قال كاتب إسرائيلي إن "الساسة الإسرائيليين منشغلون بحملاتهم الانتخابية، في حين أن الوضع الأمني مع الفلسطينيين آخذ بالتدهور والاشتعال مع مرور الوقت، مع أن الرد الإسرائيلي على الهجمات الفلسطينية الفردية الأخيرة ينبغي أن يكون قائما على المدخل السياسي، لكن للأسف لا يوجد في إسرائيل سياسي واحد قادر على الأخذ بزمام المبادرة، وهم فقط يركزون كل جهودهم على الحملات الانتخابية والحزبية".
وأضاف ران أدليست، الكاتب الإسرائيلي في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "الأوساط الأمنية الإسرائيلية سبق لها أن طمأنت المستوى السياسي باستمرار الهدوء الأمني في الأراضي الفلسطينية بعد إعلان صفقة القرن، بزعم أن الفلسطينيين منشغلون بقضاياهم الاقتصادية، ومصادر دخلهم، لكني كما قلت سابقا إن مثل هذه الوعود لا تقوى على الوقوف، وتفتقر للمصداقية".
وأشار إلى أنه "ليس بالضرورة أن تكون جنرالا كبيرا، حتى تعرف أن الجولة القادمة من المواجهة الدامية مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بدأت في أعقاب الحملة الانتخابية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو".
وأكد أنه "من الواضح أننا نسير في الطريق إلى انتفاضة مصغرة، في ظل ما تشهده إسرائيل من حرب لا تخطئها العين، بين كل من رئيس هيئة الأركان الجنرال أفيف كوخافي ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب نفتالي بينيت، بجانب من يشرف على إدارة الوضع الميداني في الضفة الغربية من خلال الحواجز العسكرية".
وأضاف أن "التنسيق الأمني القائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ما زال قائما، ويعمل بهدوء، وبنتائج مجدية جدا، وهذا هو الفرق بين التدهور الذي نشهده حاليا وبين الانتفاضة الشاملة، لاسيما في ظل بعض القرارات الميدانية غير المفهومة من قبل قيادة الجيش ووزارة الحرب، سواء بقتل شرطي فلسطيني، أو هدم منزل منفذ واحدة من العمليات المسلحة، رغم أن بقاء منزل فلسطيني من غير هدم لا يعني قنبلة موقوتة".
وأكد أن "الضفة الغربية فيها العديد من نقاط الاحتكاك الأمنية الميدانية بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، وتزيد على 30-40 موقعا منتشرا على طول أرجاء الضفة الغربية".
وأشار إلى أن "التجربة الميدانية أثبتت أنه حتى لو كان رئيس هيئة الأركان يحمل سلاحه الشخصي، فلن يستطيع منع تنفيذ عملية دعس يمكن تصنيفها ضمن عمليات محلية فردية، لاسيما أن آخر عملية دعس تمت في شرقي القدس من فلسطيني ابن 24 عاما، وأصاب 12 جنديا من لواء غولاني، وتمكن من الانسحاب من المكان، ثم إلقاء القبض عليه، واعتقاله لاحقا، وقد عثر في حاسوبه الشخصي على منشورات معادية لإسرائيل".
وختم بالقول إن "حالة عدم الاستقرار والاستقطاب السياسي والحزبي الذي تشهده إسرائيل تترك آثارها السلبية على آخر جندي في الجيش، الذي بدأ يشهد حالة من التدين المتزايد من خلال ارتداء أعداد غفيرة من جنوده القبعة الدينية، وهو ما من شأنه أن يتسبب بإشعال الوضع الميداني من خلال حادث عابر، وإبقاء الوضع الميداني مع الفلسطينيين في حالة قنبلة موقوتة".
اضف تعقيب