في مؤشر على تصاعد المعركة الانتخابية الإسرائيلية، تبادل رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الاتهامات والهجمات مع العديد من زعماء الأحزاب الإسرائيلية، قبل ساعات من إجراء انتخابات الكنيست الثالثة.
وأكد رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، المتطرف أفيغدور ليبرمان، أن "نتنياهو نقل رسالة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني، مفادها أنه لن يكون هناك ضم أراض، وأن ما نشر بهذا الشأن هو لأغراض الدعاية الانتخابية"، منوها إلى أن "نتنياهو استخدم القنوات الأمنية لنقل هذه الرسالة"، بحسب ما أوردته قناة "كان" الرسمية الإسرائيلية.
وكشف ليبرمان، أن "رئيس الوزراء يجري اتصالات مكثفة، بهدف التوصل إلى صفقة مع النيابة العامة بشان لائحة الاتهام المقدمة ضده".
نتنياهو يرد
وفي أول تعليق له على حديث ليبرمان، نفى نتنياهو، أقوال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أنه بعث برسالة طمأنة إلى ملك الأردن عبد الله بأنه لن يضم أي منطقة للسيادة الإسرائيلية، بحسب ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.
وقال نتنياهو في مقابلة له مع القناة 12 الإسرائيلية إنها "كذبة مثالية، يستطيع ليبرمان أن يقول ما يريد، فهو الشخص الذي سلم الحقائب النقدية لحماس، وبما أنني مسؤول عن الأمن، فإنني أقرر كل شيء وأتحمل مسؤوليته".
اقرأ أيضا: نتنياهو: لا تهمنا معارضة الأردن والسلطة لصفقة القرن
وعلّق حزب "الليكود" على تصريحات ليبرمان، وزعم أنه "لا أساس من الصحة لذلك"، مؤكدا في بيان له أنه "لا حدود لأكاذيب ليبرمان".
وفي سياق متصل، هاجم نتنياهو السبت، زعيم تحالف "أزرق أبيض" الوسطي الجنرال بيني غانتس، وأكد أنه "لا يستحق أن يكون رئيسا للوزراء".
وعلى القناة ذاتها، قال نتنياهو: "غانتس ضعيف، وغير مؤهل لتولي منصب رئاسة الحكومة، ولديه أكثر الأحزاب ديكتاتورية في الكنيست"، مضيفا: "لا يستطيع تشكيل الحكومة دون دعم "القائمة المشتركة" التي ستفرض إملاءاتها على غانتس".
غانتس يرفض
غانتس لم يفوت الفرصة، وأكد في مقابلة له على القناة 12 العبرية، أنه لن يجلس في حكومة مع نتنياهو، أو في حكومة يترأسها نتنياهو المتهم بالفساد.
وتابع غانتس: "لا يمكن لنتنياهو أن يكون وزيرا بوجود 3 لوائح اتهام موجهة ضده، إذا أصبح تحالف "أزرق أبيض" الحزب الأكبر في الحكومة وعملنا على تشكيل حكومة وحدة، فلن يكون نتنياهو رئيسا للوزراء"، زاعما أنه لن يشكل حكومة تعتمد على دعم من "القائمة المشتركة"، وقال: "ليس لدينا اتفاق مع أي شخص".
رئيس "القائمة المشتركة" التي تمثل العرب في الكنيست الإسرائيلي، أيمن عودة، رأى أنه "دون أن يكون العرب جزءا مشروعا في الكنيست، فلن نخرج من المأزق السياسي"، حيث فشلت الأحزاب الإسرائيلية في تشكيل الحكومة مرتين متتاليتين، وهو ما دفع بالاحتلال إلى إجراء الانتخابات للمرة الثالثة على التوالي.
ولفت عودة في مقابلة له مع القناة 13 العبرية، إلى رغبة "المشتركة" في استبدال الحكومة في الانتخابات المقبلة، وقال: "نريد أن نؤدي دورنا في استبدال الحكومة، لقد حرض نتنياهو ضدنا أكثر من أي رئيس وزراء سابق، لقد سن قانون القومية (عرف إسرائيل بأنها دولة قومية للشعب اليهودي، وحدد أن اللغة العبرية هي اللغة الرسمية في إسرائيل)، وأعلن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة القرن وعملية ضم منطقة قرى ومدن المثلث إلى نفوذ السلطة الفلسطينية".
اقرأ أيضا: هذه توجهات الناخب الإسرائيلي قبل 3 أيام من الانتخابات
وأضاف عودة: "نتنياهو يقول إن غانتس لن يشكل حكومة بدون القائمة المشتركة، وأنا أقول لنتنياهو: لن تشكل أنت الحكومة، بسبب "القائمة المشتركة"، نحن مؤثرون منذ اللحظة الأولى".
وتعهد عودة بأن يمنع ليبرمان من أن يكون وزيرا، وأكد أن "هذا لن يحدث، نحن ضد العنصرية، ليبرمان فاسد مثل نتنياهو، ولكن من دون شهود".
وفي رده على حديث النائب عودة، ذكر نتنياهو، أن "القائمة المشتركة تحرض ضدي، وهي لم تأت بأي شيء للمجتمع العربي"، بحسب موقع "كان".
وزعم نتنياهو، أنه "عمل أكثر من كل أسلافه من أجل المواطنين العرب ليكونوا جزءا من النجاح الذي تحققه إسرائيل"، لافتا إلى أنه "ينوي تغيير قانون "كامينتس" باعتباره غير منصف لليهود والعرب على حد سواء".
وردا على سؤال حول فكرة نقل المثلث إلى السيادة الفلسطينية، نوه نتنياهو إلى "عدم اقتلاع أحد من مكان سكناه"، معتبرا "هذه الفكرة أمرا باطلا لا أساس له".
اضف تعقيب