أعرب عدد من طلاب الثانوية والجامعة من يافة الناصرة عن قلقهم من تفاقم ظاهرة العنف بين الطلاب وفي المدارس الثانوية، وخاصة بعد جريمة يوم أمس الخميس التي هزّت المجتمع العربي بمقتل الطالب الشفاعمريّ عادل خطيب.
وقالت الطالبة الجامعية آية عبد الله، أن "نبأ مقتل الطالب الشاب عادل خطيب كان مؤلمًا جدًا"، وأضافت "أذكر حين كنت في سنٍ مثل سنه، كانت طموحاتي وأحلامي كبيرة، وكنت أرى المستقبل أمامي، ومجرّد أن أتخيّل أنّ هذا الشاب الذي ما زال في ربيع شبابه وينظر إلى المدى البعيد، جاء إنسان آخر وقرر أن ينهي حياته، هو شيء صعب ومؤلم"، وتابعت "في الواقع هذا القاتل حرمنا من هذا الشاب الطموح فالخسارة هي لمجتمعنا الذي يحتاج إلى هذه الطاقات الشابّة، فالذي يقتل، هو لا يقتل شخصًا واحدًا بل يقتل عائلة بأكملها ويقتل أَصدقاء الرّاحل والناس المقربين منه، إنّ الجريمة مؤلمة جدًا، ومعالجتها يجب أن تكون فقط بالتربية والتعليم".
وفي ذات السياق عبّر الطالب جواد سرحان، من مدرسة محمود درويش في يافة الناصرة، عن قلقه من تفاقم مظاهر العنف في المجتمع العربي، أسوةً بالمظاهر السلبية الأخرى التي تجتاح هذا المجتمع سواء من حيث تحصيل الطلاب العلمي ونتائج امتحان التقييم "بيزا" فهذا المجتمع يغرق في المشاكل وفي المظاهر السلبية والمقلقة.
وقال الطالب عزيز كنانة في الصف الثاني عشر، من مدرسة محمود درويش في يافة الناصرة، أنّه يوّجه اللوم للأهالي الذين لا يراقبون سلوكيات أبنائهم ولا يعرفون عن أصدقاء وعن مشاكل أبنائهم، حتى تقع الكارثة ويصابون بالصدمة والذهول.
أما الطالب الثانوي محمد فراس قاسم، من يافة الناصرة، يقول إن "هنالك شعور بالخوف يسيطر على الطلاب بسبب انتشار ظاهرة العنف، وأضاف أنه لدى بعض الطلاب تخوّف من التوجه إلى المدرسة"، وأضاف قاسم "نشعر بغياب الأمان ولا نعرف ماذا يخبئ لنا المستقبل وممكن لحادث عرضيّ أن يتطور ويخرج إلى خارج جدران المدرسة وهناك قد يصاب الطالب بأذى حقيقيّ لو تكاثر عليه المعتدون"، وقال أنّ مثل هذه المشاكل قد تشتعل بلحظة وقد تصل إلى ما لا يحمد عقباه.
وقالت الطالبة فاطمة أبو راس، طالبة في الصف الحادي عشر من مدرسة مراح الغزلان في يافة الناصرة، إنّها "استقبلت نبأ مقتل الطالب عادل بصدمة بالغة خاصةً أن الحديث عن فتى في مقتبل العمر"، وتابعت "نحن أترابه أصبحنا نخشى على أنفسنا من العنف والجرائم، ونخشى من المجهول، فمثل هذا الأمر قد يحدث في كل لحظة وفي كل مكان قد تتفاقم الخلافات بين الطلاب وتصل حد القتل".
وقال عمّار الطالب الجامعي من يافة الناصرة، أن "مكافحة العنف لا تكون إلّا بالعلم وبالبرامج التربويّة"، وأضاف "نحن في برنامج التوجيه المهني نقدّم نموذجًا للطلاب بأنّ التّوجه إلى الأكاديميا يبعد الطالب عن الشارع والمشاكل التي تحدث فيه، أتمنى أن نكون مثالًا يحتذى به للطلاب والطالبات الثانويين".
وأخيرًا قالت الطّالبة الجامعيّة سارة علي الصالح، أنّها شاركت قبل أسبوعين في مشروع دولي للحاسوب، وتقول أنها هناك التقت بشخص من مدينة القدس، وهو صاحب شركة بمقاييس عالمية، وفي سياق الحديث بينهم قال لها جملة لا تزال عالقة في ذهنها على حد قولها، أنّ "العنف يدمر مجتمعكم العربي في الداخل، وأنّ الحل الوحيد لمكافحة العنف يكون من خلال مشاريع تربوية وتعليمية فقط، ليس من خلال ميزانيات وغير ذلك"، وتابعت سارة قائلةً "مجتمعنا فيه الكثير من الآفات الاجتماعية ونحن الطّلاب الجامعيين قمنا بتأسيس إطار لنا نعمل من خلاله على إقامة مشاريع تربوية لتشجيع الطلاب الثانويين على مواصلة التعليم، مجتمعنا ليس عنيفًا فنحن نحمل راية العلم وفينا الكثير من الخير".
اضف تعقيب