يجب إعطاء فرصة للتسوية التي يتحدثون عنها، ومعرفة مدى جدواها في إخضاع حماس، وإعداد الأرضية المناسبة لذلك، أو إعادة احتلال القطاع، وتنظيفه كليا من السلاح، وقتل كل من يوجد على رأس قيادة حماس الحالية".
اقرأ أيضا: مستشرق إسرائيلي يطرح خيارات للتعامل مع حماس في غزة
واستدرك بالقول: "هناك ضرورة للتواصل مع بعض الجهات التي قد تخلف حماس في إدارة الوضع في غزة، مع العلم أن تجاربنا السابقة في مثل هذه الحالات لم تكن ناجحة، مع أن الاغتيالات وجدواها ليست بتلك الأهمية، لأننا أسقطنا عليهم مئات القذائف، ودمرنا لهم العديد من الأهداف والمواقع، لكنهم سرعان ما أعادوا بناءها من جديد".
وختم حديثه بطرح السؤال: "كم سنقتل من قادة حماس؟ مع أن من سيأتي بعدهم سيكون أكثر قسوة على إسرائيل من القادة السابقين، كل عمل من هذا النوع له تأثير زمني مؤقت، وكذلك العمليات العسكرية المحددة والمركزة، ولذلك يجب التفكير على المستوى الاستراتيجي، فإما بالتوصل لتسوية مع حماس، أو إعادة احتلال القطاع، والتوقف عن لعبة الفعل ورد الفعل".
القائد السابق للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الجنرال تال روسو قال، إننا "لا نملك سياسة محددة تجاه غزة، لأننا في كل دقيقة نغير سياسة مختلفة، وبت مقتنعا أنه لابد لإسرائيل من المبادرة لاتخاذ الخطوة الأولى لحل المشكلة القائمة في القطاع".
وأضاف في حوار مع صحيفة "إسرائيل اليوم" ترجمته "عربي21" أنه "يجب إعداد خطة متكاملة شاملة تجاه غزة، ولا يمكن الاستمرار بهذه السياسة التي تقوم على الفعل ورد الفعل، وتعتمد أسلوب إطفاء الحرائق، غزة تشكل مسارا مستمرا من المشاكل والضغط الذي لا نعطي له حلولا".
وأوضح أن "إسرائيل مطالبة بمحاربة حماس والجماعات المسلحة، ولكن في الوقت ذاته مدعوة لتفكيك الضغط الإنساني والمعيشي لسكان القطاع من خلال مشاريع اقتصادية ومساعدات إنسانية تعمل على تحسين ظروفهم الاقتصادية، غزة تعاني من نسبة 55% من البطالة، مياه غير صالحة للشرب، لا كهرباء، أين سينفجر كل هذا الوضع، بالتأكيد لن يكون في وجه حماس".
اقرأ أيضا: يديعوت: غزة تشبه أدغال فيتنام ولن ننتصر على حماس
وأشار إلى أن "مشكلة إسرائيل في سياستها تجاه غزة أنها في كل يوم لها خطة جديدة، تارة مع حماس، وأخرى مع السلطة الفلسطينية، وتارة ثالثة مع طرف آخر، هذا لن يجدي، يجب بناء مخطط جدي على طول الزمن، مع أننا لن نحل مشكلة غزة صباح غد، ولكن إن لم نقم بالخطوة الأولى فإن هذا الوضع سينفجر في وجوهنا نحن".
وأضاف أن "إطلاق صاروخ تل أبيب شكل دليلا على انعدام السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، فمستوطنو الغلاف لا ينامون في الليل، وإسرائيل لا تستيقظ إلا حين تسقط الصواريخ على تل أبيب، مع أن المستويين العسكري والأمني لا يستطيعان العمل بدون مصادقة المستوى السياسي، المطالب بوقف إطلاق الصواريخ ليس على تل أبيب فقط، وإنما على غلاف غزة أيضاً".
اضف تعقيب