بدأ في الجزائر، اليوم الخميس، التصويت للانتخابات الرئاسية، بعد حوالي عشرة أشهر من الاحتجاجات الشعبية الحاشدة وغير المسبوقة، وسط انقسام حاد بين مؤيدي الاقتراع ومعارضيه.
وبحسب وكالة الأنباء الجزائرية، فإن نحو 61 ألف مكتب تصويت عبر البلد فتحت، كما كان منتظرا عند الساعة 7:00 بتوقيت غرينتش، ولم يتم نشر أي استطلاع رأي في الجزائر.
وتحدثت سلطة الانتخابات الجزائرية عن "إقبال كبير جدا" على مراكز التصويت في الساعات الأولى للاقتراع.
قال رئيس "السلطة المستقلة الوطنية للانتخابات" الجزائرية، محمد شرفي، إن العملية الانتخابية تسير "في جو عادي".
وأضاف أن نسبة المشاركة لحد الساعة "محترمة جدا وتدعو إلى الأمل"، بالنظر إلى توافد المواطنين في العديد من المدن.
وأوضح شرفي أنه من بين 61293 مكتب اقتراع، عرفت 5 في المائة منها بعض التعطيل "لأسباب خارجة عن نطاق السلطة"، كما أن نسبة المشاركة في الانتخابات بالخارج "ارتفعت مقارنة بالأيام الماضية".
يشار أنه في آخر انتخابات رئاسية عام 2014 سجلت نسبة مشاركة في حدود 9 في المائة عند الساعة العاشرة صباحا، أي بعد ساعتين من فتح مراكز التصويت وكانت النسبة النهائية في المساء في حدود 52 في المائة.
وتتواصل عمليات التصويت حتى السابعة مساء، أي 18:00 بتوقيت غرينتش، علما أن قرابة مليون ناخب من الجالية شرعوا في التصويت السبت الماضي، إلى جانب الآلاف أيضا من البدو الرحل من سكان المناطق النائية في الصحراء.
مظاهرات رافضة
وبالتزامن مع عمليات التصويت، خرجت مظاهرات رافضة للانتخابات في العاصمة، قالت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (مستقلة)، إن الشرطة تدخلت لتفريقها واعتقلت عددا من المتظاهرين.
ولم يتراجع زخم الحراك الاحتجاجي الذي بدأ في 22 شباط/ فبراير الماضي.
ويتهم معارضون للانتخابات قيادة الجيش الجزائري، بأنها تريد الذهاب للاقتراع مهما كلف الثمن، في حين يرى مؤيدون أن الانتخابات ضرورة للانتهاء من المرحلة الانتقالية واختيار السلطة من الشعب مباشرة.
المرشحون
وتأتي الانتخابات لاختيار خلف للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال تحت ضغط الشارع.
ويتنافس خلال الانتخابات الرئاسية خمسة مرشحين.
ونفذ المرشحون الخمسة (عبد العزيز بلعيد وعلي بن فليس وعبد القادر بن قرينة وعز الدين ميهوبي وعبد المجيد تبون) حملة انتخابية - انتهت منتصف ليل الأحد- متوترة وشديدة التعقيد.
النتائج
وخلال الانتخابات السابقة، أُعلنت نسبة المشاركة في وقت متأخر مساء، أما النتائج فكُشف عنها في اليوم التالي.
واستنادا إلى النتائج، قد تُجرى دورة ثانية في الأسابيع المقبلة.
نسب متدنية
وفي غياب استطلاعات الرأي في الجزائر، من الصعب توقع عدد الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم من أصل 24 مليون ناخب، في بلد عُرف تقليديا بتدني نسب المشاركة. إلا أن غالبية المراقبين يتوقعون امتناعًا واسعًا عن التصويت.
ومنذ استقالة بوتفليقة، يدير البلاد رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح.
وتصرّ قيادة الجيش على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للخروج من الأزمة السياسية والمؤسساتية التي تعصف بالبلاد. مقابل رفض تام لأي حديث عن مسار "انتقالي" مثلما اقترحت المعارضة والمجتمع المدني لإصلاح النظام وتغيير الدستور الذي أضفى الشرعية على إطالة أمد حكم عبد العزيز بوتفليقة.
وفي غياب المرشحين، تم إلغاء الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في الرابع من تموز/ يوليو الماضي، ليبقى على رأس الجزائر منذ ذلك الحين رئيس موقت قليل الظهور هو عبد القادر بن صالح انتهت ولايته القانونية منذ خمسة أشهر، وحكومة تصريف أعمال عينها بوتفليقة قبل يومين من استقالته، برئاسة نور الدين بدوي أحد الموالين له.
اضف تعقيب