تقيم رئاسة الشؤون الدينية التركية، الثلاثاء، صلاة الغائب على روح الرئيس المصري، محمد مرسي، في جميع أنحاء البلاد، في حين أعلنت صلاة مركزية عليه في مدينة إسطنبول في مسجد الفاتح.
وأشارت مصادر في الشؤون الدينية إلى أن رئيسها "علي أرباش" بعث كتابا لدور الإفتاء في جميع الولايات والأقضية، بشأن إقامة صلاة الغائب على الراحل.
وأكد "أرباش" أنه سيؤم بنفسه المصلين في مسجد "حاجي بيرم" في العاصمة أنقرة.
اقرأ أيضا: هكذا نعى أردوغان وأمير قطر وشخصيات عالمية الرئيس مرسي
وتاليا صلاة الغائب على الرئيس الراحل مرسي في مسجد الفاتح المركزي في إسطنبول التركية:
يشار إلى أن السلطات المصرية، أعلنت مساء الثلاثاء، وفاة الرئيس مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديموقراطيا في مصر، أثناء إحدى جلسات محاكمته بعدما تعرض لنوبة إغماء، وفق روايتها الرسمية.
وتعرض مرسي إلى العديد من المحاكمات بتهم مختلفة، وذلك بعد اختطافه من الرئاسة، إثر الانقلاب العسكري الذي قاده وزير دفاعه آنذاك عبد الفتاح السيسي في 3 تموز/ يوليو 2013، واستولى على السلطة من حينها.
وخلال تصريحات صحفية، الاثنين، تغيرت ملامح أردوغان عقب طلب الصحفيين تعليقا بخصوص وفاة مرسي، حيث قال: "أدعو الله بالرحمة لأخينا وشهيدنا"، واصفا إياه بـ"شهيد فقد حياته في سبيل قضية آمن بها".
وأكد الرئيس التركي أن "لفظ مرسي المحكوم بالإعدام ظلما أنفاسه الأخيرة في قاعة المحكمة، دليل بيّن على الاضطهاد الممارس عليه وعلى الشعب المصري".
وأضاف: "سنذكر دائمًا مرسي الذي جلس على كرسي رئاسة مصر بدعم من الشعب، لم نجتمع حتى اليوم بقتلة مرسي ولا يمكن أن نلتقيهم أبدا".
وأعربت أبرز الشخصيات السياسية في تركيا بمختلف صفاتها،عبر تصريحات وبيانات عن حزنها العميق لوفاة "شخصية استثنائية في مسيرة نضال مصر في سبيل الديمقراطية".
وقال متحدث الرئاسة، إبراهيم قالن، إن "مرتكبي الظلم والمجزرة في مصر سيحاسبون على أفعالهم عاجلا أم آجلا".
فيما قال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، إن الأمة "لن تنسى المواقف المشرّفة" للرئيس مرسي.
وأضاف الوزير التركي: "الانقلاب (العسكري) أبعده عن الحكم؛ غير أن ذكراه لن تمحى من قلوبنا".
وتابع: "الأمة لن تنسى مواقفه المشرّفة"، داعيا الله أن يدخله الجنّة.
أما رئيس الشؤون الدينية التركي، قال إن مرسي سار إلى الحق في ظل ظروف قاسية من الاضطهاد والقمع.
وأوضح أرباش أن "رئيس مصر المنتخب، مثال على المواقف الأصيلة والحياة الإيمانية، بمواقفه القويمة ونضاله المشرف".
بدوره، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، إن "التاريخ لن ينسى ما قام به مرسي لشعبه، وكذلك لن ينسى من ظلموه".
أما رئيس البرلمان مصطفى شنطوب، فقال إن "مرسي سُجن ولكنه بقي حرًا أكثر من سجانيه، وأسأل الله أن يرحمه ويتقبل استشهاده".
وشدد شنطوب على أن مرسي "كان قائدا كبيرا أظهر شجاعة في الوقوف إلى جانب الشرعية".
وأعرب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عن خالص تعازيه للشعب المصري بوفاة رئيسه الأسبق مرسي.
وقال نائب رئيس الحزب، نعمان قورتولموش: "أدعو الله أن يتقبل مرسي المنتخب بالأصوات الشرعية للشعب المصري، في الشهداء".
وتابع: "أدعو الله أن يجعله جار سيد الشهداء حمزة وعلي والحسين رضوان الله عليهم"، معزيا "الشعب المصري والأمة" بوفاة مرسي.
من جهته، أكد رئيس حزب "السعادة" التركي المعارض، تمل قره ملا أوغلو، أن حياة ونضال مرسي، وموقفه الثابت سيخلده التاريخ مرشدا للأجيال.
وكذلك أعرب الرئيس التركي السابق، عبد الله غُل، عن حزنه العميق لتلقيه نبأ "استشهاد" محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر.
وشعبيا، سادت حالة من التعاطف والحزن على منصات التواصل الاجتماعي في تركيا، وغير الكثيرون صورهم الشخصية إلى صورة الرئيس المصري الأسبق.
وأمام القنصلية المصرية في إسطنبول، تظاهر مئات الأتراك إلى جانب المصريين وأبناء الجاليات العربية، بعد وفاة مرسي، مطالبين بإجراء تحقيق دولي.
ورفع المتظاهرون خلال الوقفة، الأعلام المصرية والتركية وصور مرسي، داعين للضغط على النظام المصري من أجل جنازة شعبية واسعة لمرسي.
يذكر أن العلاقات بين مصر وتركيا شهدت ذروة انتعاشها إبان حكم مرسي (حزيران/ يونيو 2012 – تموز/ يوليو 2013)، ومنذ الانقلاب العسكري في مصر توترت العلاقات ويرفض الرئيس التركي من حينها لقاء السيسي ممثلا عن شعبه.
اضف تعقيب