أثارت تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشأن خططه، لعمل رحلات مباشرة للحجاج الفلسطينيين، في الداخل المحتل، بشكل مباشر إلى السعودية، دون المرور بالأردن، والتي كانت تتولى هذا الملف منذ سنوات طويلة، تساؤلات حول تداعيات هذا الأمر على عمّان سياسيا واقتصاديا.
وقال نتنياهو: "أعتقد أننا سنصل سريعا إلى وضع يمكّن الإسرائيليين الوصول إلى رحلات مباشرة إلى السعودية للحج، بكلفة مالية أقل من التي يدفعونها اليوم، (في إشارة إلى انتقالهم للأردن، ومنها للأراضي السعودية) هذا ما يجب أن يكون وهذا ما سيكون في نهاية المطاف".
ومنذ سنوات يسافر فلسطينيو الداخل المحتل، إلى الأراضي المقدسة في مكة والمدينة المنورة، عبر الأراضي الأردنية، سواء بحجوزات جوية أو برية، مستخدمين جوازات سفر مؤقتة أردنية مؤقتة تصرف لهم لهذا الغرض تحديدا.
وتقوم وزارة الأوقاف الأردنية، بالإشراف على العمرة والحج لفلسطينيي الداخل، ولهم حصة من تأشيرات الحج التي تصرف للمملكة من قبل السلطات السعودية.
إقرأ أيضا: نتنياهو: "ثورة بالعلاقة مع العرب".. ويخص السعودية
ويرى مراقبون أن التصريحات الإسرائيلية تبعث برسائل متعددة الأوجه، سواء على الصعيد الداخلي، تجاه فلسطينيي الداخل، أو إلى المنطقة وتحديدا الأردن والسعودية، ضمن مساعي تطبيق خطة ترامب للقضية الفلسطينية، أو ما يعرف بـ"صفقة القرن".
طلب الصانع النائب في الكنيست، ورئيس الحزب الديمقراطي العربي، وعضو قيادة لجنة المتابعة في الداخل المحتل قال: إن ما يجري "جزء من الدعاية لليمين الإسرائيلي، لاغراض استمالة الناخبين العرب، في أراضي الداخل، دون إغفال أغراضه السياسية الأخرى".
وأوضح الصانع لـ"عربي21" أن الفلسطينيين "ملتزمون بالوضع الحالي في أداء شعائر الحج والعمرة، عبر الأردن، الذي يقدرون موقفه وتوفيره حصة من الكوتا المخصصة للحج لفلسطينيي الداخل".
ولفت إلى أن "الفلسطينيين سيرفضون هذه الأفكار، ونتنياهو ليس حريصا على تقديم الخدمات للعرب، لكن الرجل له أهدافه السياسية والداخلية، لأن الانتخابات المقبلة بالنسبة له حياة أو موت ويريد الحصول على أي صوت من المكونات الموجودة".
وشدد الصانع على أن هذه الفكرة "خطوة للتطبيع لإجهاض القضية الفلسطينية، وخطوة لتنفيذ صفقة القرن وهو مرفوض كليا".
إقرأ أيضا: مساع إسرائيلية لتنظيم رحلات الحج مباشرة من "تل أبيب"
المحلل الاقتصادي حسام عايش قال إن مرور الحجاج الفلسطينيين من الداخل، بالأراضي الأردنية، يسهم في تحريك العديد من القطاعات، سواء شركات النقل والخدمات بشكل عام. وتوقفها له انعكاسات سلبية على الكثيرين.
وقال عايش لـ"عربي21"، بعض القطاعات ترى في موسم الحج فرصة للعمل، في ظل ركود فترات أخرى من السنة وهذه بالتالي يلحق بها ضرر، مثل الفنادق والمطاعم، وأصحاب مشاريع النقل الصغيرة.
لكنه أشار إلى أن الأمر له تداعيات اقتصادية وسياسية كبيرة، ويعني "أننا ندخل في المرحلة الثانية من صفقة القرن، وتأثيرها على الأردن من ناحية تصاعد محاصرته والتضييق عليه، في كثير من الملفات التي كان يتولاها، لدفعه نحو التعامل مع الصفقة، ونزع فكرة أنه الممر للحجاج، فضلا عن عبور الراغبين بزيارة القدس سواء مسلمين أو مسيحيين عن طريقه".
ولفت عايش إلى أن إعلان نتنياهو ووزرائه، عن فكرة نقل الحجاج بصورة مباشرة إلى السعودية، يؤسس لمرحلة جديدة تصبح فيها إسرائيل، "لاعبا مع الدول العربية بشكل مباشر وهو ربما يتحمل خسائر هذه العملية عبر توفير رحلات بأسعار منافسة جوا، من أجل هدف استراتيجي يسعى له وهو فتح باب العلاقة مع الرياض".
ورأى أن الكثير من الرسائل الاقتصادية والسياسية، مرت خلال الفترة الماضية، وأبرزها فتح الأجواء السودانية، أمام الطيران الإسرائيلي بعد لقاء البرهان ونتنياهو.
وأعرب عن اعتقاده أن إفشال ما يخطط له نتنياهو، يقع على عاتق فلسطيني الأراضي المحتلة عام 1948، والإصرار على الاستمرار في هذه الرحلات عبر الأردن، لأن المشاركة فيها يعني المشاركة في صفقة القرن وضرب الصمود الفلسطيني.
اضف تعقيب