
إكتفاء ذاتي عربي .. المشروع القومي المُلح . بقلم : مهند صرصور
أليس حَرِي بنا كَعَرب الداخل وفي خِضَم الغموض الذي يكتنف مُستقبلنا ، أن نبدأ التخطيط لشكل من أشكال الإكتفاء الذاتي !
أليس استعداد اسرائيل للتفريط بنا بسهولة يدفعنا للوقوف مع النفس وبدء الحسابات من جديد ، حتى لو لم تَعْقِد اسرائيل نِيَّتها على تطبيق ذلك العرض بالتَخَلي عن المثلث الجنوبي !
الم يحن الوقت لنعمل على سَد فَجْوة الإتكالية والخروج من دائرة الاستهلاك لدائرة الإنتاج ، مع العلم أنه لا تنقصنا لا خبرات ولا أيدي عاملة ، وما اكثر اعتزازنا - وبصدق - بأطبائنا وصيادلتنا ومعلمينا ورجال اعمالنا وخبراء الهايتيك والبرمجيّات وعمالنا ذوي الخبرات الفذة .
ولنبدأ بالامور الاساسية منها ، كإنشاء مستشفى عربي مركزي لكل منطقة ، إنعاش للزراعة وما يتعلق بها ، انشاء مصانع اساسية للالبان ومن ورائها مزارع لتربية المواشي ، اقامة شركات إتصال بعقود عالمية ، معامل لتصنيع وتدوير المواد الاساسية من حبوب ومعلبات وغيرها ، والقائمة تطول .. ولكن لنبدأ !
الم يحن الوقت ان تُفْتَتَح جامعة خالصة عربية مُعترف بها عالمياً ، نعتز بكوادرها ، ونُهَلِل لأبحاثها ، تُصَدِّر الخبرات ، وتستوعب المواهب ، يَقْصُدها الطلاب من كل حَدْبٍ وصوب لرِفْعَتها وحُسْن صيتها ولنوعية التخصّصات التي تقدمها ؟
ألم يَحِن الوقت لإرجاع الخبرات العربية ليستفيد منها داخلنا !
فما اكثرهم رؤساء الاقسام العرب ، ورؤساء الدوائر العرب ، والمهنيين والمختصين والمحاضرين العرب ، وما اكثرها المصانع التي يُشار اليها بان جُل عُمالها من عرب ، وأفضل من فيها عرب ، وركيزتها العرب ، ففي كل واحدة من تلك التخصصات والمهارات ، نستطيع إما إنشاء شركة يرأسها ذلك العربي ويُديرها أحسن إدارة كما فعل في مثيلتها في الوسط اليهودي ، وإما إنشاء مَعْمل يكون عماله أولئك العرب أنفسهم الذي بذلوا جهدهم في ذلك المصنع ووضعوا فيه عَرَقَهُم ودَمَهم .
ألم يَحِن الوقت أن نصنع البديل الذي يُغْنينا عن طرفان ! أحدهما يبخسنا حقوقنا والاخر ليس له رغبة فينا ، ألم يَحِن الوقت لنُخْبتنا السياسية وللجنة مُتابَعَتنا أن تَرُص اللجان لمشروع بعيد الأمد يضمن مُستقبل أبنائنا ويُقربنا من الإكتفاء الذاتي وبأيدي عربية ؟
اضف تعقيب