تسود أجواء من الهدوء الحذر في قطاع غزة المحاصر، عقب سلسلة غارات حربية إسرائيلية طالت العديد من مواقع المقاومة الفلسطينية.
وتؤكد الأوساط الشعبية والفصائل الفلسطينية، أن "تهديدات الاحتلال الإسرائيلي لا اعتبار لها".
وأدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد المواطن أحمد محمد الشحري (27 عاما)، وإصابة اثنين آخرين بجراح متوسطة، جراء الاستهداف الإسرائيلي الجوي لمنطقة تقع غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وشنت طائرات الاحتلال الحربية، فجر السبت، سلسلة من الغارات العنيفة على عدة أهداف للمقاومة في مختلف مناطق قطاع غزة.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن "هدوءا حذرا يسود جانبي الحدود في قطاع غزة بعد موجة التصعيد"، مؤكدة "إصابة إسرائيلية بجروح طفيفة وخمسة آخرين بحالات من الهلع"، بسبب القذائف الصاروخية التي أطلقت من غزة صوب مستوطنة "سديروت" مساء الجمعة
وأوضح عضو حزب "الليكود" جدعون ساعار، أن القصف الصاروخي على قطاع غزة، كان يجب أن يكون أشد بكثير مما كان"، لافتا أن "الهدف يجب أن يكون تفكيك البنى التحتية العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي"، بحسب قناة "كان".
المواطن الفلسطيني نعيم الشحري (60 عاما)، وهو ابن عم الشهيد، أكد أن "تهديدات الاحتلال لم تتوقف، وهي لا تؤثر علينا كشعب فلسطيني، ولا نقيم لها أي اعتبار".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "مهما يقصف جيش الاحتلال ويدمر فلن يؤثر علينا"، لافتا أن الشهيد أحمد هو الثاني لذات العائلة، وسبقه استشهاد شقيقه الأكبر عبدالله.
وطالب الشحري، دول العالم العربي والغربي والمؤسسات الدولية، بـ"العمل على وقف عدوان الاحتلال المتواصل ضد شعبنا، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وضمان حياة كريمة"، مضيفا: "يكفي معاناة بسبب الاحتلال".
واعتبر أن ما يطرح من حلول مختلفة للقضية الفلسطينية ما هو إلا "إبر بنج لتسكين الأوجاع"، منوها أن "الجميع يدرك حجم المعاناة التي يتعرض لها شعبنا، لكننا لا نعلم لماذا لا يتحرك".
وعن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، أكدت حركة "حماس"، على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، أن "تهديدات الاحتلال محاولات فاشلة لتصدير أزماته الداخلية، وهي أسطوانة مشروخة".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الاحتلال يحاول النيل من إرادة وصمود شعبنا"، مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني بمقاومته الباسلة وصموده الأسطوري أكبر من أي تهديد".
ولفت القانوع إلى أن "تهديدات قادة الاحتلال على مدار تاريخ الصراع لم تنجح في كسر شوكة شعبنا أو النيل من عزيمته وإصراره على مواصلة نضاله".
بدورها أوضحت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنها تأخذ تهديدات الاحتلال لقطاع غزة وقادة المقاومة "على محمل الجد، وسنتعامل مع كل عدوان بحجمه وقدره"، منوهة أن "تهديدات قادة العدو بشن حرب على قطاع غزة، ليست جديدة، وهي لا تزيدنا إلا إصرارا على الثبات ومواصلة حماية أبناء شعبنا".
وأكدت في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، أنها "ستبقى تدافع عن شعبها ما دام هناك عدوان، ولن تسمح للكيان الصهيوني بتثبيت معادلات جديدة"، منوهة أن "العدو لا يجب أن يشعر بالراحة وألا يعيش مطمئنا، طالما أنه يرتكب الجرائم ضد شعبنا ويحتل أرضه".
وأوضحت أنها "تمتلك مساحة كبيرة جدا للتعامل مع واقع الميدان، في حال أقدم الاحتلال على أي حماقة تمس بأبناء شعبنا أو بقيادة المقاومة، وقد خبر العدو المقاومة جيدا"، مضيفة أنه "لا يمكن أن نبقي شعبنا يعيش تحت التهديدات الصهيونية المتكررة".
اضف تعقيب