تعامُل حزب حكول لفان مع العرب وفي اقل وصف كان غير لائق، ففي الدورة الإنتخابية الأولى تجاهل العرب بتاتا، ولم يعتبرهم لا من قريب ولا من بعيد، وفي الدورة الثانية وبعدما أيقن انه لن يصل الى صدرة الحكم دون الصوت العربي غازلهم في دعايته الانتخابية وراقص إخواننا الدروز.
ولكن تلك المغازلة لم تنطبق على تعامله مع المشتركة والتي تعتبر والى الان الممثل الوحيد والحزب الاعم لعرب الداخل، حيث تواصل معهم على استحياء، وحادثهم في الخفاء، ولم يتوجه اليهم أبدًا في العلن أو بشكل رسمي، لا بوعد ولا بمطلب.
إستغناء وصل لحد الاستخفاف، أظن أن سببه الرئيس يكمن في إعلان المشتركة ومن على كل منبر أنها ستعمل على إسقاط نتانياهو وستدعم منافسه، مما أدى الى ان كحول لفان أيقن أن دعم المشتركة له مفروغ منه يصل لدرجة البداهة، ولم يستدعي ذلك منه لا مجاملة ولا وعد يُذكر.
من الناحية التكتيكية، صحيح أن شعار المشتركة المنادي بإسقاط نتانياهو قد استقطب حولها الصوت العربي وبشدة، ولكن طرف الحبل الآخر كان هوانها على كحول لفان، حيث انه لم يطلب منها حتى التوصية عليه أمام رئيس الدولة، ولم يعرض عليهم تشكيل حكومة أقلية رغم يقينه بموافقتهم، بل إدعى بعض اعضاء كحول لفان بأن التوجة الإيجابي للمشتركة نحوهم لا يصب في صالحهم بل ويُنفر بعض مؤيديهم.
ففي المحصلة، إسقاط نتانياهو ليس كرها لطريقة مشيته، وإنما لمذهبه الذي إتخذ من التحريض ضد العربي طريقة، وعمل على إرضاء اليمين المتطرف الذي يتلذذ في إنتقاص الحق العربي، وفي المقابل هرولة المشتركة في إتجاه كحول لفان ليس استلطافا لزرقة غانتس وانما لإحتمالية أكبر من التوصل معه الى تفاهمات قد تنتزع بعض حقوق العربي التي قد تسد من فجوة التمييز والعنصرية.
فإن ضمنت المشتركة الصوت العربي مُلتف حولها فعلياً كما هو حالها في الدورة - الثالثة - القريبة فظني انه عليها الحفاظ على بُعد واحد من المتنافسان - نتانياهو وغانتس - حتى يتسنى لهما التنافس على الوصول إليها، ومغازلتها علناً، وإنزالها منزلها كقوة قد تُرجح احدى دفتي الميزان، وبالتالي ترتفع المشتركة بمطالبها الى النتيجة الاقرب الى سقف حاجات الشارع العربي، وفي أقله رد اعتبارها وعدم التخطيط او الاعلان عن مشاريع خلف الخطوط الحمراء بالنسبة لكل عربي كضم غور الاردن والسامرة وهي امور قد تقصم ظهر القضية الفلسطينية كلها .
اضف تعقيب