رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا المساء بعرض خطته الشاملة المعنية بتقديم دعم مالي للاقتصاد الإسرائيلي
قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا المساء بعرض خطته الشاملة المعنية بتقديم دعم مالي للاقتصاد الإسرائيلي كما أدلى بتصريحات لوسائل الإعلام كما يلي:
أيها مواطني إسرائيل، إنني أخاطبكم من مقر إقامة رئيس الوزراء في أورشليم. ومع أن الفحوصات الطبية التي خضعت لها لم تكتمل بعدُ، لقد قررت الدخول في حجر صحي طوعًا لأكون مثالاً شخصيًا يحتذى به. حيث المصور يقف على بُعد ستة أمتار، أما المكياج وتصميم الشعر فرتبت لذلك بنفسي، ولذلك تبدو الأمور هكذا. أنا أواصل العمل من المنزل.
لقد أجريت في وقت سابق من هذا اليوم مكالمة فيديو مع رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الفريق أفيف كوخافي ورئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شابات، بهدف توسيع طرق التعامل مع أزمة الكورونا من خلال قيادة الجبهة الداخلية وجيش الدفاع الإسرائيلي بقدراته المتعددة وبالوسائل الكثيرة المتاحة لديه. ومن المفروض أن يقدم لي رئيس هيئة الأمن القومي ورئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع خلال الأيام القليلة المقبلة خططا مفصلة في هذا الموضوع لتتم المصادقة عليها. وبالتزامن مع ذلك، أجريت مؤتمرًا هاتفيًا بمشاركة كل من وزير المالية، ووزير الاقتصاد، ومحافظ بنك إسرائيل ومع المدراء العامين لبعض الوزارات الحكومية – حيث ناقشت مع كل واحد منهم المواضيع الواقعة ضمن مجال اختصاصه وتحت مسؤوليته.
في حربنا ضد فيروس كورونا لا نذخر أي جهد. وقلت لكم أصلاً ومن البداية إن الإجراءات الصارمة أفضل من الإجراءات المخففة. وقد حذت العديد من الدول خذونا في هذه السياسة.
في إطار كفاحنا المستمر ضد فيروس كورونا، سأعقد جلسة أخرى لمجلس الوزراء هذا المساء، إذ يكون المبدأ الذي أسترشد به هو تشديد القيود المفروضة على الحركة والتنقل، مع توسيع الامتيازات المقدمة للاقتصاد.
وأولاً سأتطرق إلى تشديد القيود المفروضة على الحركة والتنقل: جميعنا نتابع يوميًا بل ساعة بساعة عدد المرضى المصابين بفيروس كورونا. إن قلوبنا تتعاطف مع عائلات المتوفين، ونعبّر عن تعازينا الصادقة لها. وألتمس التوجه مجددًا بالشكر للأطباء والطبيبات، وللممرضين والممرضات ولأفراد نجمة داوود الحمراء – لجميع الطواقم الحيوية الرائعة لدينا الذين يواصلون معالجة كل مريض بتفانٍ وإخلاص كبير وبدون هوادة، مسترشدين بذلك بقيم قدسية الحياة. إنني أشكركم نيابةً عن شعبنا كله.
صحيح أننا نشهد حالة أفضل في إسرائيل مقارنةً مع كافة دول العالم تقريبًا فيما يخص عدد المرضى بحالات خطيرة ونسبة الوفيات. لكننا لا نكتفي بذلك ونسعى لبلوغ نسبة النجاح التي بلغته بعض الدول الآسيوية، التي تمكنت من إبطاء وتيرة الإصابة بالفيروس إلى حد ملموس، وبالتالي فإنني قد اتخذت قرارًا هذا المساء يقضي بطرح مزيد من القيود المنقذة للأرواح على الحكومة، وأؤكد على أن الحديث يدور هنا عن قيود شأنها إنقاذ الأرواح بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى.
ويجب أن أقول لكم مواطني إسرائيل إن معظمكم تتبعون التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة. وأشكركم على هذا الشيء. إلا أننا لم نبلغ المرحلة المنشودة بعدُ. فهناك أفراد، وحتى مجموعات معيّنة في هذه الدولة، الذين يضربون عرض الحائط بصورة علنية، بل يستهينون بالتعليمات الواضحة التي نُشرت. هم ليسوا الجميع. فالأغلبية الساحقة تتحلى بالانضباط، سواء وسط اليهود الأرثدوكس أو اليهود العلمانيين، وسواء في الجمهور اليهودي أو غير اليهودي، لكن الأقلية التي لا تلتزم بالتعليمات تشكل خطرًا على الأغلبية، فهي تشكل خطرًا على نفسها وعلى الأغلبية على حد سواء.
الذين يخالفون حظر الاحتشاد يبطشون المبادئ الأساسية المتمثلة في فريضة "محبة غيرك كمحبتك لنفسك"، و"عدم المخاطرة بحياة زميلك". إنه عبارة عن فجور من الدرجة الأولى. لذا أوعزت إلى قوات الأمن بتنفيذ حملة مكثفة لإنفاذ القانون في الأحياء والبلدات حيث يتم ارتكاب مثل هذه المخالفات، وحيث تقام فعاليات من شأنها أن تشكل خطرًا على حياتنا جميعًا. قوات الأمن والقوات القائمة على تطبيق القانون تشرّع في تنفيذ هذه الحملة حاليًا. ولن نسمح للجهات المتطرفة بالمساس بالصحة العامة.
وسنحاسب كل الذين يعتدون على أفراد الشرطة، والصحة والجيش، الذين يلتمسون أداء مهمتهم في سبيل جميعنا.
من خلال التعليمات التي نصدرها للجمهور هذا المساء فنحن نقلص إلى حد أكبر من حالات الاحتشاد العامة. حيث لن يُسمح إلا باحتشاد شخصين اثنين لا ينتميان إلى نفس الأسرة النواة بحد أقصى.
بعد أن فرضنا حظر أداء الصلوات في الكنس، إننا نحظر الآن أيضًا أداء الصلوات في المناطق المفتوحة – ومن الآن فصاعدًا لن يُسمح إلا بأداء الصلوات بشكل فردي، وكذلك حفلات الأعراس التي ستقام بمشاركة أفراد الأسرة النواة فقط، وبدون حضور ضيوف. إنني أدرك مدى صعوبة الالتزام بذلك لكنني أناشد وأوعز بالتصرف بمقتضى هذا التعليم تمامًا.
إن الحالة الاستثنائية هي الجنازات حيث سنسمح بإقامة جنازات تضم حتى 20 شخصًا، على أن يتم كل ذلك في مساحة مفتوحة مع الحرص على وجود مسافة مترين على الأقل بين شخص وشخص.
وسنطرح هذا المساء على الحكومة مشروع قرار يقضي بمواصلة تقليص سوق العمل، لتتحول الوزارات الحكومية للعمل على نطاق محدود بنسبة 15%، ونفس الشيء في الصناعة، حيث سنخفف عدد الكوادر العاملة في الصناعة من 30% إلى 15% مع وجود بعض الحالات المستثناة من ذلك لكن النتيجة التي نبتغي تحقيقها هي 15%، وذلك بهدف تقليل فرص الإصابة بالفيروس. وسيدلي وزير المالية بعد قليل بمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع وحول الخطة الاقتصادية التي سنناقشها بعد قليل.
وكلمة أخرى عن عيد الفصح اليهودي الذي سيحل خلال الأسبوع القادم. ستُذكر مائدة السيدير هذا العام كـ "مائدة الإغلاق". ألتمس منكم إقامتها فقط في إطار الأسرة النووية التي تعيش معكم في نفس الشفة أو المنزل. يجوز فقط للأشخاص الذين ينتمون للخلية العائلية المقربة المشاركة في مائدة السيدير، وذلك مع الحرص على القواعد الضرورية وهي غسل اليدين، والحفاظ على مسافة آمنة قدر الإمكان داخل الشقة بين شخص وشخص.
وأرجوكم القيام بشيء آخر ألا هو الامتناع عن القيام بزيارات عائلية عشية العيد. فالهدف هو عدم الالتقاء بأشخاص تواجدوا في أماكن أخرى إذ يساهم ذلك في تفشي المرض. فمن المحبذ عدم القيام بهذا الأمر والتنازل عن اللقاء مع الابن الذي يسكن في شمال البلاد ويأتي لزيارة العائلة في وسط البلاد أو الجنوب، وكذلك التنازل عن اللقاء مع البنت والأحفاد والتنازل فلا خيار آخر أمامنا.
إن التصريح الذي أدليت به للتو ينطبق أيضًا على الأعياد الخاصة بأبناء الطوائف غير اليهودية. إننا نهنئكم ونهنئ الجميع بمناسبة حلول الأعياد، لكننا نطالبكم أيضًا بالالتزام بتلك التعليمات كونها تنقذ الأرواح.
أما توسيع الامتيازات الاقتصادية، فقد صادقنا على خطة دعم اقتصادي غير مسبوقة بحجم حوالي 80 مليار شيكل حيث يُتوقع أن يكفي ذلك لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، ما يضاهي حوالي 6% من ناتجنا القومي الإجمالي حاليًا. إنه عبارة عن مبلغ هائل لكنه غير كافٍ أبدًا، ومع ذلك فإنه يتجاوز ما تتصورونه، وسيقدم وزير المالية مزيدًا من التفاصيل بهذا الشأن. سيتم ضخ نصف هذا المبلغ الكبير من خزينة الدولة نقدًا، والنصف الآخر بالائتمان، أي الائتمان المريح للغاية. إنه ببساطة مبلغ كبير جدًا. ويجب علينا دائمًا إيجاد التوازن ما بين رغبتنا بالمساعدة والحاجة إلى الحفاظ على اقتصادنا كيلا ينهار. لكننا تعهدنا بمساعدة العمال الأجيرين وأصحاب الأعمال والعاطلين عن العمل وأرباب المصالح التجارية والأجهزة الصحية إذ نقوم بذلك وبشكل شخي. وسيتناول وزار المالية ذلك باستفاضة بعد كلمتي هذه.
إننا نعتني بكم أيها المواطنين الإسرائيليين فنمد لكم يد العون.
وأقول لكل من تأثر وتضرر بهذه الأزمة: إن الأزمة التي تعيشونها لها حقها فهي تؤثر علينا كونكم تمرون بضيق شديد إذ تغيرت حياتنا جميعًا في لحظة واحدة. وسنقوم بكل ما هو لازم من أجل استقرار الأوضاع. سنقوم بكل ما هو لازم لكي نتمكن من إعادة اقتصادنا إلى مسار التعافي والنمو في مرحلة لاحقة.
ولا يساورني الشك أننا قادرون على القيام بذلك. فقد عايشنا أزمات اقتصادية كبيرة وتغلبنا عليها. وسنتغلب على هذه الأزمة أيضًا بعون الله معًا، وبتضافر القوى، وبالتكافل.
حينما أستعمل عبارة معًا فإنني أقصد أيضًا حكومة الطوارئ الوطنية، التي يقتضي الوضع الراهن تشكيلها. إن هذا الوقت يقتضي منا جميعًا تقديم تضحيات ليست ببسيطة. فعلينا جميعًا مناصرة الشعب والدولة ولا غاية أهم من تضافر الأيدي، بصورة افتراضية طبعًا، في سبيل المسؤولية الوطنية وفي سبيل مستقبلنا جميعًا.
أيها مواطنو إسرائيل، إننا نعيش ذروة حدث خطير، لن نرَ مثله قط طيلة سنوات استقلالنا. وأتمنى لو كنت أستطيع أن أقول لكم هذا المساء أننا على وشك نهاية الأزمة لكن هذا الأمر سابق لأوانه بل سابق جدًا لأوانه. فلا أحد يمكنه التنبؤ بماذا ستؤول إليه الأمور غدًا، لكنني متأكد من أمر واحد وهو أنه من خلال حصانتنا الوطنية وبعون الله فإننا سنتغلب على فيروس كورونا. إذ تُعدّ هنا مقولة "النفس السليم في الجسم السليم" دقيقة للغاية.
فهذا هو المفتاح للتغلب على هذا الوباء. حافظوا على أجسامكم سليمة من خلال التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة، وحافظوا على نفس سليم من خلال الروح الكبيرة والإيمان الشديد، وسننجح معًا".
مع خالص تحياتي,
أوفير جندلمان
المتحدث باسم رئيس الوزراء نتنياهو للإعلام العربي
اضف تعقيب