اللجنةالشعبية/كفرقاسم: "صفقة القرن وُلِدَتْ ميتة، فالشعب الفلسطيني أقوى من كل المؤامرات"..
اللجنةالشعبية/كفرقاسم: "صفقة القرن وُلِدَتْ ميتة، فالشعب الفلسطيني أقوى من كل المؤامرات"..
تضم اللجنة الشعبية- كفر قاسم صوتها إلى أصوات مليارات الاحرار حول العالم الذين يرفضون بكل عناد وإصرار المؤامرة الجديدة التي كشف عنها الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلي نتنياهو، والمسماة "صفقة القرن"، والتي وضعها تحالف الشر الصهيو – أمريكي للإجهاز على القضية الفلسطينية بالكامل، وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لبسط سيادتها المزعومة على كل أرجاء فلسطين من البحر الى النهر، في تجاهل كامل وصادم للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الامن ذات الصلة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على كل الأراضي المحتلة عام 1967، وعودة اللاجئين الى وطنهم فلسطين.
بعد نَحوِ مائة عام من بداية الصراع بين الشعب الفلسطيني والحركة الصهيونية، وبعد جولات انتهت بالتوقيع على اتفاق "أوسلو" الذي تبين انه لم يكن سوى غطاء لتمرير "خطة المراحل" الإسرائيلية، وبعد ان أحكم الاحتلال الإسرائيلي قبضته العسكرية والاستيطانية على مساحات واسعة من فلسطين المحتلة وفي قلبها القدس الشريف والاقصى المبارك، تأتي "صفقة القرن" لتدق المسمار الأخير في نعش التسوية السلمية للصراع، ولتفتح الباب على كل الخيارات الأخرى بما في ذلك الحلول العسكرية عاجلا او آجلا لوضع نهاية للصراع الصهيوني – الفلسطيني – العربي.
"صفقة القرن" هي في الحقيقة إعلانُ حرب على الشرعية الدولية وقراراتها ومواثيقها، وعلى كل دعاة حقوق الشعوب في تقرير المصير والحرية والاستقلال، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، ودفعٌ بمنطقة الشرق الأوسط والعالم إلى حافة الهاوية التي لا يمكن التنبؤ بنتائجها الكارثية.. لذلك، نتوقع ان يَهُبَّ المجتمع الدولي بكل قوته في وجه هذا التهديد الصهيو – امريكي الجديد، وليس الشعب الفلسطيني فقط، من أجل إسقاط هذه "الصفقة" التي تنحاز بشكل سافر ووقح للاحتلال الاسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، الذي ما يزال يكتوي بنار الاحتلال وآثار النكبة الفلسطينية منذ العام 1948 وحتى الآن..
"صفقة القرن" ببساطة تحاول ان تستبدل الشرعية الدولية وقراراتها ومواثيقها بشرعية بديلة من صناعة الثنائي ترامب – نتنياهو، والذي يعني ان العالم يسير بخطى حثيثة نحو وضع تكون فيه أمريكا وإسرائيل في جهة، بينما يقف باقي العالم في الجهة الأخرى.. يبقى السؤال: إذا ما أصرت أمريكا وإسرائيل على المضي في هذا الطريق الى نهايته، فماذا سيكون موقف العالم من هذا التطور الخطير؟ صورة تعيد الى الاذهان وضعا مشابها بدا باتفاق "سايكس - بيكو" (1916)، و "وعد بلفور" (1917)، والذي انتهى بنكبة فلسطين المتدحرجة حتى يومنا هذا!!
من الغريب ان يحدد عرّابو "صفقة القرن"، مصائر الشعوب والمجتمعات كما لو كانت ملكا خاصا لهم.. مثال ذلك، ما تضمنته "الصفقة" من بنود تحدد مصير منطقة المثلث العربي والذي يشكل منذ قيام إسرائيل وحتى الآن ثقلا عربيا استراتيجيا بامتياز، مما يدعونا كمجتمع عربي فلسطيني ان نحدد موقفنا منه أيضا..
تعودنا أن يكون جوابنا ردا على هذه الدعوى القديمة – الجديدة، رفض الانتقال الى الدولة الفلسطينية في إطار أي حل مستقبلي، الأمر الذي يحتاج الى تعديل أكثر ذكاء في ظل الظروف الراهنة، يتحدد في الآتي: لا اعتراض عندنا للانتقال لنكون جزاء من دولة فلسطينية، وذلك بشرطين:
أولاً- إذا أعيدت لأهالي المثلث أراضيهم التي صودرت ظلمًا وعدوانًا في أيار 1949، في أعقاب اتفاقية رودس التي تنكرت إسرائيل لبنودها. فلن نقبل باي انتقال لسلطة دول فلسطينية ما لم تُرَدُّ الينا أراضينا المصادرة كاملة.
ثانيًا: أن يكون الانتقال إلى دولة فلسطينية كاملة السيادة ومحررة تماما، ليس لإسرائيل عليها أية سلطة ظاهرة او مقنعة. فلن نقبل الانتقال من دولة تحكمها إسرائيل بقوانينها العنصرية تجاهنا كعرب، الى دولة/دويلة تعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر وغير المباشر أيضا، تحكمها سياسات الاحتلال الإسرائيلي الابشع والاشنع، فنكون بذلك ضحية مرتين..
"صفقة القرن" ولدت ميتة، لأنها تفتقد الى الحد الأدنى من العدل، وتتعامل مع الشعب الفلسطيني باستهتار، وبالأمة العربية والإسلامية باحتقار، فإن وَجَدَتْ من العملاء العرب من يدعهما (عُمان، الامارات، البحرين، السعودية، مصر)، فستجد الشعوب من المحيط الى المحيط تقف في وجهها، وتعمل على اسقاطها، شاء من شاء وأبى من أبى..
اللجنة الشعبية/كفر قاسم
الاربعاء 29.1.2020
اضف تعقيب