دخلت التظاهرات الاحتجاجية بلبنان أسبوعها الثاني، وسط استمرار بقطع طرق رئيسية وفرعية بمختلف محافظات الشمال والوسط والجنوب، وتأكيد المتظاهرين على رفض إجراءات الحكومية الإصلاحية التي دعا لها رئيس الوزراء سعد الحريري .
ودعا ناشطون، جموع اللّبنانيين، للمشاركة في الإضراب العام، الأربعاء، والنزول إلى الشوارع، للضغط على رموز السلطة السياسيّة.
وشهدت طرق رئيسية بالعاصمة ظهر اليوم الأربعاء، اشتباكات بين الجيش والمتظاهرين إثر محاولة فتح عدد من الطرق شمالي بيروت بالقوة.
ورغم رفض المتظاهرين لجملة الإصلاحات التي توافقت عليها النخب السياسية، بما فيها مشروع الموازنة، إلا أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أحال مشروع موازنة 2020 والموازنات الملحقة بها إلى لجنة المال والموازنة بالبرلمان.
واتّخذت الحكومة اللبنانيّة برئاسة سعد الحريري، الإثنين، سلسلة إجراءات إصلاحيّة، عبر إقرارها موازنة العام 2020 مع عجز نسبته 0.6 بالمئة وإجراءات من خارجها، لا تتضمّن فرض أيّ ضرائب جديدة.
وأعلنت غرفة التحكم المروري، صباح الأربعاء، أنّ العديد من الطرقات مقطوعة في لبنان، لا سيّما في مدينة طرابلس، ومناطق رئيسية بالجنوب ومنطقة جونية، شمال غرب العاصمة بيروت، إضافة إلى مدخل الجنوب ووسط بيروت.
وأفادت الغرفة بأن الطرق في قضائي "الشوف" و"المتن" في محافظة "جبل لبنان"، وقضاء "زحلة" في محافظة البقاع، لا تزال مقطوعة، كذلك.
كما أعلن عن استمرار قطع طرق داخل بيروت هي : تقاطع برج المر وساحة ساسين بالاشرفية وبولفار سن الفيل تقاطع الاتحاد و تقاطع الشفروليه وجسر الرينغ بالاتجاهين ومحلة الصالومي باتجاه الحايك و مستديرة رزق الله سن الفيل.
وفي طرابلس "البداوي - ساحة النور - جسر البالما - انفة - شكا - البترون - اشارة كفرعقا -اشارة اميون - الهري طلعة الجزائري - كوسبا - اوتوستراد كفرحزير باتجاه شكا، مقطوع بالسواتر الترابية بشكل كامل.
وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام محلية، عن البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في كلمةٍ له بمستهل الاجتماع الاستثنائي لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، إبداءه أسفه لما يحصل في البلاد.
وقال: "الناس لم يعُد لديهم ثقة بالمسؤولين السياسيّين، ونحن لا نستطيع أنّ نخيب آمالهم، واليوم نجتمع لمخاطبتهم، وسوف نتدارس الأفكار سويًا من خلال ورقة عمل وضعناها خلال اليومين الماضيين".
وكان البطريرك الراعي دعا مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان إلى بكركي للمشاركة في اجتماع استثنائي، لبحث الاحتجاجات الراهنة في البلاد.
في السياق أعلنت نقابة مالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت في بيان ،الأربعاء، عن وقوفها "الى جانب المتظاهرين المحقة، مطالبة باستقالة الحكومة ومحاسبة جميع الفاسدين "من رأس الهرم الى اصغر موظف في الدولة".
ولفتت الى أن "هذه الحكومة التي تراكمت ثروات معظم وزرائها على حساب هذا الشعب وفرضوا عليه ضرائب وقوانين ظالمة لتعويض ورفد الموازنة العامة بالمال بدل المال الذي نهبوه من هذا الشعب، ومثال على ذلك البند 98 من الموازنة العامة الذي اجاز بموجبه للحكومة طرح 37 الف لوحة عمومية من جميع الفئات في ظل وجود فائض كبير في السوق من اللوحات المعروضة للبيع بسبب الوضع الاقتصادي المتردي" .
وشددت على أن "الحكومة دمرت قطاع النقل العام بدلا من تحصيل المال من الاملاك البحرية والابنية المستأجرة وضبط المرافىء والمعابر الشرعية وغير الشرعية لوقف التهرب الجمركي وغيره"، داعية الى رحيل الحكومة وتشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين لخفض العجز وانقاذ البلاد من هذه المحنة التي وصلنا اليها.
اضف تعقيب