نتنياهو في مستوطنة "مفوؤوت يريحو" أمس (مكتب الصحافة الحكومي)
تسعى معظم الأحزاب الإسرائيلية إلى كسب أصوات من جمهور الصهيونية الدينية في انتخابات الكنيست، التي ستجري في 2 آذار/مارس المقبل. وذكر رئيس تحالف أحزاب اليمين المتطرف "إلى اليمين"، نفتالي بينيت، في خطاب في الكنيست أمس، الإثنين، أن أحزاب الليكود، شاس، "يهدوت هتوراة"، "كاحول لافان" و"العمل – غيشر – ميرتس" يعملون في الأيام الأخيرة من أجل جذب ناخبين من جمهور الصهيونية الدينية وحريديين قوميين ومتدينين معتدلين للتصويت لأحزابهم. ويعتبر بينيت أن هذه الأصوات يجب أن تذهب للتحالف الذي يرأسه.
وقبل بدء خطاب بينيت في الكنيست، أمس، غادر القاعة جميع أعضاء الكنيست من كتلة "كاحول لافان". إلا أن قادة "إلى اليمين"، حسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الثلاثاء، يتهمون رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بأنه "أعلن حربا" بتوقيت يسبق توقعاتهم وبشدة أكبر من توقعاتهم، وأنه في الليكود "أزالوا القفازات" بهجومهم ضد بينيت، في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
وأشار موقع "واللا" الإلكتروني إلى أن أقوال بينيت لم تأت من فراغ، وأن كتلة "كاحول لافان" أقامت مقرا خاصا لجذب ناخبين متدينين قوميين، وتنشر إعلانات في صحف هذا الجمهور ومنشورات توزع أيام السبت في الكنس، ويخاطبون فيها المتدينين المعتدلين، الذين ينفرون من الوزيرين المتطرفين في "إلى اليمين"، رافي بيرتس وبتسلئيل سموتريتش.
وأضاف "واللا" أن حزب شاس يخاطب مستوطنين يمينيين وأن رئيسه، أرييه درعي، تجول في غور الأردن والتقى مع قادة المستوطنين، وصرح بوجوب الاستيطان في "أرض إسرائيل". ويبذل نتنياهو جهودا من أجل كسب ناخبين متدينين، ويصرح بأن بينيت وعضو الكنيست أييليت شاكيد سينشقان عن "إلى اليمين" بعد الانتخابات وسينضمان إلى كتلة الوسط – يمين "كاحول لافان".
وبين أسباب حملة الأحزاب في صفوف جمهور المتدينين والحريديين القوميين هو أن 40% من ناخبي هذا الجمهور أعلنوا أنهم سيواصلون التصويت لتحالف "إلى اليمين"، لكن استطلاعات أجرتها أحزاب اليمين والوسط عشية الانتخابات السابقة أظهرت، حسب "واللا"، أن 50% من الذين أعلنوا أنهم سيصوتون لأكبر حزب ديني، قالوا إنهم ليسوا متأكدين من تصويتهم في يوم الانتخابات وأنهم قد يصوتون لحزب آخر.
وأظهرت انتخابات الكنيست الأولى، في نيسان/أبريل الماضي، وجود فرق كبير بين الاستطلاعات والنتيجة الحقيقية، وعدم تجاوز حزب "اليمين الجديد"، برئاسة بينيت وشاكيد، نسبة الحسم، والتقديرات تفيد بأن أحد أسباب ذلك كانت حملة نتنياهو في صفوف الناخبين المحتملين لـ"اليمين الجديد".
كذلك أظهر استطلاع أجراه أحد الأحزاب عشية الانتخابات الثانية، في أيلول/سبتمبر الماضي، وتناول إمكانية تشكيل قائمة من حزب "البيت اليهودي" برئاسة بيرتس، و"الوحدة القومية" برئاسة سموتريتش، و"عوتسما يهوديت الفاشي برئاسة إيتمار بن غفير، أن قرابة 40% من الذين أعلنوا نيتهم التصويت لقائمة كهذه، قالوا إنهم ليسوا متأكدين من تصويتهم لها في يوم الانتخابات.
ونقل "واللا" عن مصادر في الصهيونية الدينية قولها إن سيناريوهات حول تشكيل قائمة مشابهة، أظهرت نتائج مشابهة، وتبين من غالبيتها أن معظم الناخبين المتدينين كانوا متشككين حيال تصويتهم.
إضافة إلى ذلك، يواجه قادة الصهيونية الدينية أزمة، وقد برز ذلك في مناكفات بين قادة تحالف "إلى اليمين" قبل تشكيل هذا التحالف، وتعبيرهم عن رفضهم للتحالف وخوض الانتخابات في قائمة واحدة، "وربما يحاولون الآن طمس آثار الماضي، لكن على ما يبدو أن الجمهور لم ينسَ"، وفقا لـ"واللا".
ولفت "واللا" إلى أنه "بعد أن خان بينيت البيت اليهودي وأسس اليمين الجديد، وبعد أن خرق رافي بيرتس الاتفاق مع عوتسما يهوديت، وبعد أن خاض سموتريتش نزاعا سياسيا مع شريكه الطبيعي بيرتس، وبعد أن حاولت شاكيد التوجه إلى الليكود، لا يوجد سبب حقيقي يجعل الناخبين المتدينين يشعرون بالولاء لمجموعة سياسيين لديهم مصالح ضيقة، حتى لو بدوا كأنهم يتطلعون إلى تمثيل مواقف هؤلاء الناخبين".
اضف تعقيب