مما لا شك فيه أن التعلم الآلي سيخلق ميزات جديدة هائلة، تتراوح بين القدرة على اكتشاف سرطان الجلد من خلال هاتفك الخلوي، وتصميم بعض المواد المثيرة للاهتمام، وسرعة اكتشاف الأدوية.
ورغم احتمال أن تكون للذكاء الاصطناعي عواقب وخيمة على الوظائف، فإن هذه التقنية قد تقودنا إلى عصر ذهبي مزدهر بوظائف جديدة يصعب علينا تخيلها.
ويرى الكاتب دانييل جيفريز، في مقاله الذي نشره موقع "هاكرنون" الأميركي، أن الأجهزة فائقة الذكاء القائمة على تقنية الذكاء الاصطناعي التي ربما تسيطر على العالم؛ لن تشكّل مشكلة لمئات السنين على الأقل، إلا إذا كانت هذه الآلات شديدة القرب منا.
فعلى سبيل المثال، بإمكانك اليوم اقتناء عشرات الطائرات المسيرة الصغيرة من موقع أمازون، كما تتوفر بالفعل مجموعة واسعة من أنظمة تشغيل الروبوت المتاحة على خدمة غيت هاب.
وأفاد الكاتب بأن أكبر شركات تصنيع شرائح الحاسوب على مستوى العالم تعمل على تطوير تصاميم جديدة لتشغيل السيارات ذاتية القيادة والشاحنات وروبوتات الجراحة وآلات تنظيف المنازل في المستقبل القريب.
وتُوظف هذه الشرائح، التي تواصل التطور يوما بعد يوم، في صناعة الأسلحة ذاتية الحكم، مانحة المجرمين قدرات جديدة، بما في ذلك سرعة الفرار وسهولة التنسيق لشن الهجمات بواسطة الطائرات المسيرة، علما بأن هذه الأسلحة موجودة بالفعل في الوقت الحالي.
لن يستغرق الأمر طويلا حتى يصبح الخيال العلمي حقيقة مظلمة، وحيال هذا الشأن، قال أحد كبار الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي: "لسنا بحاجة لهذه الشرائح بعد الآن؛ إذ إنه باستخدام الأجهزة اللاسلكية بإمكانك تحقيق مركزية الذكاء الاصطناعي والتحكم فيه عن بُعد"، ما يعني أن هذا الأمر ممكن اليوم وليس في المستقبل.
تطوير روبوتات تستخدم الذكاء الاصطناعي لم يعد مسألة من المستقبل بل هو أمر موجود الآن (الأناضول) |
كيف يمكننا التصدي لمثل هذه الكارثة؟
يساند إيلون ماسك والمئات من النجوم البارزين في مجال التكنولوجيا فكرة الحظر الشامل على أنظمة الهجوم القائمة على الذكاء الاصطناعي. ومن المحتمل أن يواجه هذا الحظر فشلا ذريعا؛ نظرا لأن هذا النوع من الأسلحة سيحظى باهتمام قادة العالم، حيث يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "كل من يقود مجال الذكاء الاصطناعي "سيحكم العالم".
وبيّن الكاتب أنه حتى لو وافقت جميع الدول على الحظر، فهذا لا يهم حقًا بما أن أكبر دول العالم ستواصل إنشاء هذه الأنظمة بواسطة ميزانيات سوداء سرية.
وتكمن المشكلة الفعلية في أن هذه الأسلحة هي في متناول الجميع، لذلك فإن حظرها على مستوى الأمم لن يحول دون صناعتها باستخدام مكونات جاهزة وطابعات ثلاثية الأبعاد والبرامج المتاحة؛ مما يعني أن الجهات الفاعلة المارقة والإرهابيين سينجحون في الوصول إليها بسهولة تامة.
ما طريقة منع هذا؟
أكد الكاتب أن تجنب تطور الأحداث على هذا النحو يعد أمرا في غاية الصعوبة، ولكن أفضل خطوة يمكن اتخاذها في الوقت الحالي هي التدابير المضادة.
وأحد الحلول المحتملة هو الملابس المضادة للرقابة، حيث سيكون بإمكان أي شخص يواجه أي نوع من التهديد امتلاك عدد من القمصان أو السترات أو القلنسوات التي تحجب الماسحات الحرارية وتقنية التعرف على الوجه. وقد يكون طلاء الوجه الذي تحتفظ به في جيبك الشيء الوحيد الذي يلعب دور الحاجز بينك وبين صاروخ صغير متفجر.
فخلال أي هجوم تتعرض له، ضع بسرعة الألوان المضللة على وجهك لخداع الماسحات الضوئية. ويمكن لقناع مصنوع بتقنية ثلاثية الأبعاد إنقاذ حياتك يوما ما. ومن المرجح أن الجميع سيحتاج إلى وضعه في حقائبهم أو سياراتهم. وقد تحتاج أيضا لطائرات دفاعية مسيرة صغيرة للدفاع عن نفسك ضد هجمات الطائرات المسيرة الأخرى.
وتمتلك كل من روسيا والولايات المتحدة بالفعل أسلحة تعمل بالموجات الدقيقة، ويمكنها الإطاحة بالطائرات المسيرة على بعد ستة أميال. وستهيمن الأجهزة المضادة للاختراق على أنظمة أمن المنازل على مدى السنوات العشرين المقبلة.
فهل ستصبح في المستقبل القريب مثل هذه الابتكارات التقنية في متناول الجميع لمواجهة الجانب المظلم المحتمل للذكاء الاصطناعي؟
المصدر : مواقع إلكترونية
اضف تعقيب