قال جنرال إسرائيلي إن "إسرائيل باتت تقترب من حسم خياراتها تجاه حماس في غزة، انطلاقا من موازين الربح والخسارة، سواء في خطوة الإطاحة بحماس وإعادة احتلال قطاع غزة، أو التسليم بوجود كيان معاد لإسرائيل تسيطر عليه حماس على حدودها الجنوبية".
وأضاف كوبي ميخائيل، الباحث بمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، في دراسة بحثية عاجلة، ترجمتها "عربي21"، أنه "كلما أبدت حماس سياسة منطقية، فإن ذلك يسهل على إسرائيل التعامل معها، مع العلم أن الحالة مع حماس ليست أمرا جديدا تواجهه إسرائيل، فقد تعاملنا سابقا مع كيانات معادية لنا في المنطقة من خلال المحافظة على سياسة ردعية تجاهها، وأحيانا التعاون البناء في بعض المجالات المدنية"
وأوضح ميخائيل، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث الفلسطينية بوزارة الشؤون الإستراتيجية، أن "مثل هذه السياسة تجاه الكيان المعادي لإسرائيل في غزة بسيطرة حماس، قد يبدو الخيار الأقل سوءا للإسرائيليين، رغم أن ذلك لا يمنع نشوب أزمات عسكرية عنيفة بين حين وآخر".
وأشار ميخائيل، الذي أصدر عددا من الدراسات والكتب الخاصة بالصراع مع الفلسطينيين، أن "الشهور الأخيرة لم تشهد تحقيق إنجازات واضحة، باتت تجد قيادة حماس نفسها أمام جملة أزمات متصاعدة: الواقع الإنساني الكارثي في القطاع، وما تسبب به من خروج مظاهرات ضد الحركة، وتوترات مع بعض الفصائل، ووجود مجموعات مسلحة صغيرة تعمل في القطاع، والخلاف المتصاعد مع السلطة الفلسطينية، والسياسة الإسرائيلية".
وأكد أن "حماس بالتزامن مع تلك الأزمات الداخلية، فإنها تراقب السلوك الإسرائيلي تجاهها، الذي يمتنع عن القيام بأي عملية عسكرية واسعة ضدها، وهو موقف تريد حماس منه تحسين شروط تفاوضها مع إسرائيل، وتعتبره أداة ضغط عليها، ما يجعل من إطلاق الصواريخ على تل أبيب خطوة محسوبة من حماس؛ لأنها اعتبرت هذه الصواريخ أداة ردعية أمام إسرائيل يمنعها من الذهاب لحرب كبيرة، لا سيما عشية الانتخابات".
وأوضح ميخائيل، المتخصص في شؤون الحرب والإستراتيجية والأمن القومي، أن "ذلك يمكن أن نسميه الهروب إلى الأمام الذي اتبعته حماس في بعض الحالات سابقا، ولعل موافقة الحكومة الإسرائيلية عقب إطلاق هذه الصواريخ على زيادة الأموال القطرية، وتوسيع مساحة الصيد، ومنح المزيد من التسهيلات الإنسانية، يعطي مصداقية لتفكير حماس بهذا الاتجاه".
وأشار إلى أنه "في هذه الحالة يوجد أمام حماس خياران: الأول تصدير أي أزمات فلسطينية داخلية باتجاه إسرائيل من خلال المبادرة لتصعيد الوضع الأمني معها، والثاني التجاوب مع الجهود المصرية للوساطة مع إسرائيل، بما يضمن إجراء تسهيلات على ظروف الفلسطينيين المعيشية في القطاع".
وأضاف أن "وجهة النظر الإسرائيلية ترى الخيار الثاني هو الأفضل؛ لأن القناعات الإسرائيلية باتت تتزايد بأنه في ظل الضغط المستمر على حشر حماس في الزاوية، والعمل من خلال عدة مسارات سياسية وعسكرية وأمنية للإطاحة بها، فقد لا يملأ الفراغ الذي سينجم عن غياب حماس السلطة الفلسطينية أو أي جهة مريحة أكثر لإسرائيل".
وختم بالقول إنه "في ضوء قراءة حصاد المواجهات العسكرية السابقة مع حماس، على إسرائيل زيادة أعداد الرابحين والمستفيدين من الوضع القائم من خلال تحسين الظروف المعيشية في غزة، وفي الوقت ذاته توجيه ضربات قوية لحماس في كل جولة عسكرية لزيادة تأثيرها الردعي، الذي تضرر كثيرا عقب الهجمات الأخيرة لحماس".
اضف تعقيب