كندا- تصوير: istockphoto
فرّ مواطن (31 عاما) من عرب النقب ، مع زوجته (28 عاما) وأولاده الستة، إلى كندا خوفا من العنف. وقال المواطن - الذي فضّل عدم الكشف عن هويته - في حديث هاتفي خاص مع مراسل "كل العرب"، إنّه قدّم مستنداته بواسطة محام محلي للسلطات في مونتريال، وينتظر قرارا بمنحه "اللجوء الإنساني".
بدأت مأساة المواطن علي (اسم مستعار) في العام 1992، حين كان طفلا في الرابعة من عمره يسكن مع أهله وعائلته في إحدى القرى في النقب، حين لقي رجل من أقربائه مصرعه، فأضطر والده الهرب خوفا من الثأر إلى منطقة المثلث، حيث يسكنون في العقود الثلاثة الأخيرة. ورغم صفح أبناء عائلة الضحية عن أقربائهم، إلا أنّ المشاكل العائلية رافقت الشاب في السنوات الأخيرة مع أبناء عائلته.
ويروي الشاب، الذي كان يعمل سائقا لشاحنة، في حديث لمراسلنا: "لا أريد أن يعود التاريخ على نفسه، فإما أن أقتل أخي أو أن يقتلني، أو أشتكي عليه في الشرطة وبعدها يخرج من المعتقل ونعود إلى دائرة العنف. تخطينا كافة الخطوط الحمراء في علاقتنا التي تحولت إلى علاقة الأخوة الأعداء".
في نهاية يونيو/تموز الماضي اتخذ علي (اسم مستعار) القرار وبعد أن سحب مدخراته، اشترى لأسرته تذاكر سفر ووصل إلى مونتريال مع زوجته وأولاده الستة - البكر في العاشرة والصغير رضيع سيحتفل بعد أيام بعيد ميلاده الأول بعيدا عن أرض الوطن.
ويقول علي (اسم مستعار) في حديث هاتفي: "أقمنا في فندق لمدة عشرة أيام. بحثت عن شقة لتأجيرها ولكن النظام هنا هو الدفع مقدما لثلاثة أشهر. التقيت صدفة مع (ستاف) وهو مواطن إسرائيلي من (هود هشارون) هاجر إلى كندا، وقد دلني على أبو جميل الذي ساعدني كثيرا، وهو يقف إلى جانب الأسر التي ضاقت بها السُبل كحالتي. منذ ذلك الحين وأنا هنا أنتظر المصادقة على طلبي أنا وأسرتي".
"وضع مجتمعنا العربي لا يُطاق"
ويحكي علي (اسم مستعار) بمرارة عن العنف في المجتمع العربي في البلاد، حيث يقول: "في الأسبوعين الأخيرين لقي عشرة أشخاص مصرعهم في حوادث عنف. شبان مثل الورد والقتل لأسباب تافهة، حيث لا يعرف مَنْ قُتل فيما قُتل، ولا يعرف القاتل لماذا قَتَل.. وضع مجتمعنا العربي لا يُطاق، والقيادات تنتظر الفرج بدل أن تُبادر. أنا هربت مع أسرتي من هذا العنف، لأنني أريد تربية أولادي بعيدا عن المشاكل وفي أجواء حضارية. قضيتي عائلية وابتعدت لأنني لا أريد أن أتسبب بمضرة لي أو لهم".
وختم قائلا: "رسالتي للمجتمع عبر موقع كل العرب أن يصلح أحوالنا. أن يعود المجتمع إلى دين التسامح ويخاف الله، فالمال لا يمكن أن يحل المشاكل، بل غالبا ما يؤدي إلى تفاقمها. أرجو أن يقوم كل شخص في بيته بتربية أولاده على التسامح وضد العنف - لنمنع معا جريمة القتل القادمة".
اضف تعقيب