أبدى غالبية الطلاب في المدارس وخصوصا الثانوية، رفضهم قرار وزارة التربية والتعليم، حظر استخدام الهواتف الذكية أثناء الدروس وفترات الاستراحة في المدارس، فيما أيده المعلمون بشدة، وأصدروا تعليماتهم للطلاب بحظر استخدامها وفرض عقوبات على المخالفين.
وعلى الرغم من أهمية الهاتف الذكي كونه أصبح من الضروريات الشخصية إلا أن المعلمين أكدوا أنه يؤثر بشكل سلبي على تركيز الطلاب وتحصيلهم العلمي، ما دفع دول مثل فرنسا واليابان لاتخاذ قرار بحظره داخل المدرسة.
وأصدرت وزارة التربية والتعليم في البلاد، الأسبوع الماضي، تعليمات جديدة يُمنع بموجبها استخدام الطلاب للهواتف الذكية في المدارس، وذلك لمنع التأثيرات السلبية على العملية التعليمية والتربوية.
وأوضحت أن هذه التعليمات لا تمنع استخدام الهواتف لأغراض تعليمية من خلال مرافقة المعلمين والمعلمات.
واعتبرت المستشارة التربوية، نغم أبو الهيجاء، أن استخدام الهواتف الذكية يسبب أذى للطلاب، وعليه كان يجب حظر استخدامها في المدارس منذ البداية.
وقالت المستشارة التربوية، لـ"عرب 48" إنه "كان لزاما على وزارة التربية والتعليم اتخاذ هذا القرار منذ سنوات وليس الآن، لكن يبدو أنها أصدرت هذه التعليمات حديثا بسبب المشاكل التي حدثت في عدة مدارس ومع عدة طلاب استخدموا الهواتف الذكية".
وأضافت: "أنا بدوري كمستشارة تربوية واجهت الكثير من الأحداث مع طلاب تسببوا بأذى لأنفسهم ولغيرهم من الطلاب بسبب الهاتف واستخدامه الخاطئ وإثارة المشاكل".
وشددت على أن "هذه المشاكل غالبا تحدث على صعيد شخصي أو جماعي في استخدام سلبي واستعمال خاطئ للهاتف، وعدم دراية الطلاب بمدى خطورة وتداعيات ذلك، وعلى سبيل المثال قيام طالب بتشويه صورة لزميل أو زميلة له ونشرها أو تصوير آخرين بوضعية غير لائقة وبدون معرفة صاحبها، أو كتابات عن آخرين دون علمهم ما تثير الكثير من القلاقل والتساؤلات".
وعن التوتر الذي قد ينجم عن مثل هذه التصرفات وأثرها السلبي على العملية التعليمية، قالت أبو الهيجاء: "نعم، هناك تأثير كبير على الطلاب إثر استخدام الهواتف الذكية بشكل خاطئ، تأثيره وانعكاسه سلبي على جميع مجالات الحياة، وأشد التأثير على الصعيد التعليمي والسلوك الاجتماعي والعلاقات بين الطلاب".
وأكدت أن "استعمال الهاتف من شأنه أن يشتت ذهن الطالب ويقلل من التركيز وعدم الفهم والاستيعاب للمواد التعليمية، كذلك يضعف قدرات الطالب التفكيرية والمهارات الإبداعية، إضافة لهذا فإنه للأسف الشديد هناك استخدام للهاتف من أجل أهداف سلبية بين أبنائنا ما يؤدي إلى اتباع سلوكيات غير لائقة بتاتا تؤدي إلى انحراف أخلاقي وضياع مستقبل الطالب، تعليميا واجتماعيا".
وختمت أبو الهيجاء بالقول إنه "في الآونة الأخيرة نلمس ازديادا في ظاهرة التنمر الإلكتروني والتي هي جزء من العنف المنتشر وتتسبب بمشاكل عديدة بين أبناء هذا الجيل في مجتمعنا. علينا العمل بجدية لاجتثاث هذه الظاهرة، ويتوجب على الأهل التعاون مع الهيئات التدريسية في سبيل حظر استخدام الهواتف بين الطلاب بالمدارس، بالإضافة إلى أنه من المهم توضيح التعليمات أمام الطلاب من أجل إيقاف هذه الظاهرة وعلى الأهل والهيئات التدريسية أخذ الموضوع بكامل الجدية وتنفيذ القانون من أجل إعادة الطلاب إلى المسار الصحيح تعليميا".
اضف تعقيب