قال كاتب إسرائيلي إن "تل أبيب، وعلى خلفية أزمة فيروس كورونا، تدرس خطة ثلاثية المراحل اقترحتها حماس بشكل غير مباشر لتبادل الأسرى".
وأوضح أن "هذه الدراسة جاءت من خلال البيان الأخير لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو بيان لعله استثنائي، حيث إنه صدر علانية، بينما في معظم الحالات تتم الدعوات لإجراء محادثات من هذا النوع سرا من خلال الوسطاء".
وأضاف شلومي ألدار في مقاله على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21"، أنه "لم يكن المقصود ببيان نتنياهو الخاص بصفقة التبادل مع حماس الطلب من الوسيط المصري التحرك، وهو المشغول بالكورونا، بل الغرض منه إرسال رسالة مباشرة للجمهور الإسرائيلي المستهدف، وسبق صدور بيان نتنياهو التهديد الذي أطلقه زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، وخاطب وزير الحرب نفتالي بينيت مباشرة، مهددا إياه بالتصعيد العسكري".
وأشار ألدار، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، ويغطي الأحداث الفلسطينية منذ 20 عاما، ومؤلف كتابي "غزة كالموت" و"اعرف حماس"، أن "تهديد السنوار شمل في الوقت ذاته إبداء بادرة حسن نية لتقديم تنازلات جزئية بشأن قضية الأسرى الإسرائيليين كلفتة إنسانية في ضوء أزمة كورونا، مع أن إسرائيل تعلم أنه يبعث برسالة لآلاف الأسرى في سجونها بأن حركته لم تنسهم، ولن تتخلى عنهم، خاصة الآن خلال الوباء".
وأوضح أن "حماس أشارت من خلال مبادرتها الأخيرة إلى أنها حريصة على إجراء هذه المفاوضات علانية، فيما ردت إسرائيل علانية هي الأخرى برسالة لعائلات جنودها المفقودين والأسرى في غزة، بأنها لا تتجاهل إشارات حماس، مع أنه لدى إسرائيل سببا آخر للرد علنا عليها، وهذا البيان غير المعتاد من مكتب نتنياهو هدف لتحذير حماس والأسرى الفلسطينيين بأنه لا تزال هناك خطوط حمراء لأي صفقة قد يتم إبرامها".
وزعم أن "نتنياهو قصد من بيانه الأخير أنها ستكون صفقة إنسانية بحتة، وليست صفقة شاليط جديدة، تشمل الإفراج عن مئات الأسرى ممن على أيديهم دماء إسرائيلية، ولذلك تم دراسة إعلان السنوار بعناية في إسرائيل، وأجريت تقييمات له في مكتب رئيس الوزراء ومجلس الأمن القومي والاستخبارات العسكرية-أمان، وجهاز الأمن العام –الشاباك، لتمييز ما يكمن وراء تصريحاته".
وأضاف أن "جميع دوائر صنع القرار الإسرائيلي أرادوا أن يعرفوا مدى جدية السنوار، وقصده من خلال وصف هذا "بادرة إنسانية في ضوء أزمة فيروس كورونا"، فهل تحدث عن الصفقة كلها، أم عن مرحلة أولى ضرورية فقط للدخول في مفاوضات، لكن ما بدا واضحا أن المسالة بدأت كمبادرة شخصية من السنوار، ثم انضمت إليه قيادة حماس بأكملها، وتبين لإسرائيل أن ما تقترحه حماس هو صفقة على ثلاث مراحل".
وشرح قائلا إن "المرحلة الأولى من الصفقة ستطلق فيها إسرائيل سراح النساء والمسنين والعجزة والأطفال، مقابل أن تقدم حماس معلومات عن الإسرائيليين المحتجزين في غزة والجنود المفقودين.
أما المرحلة الثانية، فهي إطلاق سراح المدنيين اللذين تحتجزهما حماس، أفراهام منغيستو وهشام السيد.
أما المرحلة الثالثة والأكثر تعقيدا، فستكون عودة الجنديين الإسرائيليين أو جثتيهما، اللذين أسرا في حرب غزة 2014، وهما هدار غولدين وأورون شاؤول".
وأوضح أن "هذه الخطة ثلاثية المراحل تشكل معضلة لإسرائيل، فمنذ حرب 2014 ادعت إسرائيل بأن الجنديين لم يعودا حيين، وأن حماس تستخدم جثتيهما كورقة مساومة، أما المدنيان مانغستو والسيد، فلا شك أنهما ما زالا على قيد الحياة، وعلى مر السنين، فهمت حماس أن إسرائيل لن تطلق سراح أسرى فلسطينيين نفذوا عمليات خطيرة مقابل تحريرهما من الأسر، فلا يمكن لإسرائيل استبدالهما بكبار مسلحي حماس".
وأشار إلى أنه "إذا كانت حماس تريد حقا صفقة لهم، فستقبل بإطلاق سراح أسرى عبروا حدود لإسرائيل بشكل غير قانوني، أو مرضى، أو من ستنتهي محكومياتهم قريبا. وبالنسبة للمرحلة الثانية، فستحافظ إسرائيل على وعدها ببذل كل ما بوسعها لإعادة جنودها الذين سقطوا، على ما يبدو، لكن جوهر المشكلة أن حماس إذا كانت تريد حقا صفقة على مراحل، فيجب أن تكون كل هذه المراحل واضحة قبل إطلاق سراح أسير واحد".
وأكد أن "إسرائيل أوضحت أن نشر المعلومات ليس ضروريا كمرحلة من الاتفاق، ولكن كوسيلة للتأكيد على أن هناك شيئا ما يمكن الحديث عنه، وهذا هو المكان الذي تمرر فيه إسرائيل الكرة إلى حماس، ولكن لا يمكن لإسرائيل أن تفعل أي شيء إلا بعد أن توضح لماذا تحاول قيادة حماس الترويج لاتفاق الآن".
وختم الكاتب مقاله بوضع تساؤلات "هل تشعر حماس بالقلق من إصابة أعضائها في السجون الإسرائيلية بكورونا، أم تريد أن تتضمن الصفقة مساعدات إسرائيلية لوقف انتشار الكورونا في غزة، أم أن حماس تعتبر الوباء فرصة مرة واحدة في العمر للتراجع عن الشروط التي حددتها في الماضي، وهل يمكنها بعد ذلك أن تخبر مؤيديها في غزة أن هذه حالة طارئة تتطلب المرونة، من الواضح أن كل هذه الأسباب صحيحة".
اضف تعقيب