جعلها تنضم إلى نادي الدول التي تتحكم بقطع اتصالات الإنترنت، لأغراض سياسية"، وفق المصادر ذاتها.
واللجنة المستقلة للانتخابات بموريتانيا أعلنت فوز مرشح الأغلبية الحاكمة ولد الغزواني بالجولة الأولى بعد حصوله علىبنسبة 52 بالمائة من أصوات الناخبين، وسط احتجاجات واسعة بصفوف المعارضة.
**السودان
في 3 يونيو/حزيران الجاري، فضت السلطات السودانية اعتصام آلاف المحتجين السودانيين بالقوة من أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، كما لجأت لقطع اتصال الإنترنت لعدة أيام.
وقال المجلس العسكري السوداني، آنذاك، إن قطع الإنترنت "خطوة ضرورية لضمان الأمن الوطني"، فيما استمر تبرير السلطات السودانية لهذا الإجراء تحت دعوى حفظ الأمن والاستقرار.
وفي مؤتمر صحفي في حينه، أوضح وكيل وزارة الخارجية السودانية المكلف، عمر دهب فضل، أن "أحداث التحول الديمقراطي تتطلب إرساء دعائم الأمن ما يستوجب تعطيل هذه الخدمة (الإنترنت) لفترة معقولة".
وأعرب فضل عن أمله في أن تعاد خدمة الإنترنت في السودان في أقرب فرصة (دون تحديد موعد).
وفي 23 يونيو/ حزيران أصدرت محكمة سودانية تعليمات لشركات الاتصالات بإعادة خدمة الإنترنت المقطوعة بأنحاء البلاد في وقت سابق من الشهر الحالي، وفق إعلام.
وقبل الأيام الأولى للمظاهرات الشعبية التي قادت الجيش إلى عزل الرئيس عمر البشير، كانت منصات التواصل هي بوصلة السودانيين في تحديد قبلتهم الاحتجاجية.
وعُزل البشير من الرئاسة، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، بعد ثلاثين عاما في الحكم؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي؛ تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
واعتصم آلاف السودانيين أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم؛ للضغط على المجلس العسكري، لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، في ظل مخاوف من التفاف الجيش على مطالب التغيير.
**الجزائر
في فبراير/ شباط الماضي، شهدت العاصمة الجزائرية، في إحدى جمع الغضب ضد ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة آنذاك، "تشويشات على خدمة الإنترنت"، وفق إعلام عربي.
وقبلها بيوم، سرت عدة شائعات، عن قطع مؤسسة اتصالات الجزائر للإنترنت، ما دفع المؤسسة للتأكيد على أن الخبر عار من الصحة، قبل أن تؤكد أكثر من وسيلة إعلام عربية وجود تشويش على الخدمة.
ولم يكن التضييق على الإنترنت سياسيا فحسب، بل امتدت لمواجهة ظواهر اجتماعية، حيث أكدت وسائل إعلام جزائرية أن الحكومة قطعت خدمات الإنترنت في حزيران/ يونيو 2018، لمواجهة ظاهرة الغش في اختبارات شهادة البكالوريا (الثانوية العامة).
**مصر
في 28 يناير/ كانون ثان 2011، أطلق متظاهرون مصريون على ذاك اليوم اسم "جمعة الغضب"، في سياق احتجاجات بدأت قبل ذلك بثلاثة أيام ضد حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك (1981-2011).
ووفق مراقبين آنذاك، ساهم انقطاع خدمات الإنترنت في نزول الملايين إلى الميادين الرئيسية في البلاد، ما أدى إلى وقوع اشتباكات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وانتهت تلك الأحداث باقتحام وإحراق عدة مقار أمنية في محافظات مصر، وبدء اعتصام شهير بميدان التحرير قاد إلى إسقاط رموز نظام مبارك في 11 فبراير/شباط من العام نفسه.
** البحرين
في يونيو/ حزيران 2016، قطعت البحرين خدمة الإنترنت كليًا لأكثر من 100 يوم عن بلدة "الدراز"، إحدى المناطق الشيعية بالبلاد التي شهدت احتجاجات على سحب الجنسية من الرمز الشيعي، الشيخ عيسى قاسم، وفق إعلام عربي.
وقالت تقارير معارضة بحرينية، آنذاك، إن قطع الإنترنت امتد لنحو عام، إذ عانت الشبكة العنكبوتية بالبلاد من تشويش وانقطاع بشكل يومي و"متعمد".
** السعودية
تقارير لمعارضين سعوديين ذكرت أن السلطات السعودية عمدت في يوليو/ تموز 2017، لقطع خدمة الإنترنت على مدينة العوامية بمحافظة القطيف (ذات أغلبية شيعية) شرقي المملكة، فيما عمدت لقطع الإنترنت عن بعض بلدات المدينة.
** سوريا
منذ انطلاق ثورة سوريا والانغماس في المواجهات المسلحة في عام 2011، تعاني أغلب مناطق التحرك الشعبي من انقطاع متكرر لخدمات الاتصالات والإنترنت.
** "جريمة الأنظمة الشمولية"
ووفق أحمد أبو القاسم، الخبير الإعلامي المصري، فإن استخدام قطع الإنترنت لمنع الشعوب من التعبير عن رأيها، يعتبر "جريمة تستخدمها الأنظمة الشمولية ظنًا منها بقدرتها على تحجيم غضب شعوبها، والسودان أحدث تلك الأنظمة العربية".
وقال أبو القاسم، في حديث للأناضول، إن الشعوب العربية أصبح لديها خبرة في التعامل مع الأمر، إما عن طريق استخدام إنترنت مربوط بالأقمار الصناعية، أو من خلال أرقام هواتف لدول أخرى مجاورة تستطيع الولوج للإنترنت.
وتابع أن هناك بعض الشركات العالمية مثل "جوجل" و"تويتر"، تتيح الدخول إلى الإنترنت بدون اتصال حال قطع الإنترنت من جانب الحكومات، لأن هذا الأمر يشكل جريمة الاعتداء على حقوق الإنسان.
واستشهد أبو القاسم بواقعة نزول ملايين المتظاهرين إلى الشوارع في مصر إبان ثورة 25 يناير 2011، بسبب قطع الإنترنت، وهو ما منح الثورة دفعة قوية جدًا إلى الأمام وساهم في نجاحها.
واختتم حديثه بأن "استمرار الأنظمة الديكتاتورية في استخدام سلاح قطع الإنترنت لمعاقبة شعوبها، يعد عقوبة جماعية أثبتت فشلها وتحولها إلى حافز إضافي للإطاحة بها".
اضف تعقيب