نشرت أم مقالا وضحت فيه أهمية تعليم الطفل كيفية التعامل مع المواقف من حوله ليتمكن من الدفاع عن نفسه. بدأت بالحديث عن ابنها وبنية جسمه الكبيرة، وكيف تناقشه بمقولة الرجل العنكبوت المأثورة "القوة الكبيرة تصاحبها مسؤولية كبيرة".
لذلك يجب عليه أن يفهم أنه إذا كان أكبر من الأطفال الآخرين فإن عليه أن يكون أكثر حذرا عند الانخراط والاندماج معهم. بحسب مقال الأم الكاتبة كريستن شاو المنشور بموقع واشنطن بوست.
وأضافت أنها تدخل مع ابنها بشكل يومي في نقاشات مفتوحة حول ما يعينه أن يكون صديقا جيدا ولماذا يجب أن يكون مراعيا للجميع، متبعا للقواعد. كما أنها دائما ما تشجع ابنها على أن يتحلى بهذه الصفات.
فن الدفاع عن النفس
أرادت أن يكون ابنها قادرا على حماية نفسه والآخرين عند الضرورة، لذلك تقوم بتعليمه فن الدفاع عن النفس. ولهذا منذ أن كان عمر ابنها أقل بكثير من تسع سنوات، بدأت تعليمه المصارعة وممارسة ما يجب عليه القيام به إذا ما حاول شخص ما إيذاءه.
كما حذرته من خطر الأشخاص الغرباء، وكيف يجب عليه أن يصرخ وماذا يفعل عندما يضيع. والآن وقد بلغ تسع سنوات، أصبح بإمكانه أن يعض ويلكم ويخدش ويضرب برأسه، ويتمكن من الهرب بعيدا عندما يكون في موقف خطر.
ويبدو أن الاعتداءات التي مرت بها الأم الكاتبة خلفت ندوبا عاطفية تؤثر في كل من ابنها وزوجها، فمن المحتمل أنها تقوم بتعليم ابنها فنون الدفاع عن النفس كطريقة للتعامل مع ماضيها باعتبارها عانت من الاعتداءات. فهي تشعر بالراحة قليلا عندما تفكر أنه فيما إذا تعرض ابنها للخطر، فسوف تتولى ذاكرة العضلات الأمر وتزوده بالأدوات التي يحتاجها لتدارك الموقف والهروب.
علموا الأطفال العطف أولا
وتعلق الدكتورة ديبورا غيلبوا، طبيبة الأسرة وخبيرة التربية "علموا الأطفال أن يتعاملوا بتعاطف وعطف أولا، وأن يحاولوا فهم من أين قد يباغتهم الآخرون. امنحوهم خيار الابتعاد وتجنب مثل هذه المواقف. وكذلك وضحوا لهم المواقف التي يكون من المقبول فيها رد الضرب".
ووفقا لإيب مان، الذي علم بروس لي أسلوب وينغ تشون للدفاع عن النفس، فإن فنون القتال "هي الحفاظ على مرونة ونعومة الشخص، مع الحفاظ على القوة للرد، وتشبه تقريبا الطبيعة المرنة للخيزران. تحدث بلطف، لكن أحمل عصا كبيرة وهذا كل شيء".
وتوضح غيلبوا أنه ستكون هناك أوقات في حياة الطفل سيشعر فيها بغضب شديد لدرجة أنه يريد ضرب شيء ما، وإذا أرشد الأطفال حول كيفية التعامل مع هذه المشاعر ومتى يكون رد الضرب مناسبا، فسيتمكنون من تجنب فقدان السيطرة، وتجنب الشعور بالغضب والعار المصاحب لهذه المشاعر.
ولهذا فإنه من الضروري التحدث معهم عن المواقف والعواقب وتوضيح أنه إذا حاول شخص بالغ أن يؤذيهم فإن كل الخيارات الأخرى لم تعد متاحة. يمكنهم استخدام جميع الأدوات وأن يصرخوا ليتمكنوا من الابتعاد عن أي شخص سيئ.
يجب تعليم الطفل الفروق الدقيقة في المواقف الاجتماعية واتخاذ القرارات ليتعلم كيفية تحديد الأولويات والتصرف على أساسها (بيكسابي) |
فروق دقيقة تعلم الوعي الظرفي
وتقول شاو إنها لا تريد من طفلها أن يقوم بضرب طفل آخر أو شخصا بالغا أبدا، وفي الوقت نفسه لا تريده أن يكون تحت رحمة شخص يريد استخدام يديه أو أسلحة لإيذائه، ولهذا فإن ابنها لا يزال يتعلم الفروق الدقيقة في المواقف الاجتماعية واتخاذ القرارات ليتعلم كيفية تحديد الأولويات، والتصرف على أساسها.
على سبيل المثال، عندما يكون في المدرسة الثانوية، إذا رأى شخصا ما يقوم بالتحرش بفتاة، فلا ينبغي أن يكون التعبير عن الرحمة والعطف هو الخيار الأول، ولا يجب أيضا أن يستخدم قبضته. ولكن تعليمه الوعي الظرفي وتمكينه من فهم عواقب ردة فعله سوف يفيده ويفيد الناس المحيطين به.
المصدر : واشنطن بوست
اضف تعقيب