السوري آدم.. من مخاض الحرب إلى احتراف كرة القدم في تركيا (قصة نجاح)

إسطنبول/ إمره دوغان/ الأناضول

آدم متين فتى سوري لم يتجاوز 16 عاما، فرضت عليه ظروف الحرب في سوريا القدوم إلى تركيا في أوضاع صعبة، لم يتخيل حينها أن حلمه سيولد عقب مخاض هذه المعانة.

** قصة صعود

ولد آدم في 15 يناير/ كانون الثاني عام 2004 بمدينة حماة السورية، وهاجر إلى تركيا عام 2013 بسبب اندلاع الحرب هناك.

يتمتع آدم بموهبة كبيرة في لعب كرة القدم، وفي مدينة إسطنبول أتيحت له فرصة بدأ تحقيق حلمه في عالم الساحرة المستديرة، ليبدأ مشواره عقب لقائه آلاي كسلر رئيس نادي "صوما أسلان غوجو" الرياضي بالمدينة التركية العريقة.

لاحقا، حصل آدم على الجسنية التركية عام 2015 بعد موافقة مجلس الوزراء واعتماد القرار من جانب رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان.

ارتدى اللاعب الشاب قميص فريق "صوما أسلان غوجو" بإسطنبول وقام بتمثيله في مسابقات رياضية عديدة للهواه، ونجح في جذب الأنظار إليه.

موهبته واجتهاده الكبيران مهدا لآدم الطريق للانضمام إلى المنتخب التركي للناشئين في الفئات العمرية 14 و15 و16 عاما، ومع المنتخب قدم مستويات متميزة.

وعقب ذلك، وقّع آدم عقدا احترافيا لعامين ونصف العام، للعب في صفوف فريق "أنطاليا سبور" العريق، أحد أندية الدرجة الأولى بالدروي التركي؛ ليحقق بذلك أولى أحلامه.

** آدم يتحدث عن رحلته

وعن هذه الرحلة، يقول آدم: سعيت كثيرا من أجل توقيع عقد احتراف مع أحد أندية الدرجة الأولى بالدوري التركي. احتضنتني تركيا واعتنت بي. أنا محظوظ للغاية.

ويضيف: لقد كان كل شئ صعب في البداية، الحمد لله استطعت تجاوزت الصعاب ونجحت، لكن ما زال أمامي طريق طويل.

وعن تصعيده للتدريب مع الفريق الأول لناديه الجديد، قال آدم إنه شئ رائع وإحساس مختلف. لدينا لاعبون ممتازون مثل لوكاس بودولسكي وسنان غوموش. تحدثت معهم جميعا، ما أكسبني ثقة عالية ومنحني سعادة بالغة. 

** اللعب في المنتخب التركي الأول

وأوضح آدم أنه يهدف خلال المرحلة المقبلة بعد اللعب مع منتخب الناشئين إلى النجاح مع فريق أنطاليا سبور، وارتداء قميص المنتخب التركي الأول لكرة القدم.

وأضاف: هدفى الأسمى هو اللعب في المنتخب التركي الأول، لعل هذا هو حلم أي لاعب، لأن المشاركة في الفريق الأول شيء مختلف. سأبذل ما في وسعي لتحقيق ذلك.

وأشار أنه يشاهد لاعبين أتراك كبار مثل جنغيز أوندر، وهاقان تشالهان أوغلو، وتشاغلار صوينجو يحققون إنجازات في كبرى دوريات أوروبا، آملا لقاءهم قريبا في المنتخب التركي الأول.

وعن بقية أحلامه، أوضح آدم أن مثله الأعلى في كرة القدم هو أسطورة الأرجنتين وفريق برشلونة الإسباني ليونيل ميسي.

وأردف: عندما كنتُ صغيرا كنت أحلم باللعب في فريق برشلونة. بالطبع لا يمكنني أن أصبح مثل ميسي، لكني أريد أن أخلق ظاهرة خاصة بي في عالم كرة القدم.

السوري آدم أعرب عن رغبته أيضا للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليعبر له عن شكره لمساندته له، ما عزز أحلامه في عالم الساحرة المستيرة.

** مدرب آدم

وعن نجاحات آدم، أشار آلاي كسلر الذي يعمل أيضا عضو هيئة تدريس بكلية العلوم الرياضية في جامعة إسطنبول، إلى تلقيهم عروضا كثيرة من أندية داخل تركيا وخارجها ترغب في ضم آدم لصفوفها.

وأضاف كسلر أنهم فضلوا فريق أنطاليا سبور بسبب إصرار مسؤولي النادي على ضمه لفريقهم.

وأشار إلى أنه يرى أن فريق أنطاليا سبور سيساهم في تطوير آدم وتحسين مستواه.

وأوضح أنهم يرغبون في بقائه في تركيا واللعب مع الفئات العمرية المختلفة لمنتخب الناشئين حتى الوصول للعب مع المنتخب الأول.

ولفت كسلر إلى تمتع آدم بموهبة كبيرة إضافة إلى أخلاقه الحسنة، مشيرا إلى أن الرئيس أردوغان يتابعه عن قرب وسيلتقي به في أقرب فرصة.