نجل المؤسس معاذ عيسى " كل من لم يفرض وجوده الواعي في المتغيرات المتسارعة تداس كرامته بلا رحمة..
نشر : 08/09/2019 - 14:59
نجل المؤسس معاذ عيسى " كل من لم يفرض وجوده الواعي في المتغيرات المتسارعة تداس كرامته بلا رحمة..
وصلني مقال بدات قراءته .... لكن اوقفني عنوانه - واحسست ان الذي يتحدث هو فضيلة العلامة المؤسس الشيخ عبدالله نمر درويش رحمه الله - لكن كان واضحا منذ البداية ان الذي كتب المقال هو نجل الشيخ -
تعمقت في القراءة لكنني لم اقتنع - هذا خلاصة فكر المؤسس الذي تركه الكثيرين والكثيرون -- لكن ما كتبه نجل الشيخ معاذ كان في صلب ما تفتقر له بعض القيادات العربية والمحلية القسماوية --
تعالوا معا لنقرا مره اخرى هذا المقال ... واعطوني رايكم !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد..
(( كل من لم يفرض وجوده الواعي في المتغيرات المتسارعة تداس كرامته بلا رحمة.. ))
للحقيقة .. لم اجد عنواناُ مناسباً لهذه المقالة الا كلمات من بحر عميق للوالد المؤسس..
رحمه ورضي عنه لم يكن صاحب أوهام وامتلك شجاعة اتخاذ مواقف صعبة لم تكن مقبولة شعبيا بمقياس الامال ولكنها كانت صحيحة بحقائق الواقع واثبتت الايام صحة اجتهاداته..
كلما ظهرت تطورات تسيء لسمعة البرلماني ( في الكنيست الاسرائيلي) وتزيد في تهاوي مصداقيته ترتفع بعض الأصوات تطالبنا بالخروج منه. ليس العيب في هذا المطلب أو في تنفيذه، فذاك سلوك سياسي لا يلام صاحبه، وموقف حزبي يمكن لأي حزب أن يتخذه. ولكن العيب هو في الدعوة إلى خطوة عبثية لا تحمل هدفا ولا تستجيب لرؤية ولا يتحقق منها أي مكسب ملموس لصالح الحق والعدالة والديمقراطية أو لصالح معيشة المواطن وإنهاء الظلم والفساد.
لو كان الخروج من البرلمان يمثل لحظة فارقة يلتحم معها الشعب لفرض التغيير على النظام السياسي عن طريق الشارع بهبة جماهيرية سلمية حاسمة لكانت الاستقالة الجماعية من الهيئة التشريعية واجبة لا تثير أي نقاش أو جدال.
إن المعركة اليوم هي معركة ” الوعي السياسي” وليست معركة ” العنتريات العبثية” التي لا تندرج ضمن مشروع سياسي يعرف أصحابه ماذا يفعلون وما يقدمون وما يؤخرون. ليس فقدان مصداقية المجالس المنتخبة ولا حتى عدم شرعيتها هو وحده ما يجعل الأحزاب تتركها أو تقاطعها، لو كان الأمر كذلك لغادر رؤساء المجالس المنتخبة ولما بقي أيضاً أربكان وأردوغان في مجالس الدولة التركية التي كان يعبث بها العسكر كما يريدون، ولما تصرفت على هذا النحو كثير من الأحزاب في العالم كله قبل أن تتحقق فيها الديمقراطية الحقة.
إن الذي يجعل مغادرة البرلمان موقفا سياسيا سديدا هو وصول الوعي الجماهري إلى الحد اللازم لتحمل أعباء التغيير وانتشار الروح النضالية لدى عدد كبير من المواطنين..
إن بيننا وبين الوصول إلى هذا المستوى من الوعي لمسافة طويلة لا يصبر عليها كثير من الناس، غير أن الوصول ممكن التحقق لو ثبت القادة السياسيون الوطنيون الواعون المستعصون على مخططات الترهيب أو بيع الذمم فواصلوا العمل مهما كانت ضغوطات استعجال عوام الناس ومهما كانت مكائد المناوئين ودسائسهم. وسيكون نجاحهم أسرع حينما
ُيسندون من طبقات شعبية واعية واسعة، أي حينما تتسع دائرة الوعي فيدرك الناس بأن إصلاح الأوضاع يكون بمساندة الفعل الإصلاحي لا بالضغط عليه، والصبر على ثماره ولو طال إيناعها، وتوجيه السهام كلها للفساد والمفسدين وليس لمن يحاول الإصلاح ولو لم يصل بعد لتحقيق التغيير المنشود.
لا شك أن غضب كثير من المواطنين على الوضع السياسي المتعفن في بلادنا ، إنه يمكن تفهم هذه المطالبة من جماهير المواطنين، كما يمكن فهم أن يستغل استبطاء عوام الناس الثمرة من قبل بعض المناوئين للأحزاب أو لقياداتها أو نوابها بحجة أن المعارضة لم تفعل شيئا، ضمن ظاهرة التدافع السياسي أو لأسباب نفسية لا علاقة لها بالسياسة إطلاقا. إن هذه الحالة وتلك كلاهما من قواعد العمل السياسي، وتلك التوجهات العاطفية الصادقة للمواطنين أو الانتهازية للمناوئين للضغط على القوى السياسية التي اختارت المقاومة السياسية في المساحات المتاحة لن تتوقف بالمطالبة بالخروج من البرلمان. ستطالبهم كذلك بالخروج من المجالس المحلية، وقد تطلب منهم بعد ذلك حل أنفسهم كأحزاب او الهجرة من بلاد نحن سكانها الاصليين. فهي ليست في كل الأحوال من الجمهور الذي يمكن الرهان عليه في ملحمة المقاومة السياسية الشاقة والطويلة…قبل أن يكتمل الوعي. بل إن هذه القوى بعلمها او بدون صارت جزء من استراتيجية النظام السياسي الذي يتحمل وحده مسؤولية تشويه العمل السياسي وتلطيخ صورة النائب والبرلمان ونشر السلبية والتشاؤم واليأس حتى يخلو له الجو فلا يتوجه الراغبون في التغيير إلى صناديق الاقتراع .. ولو لا صمود وثبات المقاومين السياسيين لحقق أهدافه قبل سنوات خلت.
ان أغلبية هذه الجبلة -حسب رايي الذي سيزعج الكثيرين- قد خارت قواهم فركنوا وتنازلوا في الخفاء والكواليس ليكون لهم ظل وموقع تحت الشمس خشية أن تغرب الشمس عنهم ولا يجدون موقعا مع شروقها مجددا فركبوا مركبا صعبا في هذه الأيام لعلهم يفسدون الوئام وتعود بهم ايام اللئام .
إن الهدف من المشاركة في الانتخابات اليوم رغم ما يطالها من انتقاد، والوجود في المجالس المنتخبة رغم الخدش الذي ينال مصداقيتها وشرعيتها ليس هو التغيير، ذلك يوم سيأتي لا محال، ولكنه ليس اليوم! إن الهدف من هذا الفعل السياسي هو المقاومة السياسية من أجل الاستمرار في توعية النخب والجماهير حتى لا يتحول الشعب إلى قطيع يساق بالترهيب والتطميع و بالوهم والخداع كما يحدث في بعض البلاد العربية.
إن منابر البرلمان والمجالس المحلية هي منصات للصدح بالحق في وجه الحاكم وفضاءات اتصال مع الجمهور من خلال وسائل الإعلام، وتواصل مباشر بخلق كثير من الناس لا يعرفون عناوين مقرات الأحزاب ولكنهم كل يوم في مقرات المجالس المنتخبة وفي اتصال مع المنتخبين يبحثون عندهم عن مصالحهم. ناهيك عن تلك المعارك الملحمية، الكاشفة للفساد المقلصة للهيمنة ولو بقدر، مع ممثلي الحكومة والهيئات التنفيذية ونواب الموالاة ومنتخبيهم والتي ما كان لها أن تكون لو لا سانحة الاطلاع في المجالس على حقيقة تسييرهم المهلك للبلد وعلى قوانينهم وقراراتهم وسياساتهم الخطرة على استقرار الوطن ومستقبله.
إنه لمن البديهي أن يقول كثير من المواطنين ماذا فعلت المعارضة! تلك هي طبيعة الإنسان الذي خلق من عجل، وذلك هو السؤال الذي طُرح على الأنبياء رواد الإصلاح، قبل أن يتحقق لهم النصر بعد طول معاناة. لقد قيل لرسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (( متى نصر الله))، وقيل لسيدنا موسى عليه السلام: ((قالوا أُوذِينا من قبلِ أَن تأْتينا ومن بعدِ ما جئتنا))، ومن البديهي كذلك أن يدخل على الخط كثير من المناوئين الذين لا هم لهم إلا الإحراج لغايات في نفس يعقوب.
إنه لأمر طبيعي أن يستعجل عوام الناس الثمرة.. هكذا هي الحياة وهكذا هي سنن التغيير، على المصلحين أن يضعوا في الحسبان أن من واجباتهم، ضمن العمل الإصلاحي، الصبر على ظاهرة استعجال عوام الناس والاستمرار في العمل والإعداد وتثمين تراكم الإنجاز ولو كان صغيرا لا يراه المستعجلون، مع بعث الأمل في النفوس والوعد بالخير وتغير الأحوال حتى لا تنقطع من التشاؤم الأنفاسُ، ومعالجةِ مكائد القوى المناوئة التي تعمل دوما على حجب الإنجاز وتُحسن الاشتغال في بيئة اليأس والإحباط.
لقد صبر الحبيب صلى الله عليه وسلم كثيرا على استعجال المستعجلين من بسطاء الناس، وكابد كيد المتآمرين من داخل الصف وفي محيطه الخارجي . ألم يكن عليه الصلاة والسلام يواجه يهودا ومشركين في الخارج محاربين؟ وفي مسجده يصلي معه منافقون يتربصون؟ ألم يكن يعد المستضعفين من حوله بقصور فارس وأصوار القسطنطينية وأمامه أحزاب العرب قد جاؤوا لإنهاء وجوده، ومن خلفه جحافل يهود ينتظرون لحظة الإجهاز عليه، وبين صفوفه منافقون يثبطون ويستهزئون ويتخابرون.
إنها السيرة النبوية تتكرر في كل وقت، ما يهمنا أكثر في الاستفادة منها أن نصلح أنفسنا ونصحح أخطاءنا ونواصل طريقنا ونجود أداءنا ونثبت على الحق مهما كانت الصعاب، نتلطف بعوام الناس المستعجلين ونبالغ في وعدهم بالتي هي أفضل ونحاول إشراكهم في أعباء التغيير، ونعالج أمر المناوئين المثبطين المستهزئين، ونواجه امراض النفوس بذكاء وبسالة وتجرد وإخلاص … ونترك بعد ذلك السنن تفعل فعلها … وإننا والله لمتفائلون!
{{ رَبنا إِنكَ تعلمُ ما نخفي وَما نعلنُ ۗ وَما يخفىٰ على اللهِ منْ شيْءٍ في الأَرْضِ وَلا في السماءِ }}
الكثير من الناس يرغبون في اتخاذ المواقف المشرفة، ولكن ليس الكثير مستعدون للوفاء بمسؤولية هذا الموقف..
وإن سئلنا بعد هذا، هل نترك البرلمان أم نواصل المقاومة سيكون الجواب القوي: نواصل المقاومة ولنا في كل مرحلة خطة نصلح بها ما استطعنا، و نكسر بها بعون الله المؤامرة.
هذه قناعاتي التي اؤمن بها حتى القى الله والتي رباني عليها شيخ فلسطين الامام العلامة المؤسس والدي الشيخ عبدالله نمر درويش وأفتخر
عظيماً كان ..عظيماً مات ..عظيماً سيظل..
معاذ نجل المؤسس
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب