قال مسؤول أمني إسرائيلي سابق إن "الخضوع المهين للجنرال بيني غانتس زعيم حزب أزرق- أبيض أمام بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، وضع نهاية للأمل الذي يتعلق به الإسرائيليون لإيجاد قيادة بديلة، وبدخوله إلى حكومة المتهم نتنياهو، فقد أضاع غانتس كل فرصة بمحاربة الفساد، وإيجاد دولة ليبرالية، وسياسة مختلفة عن السابقة".
وأكد تشيك فرايليخ، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "غانتس قضى على كل أمل باستبدال السلطة في إسرائيل، لأن تنازله أمام نتنياهو -دون أن يخوض صراعا حقيقيا- عن استغلال كتاب التكليف الذي حصل عليه من رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بتشكيل الحكومة، وتراجعه عن العمل على سن قانون يمنع نتنياهو من تشكيل حكومة وهو يواجه لوائح الاتهام بالفساد".
وأشار إلى أن "غانتس بدلا من دعم حكومة نتنياهو من الخارج لمواجهة أزمة الكورونا، ودعم الاقتصاد الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته الاستمرار في الخطوات البرلمانية داخل الكنيست، فإنه فضل خيار الضعف، وبذلك نجح الساحر المقيم في مقر رئاسة الحكومة في شارع بلفور بالقدس، أن يفكك معسكر السلام، وتأمين سلطته. أما غانتس، فقد أنهى أي فرصة لاستبدال النظام السياسي القائم في إسرائيل بعد عقدين من السياسة الفاسدة".
وأوضح فرايليخ، مؤلف كتاب "العقيدة الأمنية الجديدة لإسرائيل"، أن "غانتس بانضمامه إلى نتنياهو دمر كل جانب إيجابي في إسرائيل، لقد خُيّل إلينا أن غانتس رجل مبادئ ومستقيم، حين أعلن أنه لن يجلس مع رئيس حكومة يواجه لوائح اتهام، ويفسد النظام القضائي، ويسخر كل مقدرات الدولة لحاجاته الشخصية، لكنه للأسف خضع بسرعة أمام وعود نتنياهو ووعيده".
وأضاف أن "غانتس خيب آمال الجماهير الإسرائيلية بإيجاد سلطة القانون والديمقراطية المستندة إلى شرعية شعبية؛ لأن من يجلس مع متهم جنائي استطاع تأجيل محاكمته في قرار ليلي سريع، وعمل على توفير غطاء لرئيس الكنيست لتحدي المحكمة العليا، أفقد ثقة الجمهور الإسرائيلي بدولة القانون، وغانتس انتهك وعوده للناخبين التي انتخب على أساسها في ثلاث جولات انتخابية متواصلة".
وأوضح أن "غانتس بانخراطه في حكومة نتنياهو عمل على المس بالمفهوم الديمقراطي للسياسة، لأن من يوافق على قانون يسمح لنتنياهو بترؤس الحكومة وهو يواجه اتهامات جنائية فقد طريقه السياسية، وفي النهاية فإن غانتس سيجلس بجانب وزراء نتنياهو، أحدهم فاسد، وآخر لا يعترف بالدولة الصهيونية من الحاخامات، وثالث سجين سابق بفساد جنائي".
وختم بالقول إن "غانتس، فضلا عن السياسة الداخلية الإسرائيلية، فإن انضمامه إلى نتنياهو يعني تخليه عن حل الصراع مع الفلسطينيين على أساس قرارات التقسيم، والحفاظ على يهودية إسرائيل، ما يعني أننا بذلك نقترب من نقطة اللاعودة، وبعدها لن يكون هناك تقسيم، لأن خطط الضم الخاصة بمعسكر اليمين ربما يتم تأجيلها؛ بسبب الوضع العام الحالي، لكن الضم عمليا وفعليا سيأخذ طريقه على الأرض".
اضف تعقيب