
انتخابات جديدة للمرة الثالثة خلال عام وتقدير إسرائيلي: نتنياهو بحاجة لمعجزات لإنقاذ نفسه من السقوط

انتخابات جديدة للمرة الثالثة خلال عام وتقدير إسرائيلي: نتنياهو بحاجة لمعجزات لإنقاذ نفسه من السقوط
انتهت منتصف ليل الأربعاء-الخميس المهلة المحدّدة قانوناً للكنيست الإسرائيلي لتشكيل ائتلاف حكومي جديد، ما سيضطر الدولة العبرية لتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة جديدة ستكون الثالثة من نوعها في غضون عام.
وصادقت الهيئة العامة للكنيست، الخميس، بشكل نهائي على حل نفسها، بتأييد 94 عضو كنيست دون أي صوت معارض، كما أنها صادقت على "قانون الانتخابات للكنيست" الـ23 بأغلبية 96 صوتًا ومعارضة 7 أعضاء فقط، لتجرى الانتخابات في 2 آذار/ مارس المقبل.
وتتجه إسرائيل إلى انتخابات جديدة هي الثالثة في أقل من عام، في سابقة لم يشهد مثلها النظام السياسي الإسرائيلي، بعد فشل جميع الجهود الرامية إلى تشكيل حكومة، خلال مفاوضات بدت عقيمة منذ اللحظة الأولى، بعد إجراء انتخابات في موعدين مختلفين، لم تفرز أي منها نتائج حاسمة، فيما يتشبث رئيس الحكومة المتهم بقضايا فساد، بنيامين نتنياهو، بالسلطة، وسط غياب لبديل أيديولوجي حقيقي لمعسكر اليمين.
وبحسب استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة، فإن الانتخابات الثالثة لن تؤدي إلى تغيير حقيقي في قوة الكتل البرلمانية، لتبقى المنافسة الأساسية بين الليكود وحزب "أزرق أبيص".
وفي نفس السياق قال كاتب إسرائيلي إنه "ليس هناك من أخبار جيدة تنتظر بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بعد الانتخابات الثالثة في مارس القادم، رغم أنه استل كل أسلحته على مذبح مصلحته الشخصية، وعدم ترك إسرائيل تشق طريقها بعيدا عنه، لكن الجميع ينتظر لحظة خروجه من مقر رئاسة الحكومة، سواء إمكانية تعرضه لمحاكمة جنائية، أو إمكانية إصدار الحكم عليه بالسجن".
وأضاف بن كاسبيت في مقاله على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21"، أن "نتنياهو من أجل أن ينجو بنفسه من هذا المصير المؤلم، فإنه بحاجة إلى معجزة، وهكذا فإن إسرائيل ذاهبة لا محالة إلى انتخابات ثالثة خلال أقل من عام واحد، الأولى في أبريل 2019، والثانية في سبتمبر 2019، والثالثة في مارس 2020".
وأوضح أنه "بعد أن نجح نتنياهو عقب انتخابات أبريل في تحصيل ستين مقعدا من معسكر اليمين، دون حزب أفيغدور ليبرمان، فإن حظوظه تراجعت إلى 55 مقعدا عقب انتخابات سبتمبر، والاستطلاعات الجارية تشير إلى استمرار التراجع في ذات المسار".
وأكد أن "النهاية المحتومة لنتنياهو تنتظره، لأن مصيرا غير طيب سيكون أمامه، فإما أن يخرج من مقر رئاسة الحكومة في القدس، أو يتعرض لمحاكمة جنائية، وإما إصدار الحكم عليه بالسجن الفعلي، واليوم يجد نتنياهو نفسه يحارب ضد كل هذه الاحتمالات، لكن ما يحصل حاليا في إسرائيل مخالف لكل القوانين والنواميس".
وأشار إلى أن "القوى السياسية الإسرائيلية مجتمعة تتعرض لخسائر متلاحقة، فنتنياهو يستخدم كل مقدراته وإمكانياته للحفاظ على وجوده في الحكم، وليبرمان مستعد لدفع كل الأثمان مقابل إنهاء عهد نتنياهو، أما بيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض فارتبك كثيرا في كتاب التكليف، قبل أن يعيده إلى رئيس الدولة".
وأضاف أنه "من أجل أن ينجو بنفسه، فإن نتنياهو يحتاج إلى سلسلة معجزات، أولاها إمكانية الحصول على 61 مقعدا في الكنيست دون ليبرمان؛ من أجل إقامة حكومة اليمين، وسوف يجتهد في الحصول على حصانة برلمانية من الكنيست؛ خشية من التعرض لمحاكمة جنائية، وقد خاض نتنياهو في الأسابيع الأخيرة سلسلة ألعاب مركبة معقدة، وأجرى مبعوثوه جملة مفاوضات حساسة مع رجال حزب أزرق- أبيض".
وأكد أنه "من المتوقع أن يجند نتنياهو في حملته الأخيرة كل إمكانياته السياسية والشخصية، لكن من الواضح أنه لن ينجح هذه المرة، ولن تكون هذه الإمكانيات كافية لإنقاذه، وهو يأمل أن يعيد إلى حزب الليكود كبار نشطائه القدامى الذين أداروا ظهورهم له، وغابوا عن التصويت في الانتخابات السابقة، وانضموا إلى قوائم أخرى. ووفق إحصائيات الليكود، فإن عددهم يصل إلى ثلاثمائة ألف عضو".
وأضاف أن "نتنياهو بجانب تلك المحاولات سيعمل على توحيد أحزاب اليمين الإسرائيلي، وهو ما من شأنه عدم فقدان الأصوات، وانتظار أن تقع معجزة تطيح بليبرمان أو غانتس، أو كليهما معا، ويسعى إلى تجنيد الرئيس دونالد ترامب إلى مناورته الأخيرة".
وأشار إلى أن "ترامب منح العديد من الهدايا الممكنة لنتنياهو في جولاته الانتخابية الأخيرة، ومن جهة نتنياهو ربما يتكرر الأمر ذاته، لكن من أجل أن يحصل كل ذلك، فان نتنياهو سيكون في وضع يستدرج معه الدولة بأسرها إلى حالة من التيه والضياع".
اضف تعقيب