"هآرتس" وصفت التحالف الأخير بين نتنياهو وغانتس بتحالف بين "سارق الأصوات " وبين "المتهم بالفساد"
قسماوي نت - الجزيرة - الصورة من موقع https://www.dw.com/
"هآرتس" وصفت التحالف الأخير بين نتنياهو وغانتس بتحالف بين "سارق الأصوات " وبين "المتهم بالفساد"
هاجمت صحيفة إسرائيلية الاربعاء، الصفقة التي تم بموجبها التوصل إلى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة، بين من وصفته "سارق الأصوات" رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، و" المتهم بالفساد" رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.
وقالت صحيفة "هآرتس" في مقال نشرته للكاتب ألوف بن، إن "غانتس وقع أمس على كتاب البراءة العلني لنتنياهو، وهذا هو معنى الاتفاق الائتلافي بين أزرق أبيض والليكود"، معتبرة أنه "بموافقة غانتس أن يشغل منصب ولي العهد لنتنياهو، أوضح للجمهور بأن تهم الفساد الخطيرة لرئيس الحكومة لا تهمه، وليس لديه أي تحفظ قيمي أو مبدئي أو غيره من التعاون مع متهم بتلقي الرشوة والخداع وخيانة الأمانة".
وأكدت الصحيفة أن "الصورة لدى غانتس معكوسة، ولوائح الاتهام ضد نتنياهو ليست مشكلة، بل فرصة، تمنحه احتمالية الوصول لقيادة إسرائيل بعد سنة ونصف، وربما أقل من ذلك، إذا مرض نتنياهو أو استقال".
وأشارت إلى أن "غانتس لم يأت للسياسة من أجل الدفع قدما بالقيم، بل كمسار للتقدم"، موضحة أنه "تقدم من جندي إلى رئيس أركان الجيش، والآن هو وزير للأمن ورئيس حكومة بملابس مدنية".
وقدّر غانتس بحسب الصحيفة، أنه "إذا كان هناك فقط احتمال بسيط بأن يتم التناوب، فإنه أكبر من احتمال قيام "أزرق أبيض" بتشكيل حكومة دون نتنياهو"، منوهة إلى أن "غانتس يعتقد أنه ضبط نتنياهو في حالة ضعف، وأخذ منه صفقة أحلام؛ كابينت خاصا، وفيتو مشتركا على أي قرار، وتناوبا بدون تصويت آخر في الكنيست، وجملة وزارات ومراكز حكومية".
اقرأ أيضا: أبرز نقاط الاتفاق حول تشكيل الحكومة بين غانتس ونتنياهو
وذكرت أن "تشكيلة لجنة تعيين القضاة لا تهمه، مثلما تهم رجال اليمين، وهو لن يجد صعوبة في أن يساوم على مواقع القوة القضائية ومنحها لنتنياهو، مقابل عدد من الكراسي واللجان، وهذا هو جوهر الصفقة؛ فنتنياهو يريد التملص من محاكمته، وغانتس يريد تكريم الدولة".
ورأت الصحيفة أن شعار "إسرائيل قبل كل شيء" الذي رفعه غانتس يجب تغييره إلى "إسرائيل بعد كل شيء"، مؤكدة أنه بدلا من خطة تعافي حيوية من الأزمة، حصلنا على وثيقة من شخصين "انتهازيين" ينشغلان بتوزيع الغنائم السياسية، من لجان الكنيست وحتى منصب السفير.
أما "المواضيع الجوهرية والأزمة الاقتصادية ومكافحة كورونا والمشكلات الاجتماعية وحتى العلاقات الخارجية؛ سيتم نقلها إلى اللجان أو إلى طواقم صياغة، وفترة الطوارئ ستمدد بنصف سنة، وبعد ذلك ستمدد مرة تلو الأخرى، بحسب ما يريد الحكام"، وفق هآرتس.
وفي ما يتعلق بالاتفاق حول ضم الضفة الغربية المحتلة وغور الأردن، زعمت الصحيفة الإسرائيلية أنه "لغم أدخله نتنياهو إلى الاتفاق كمحطة خروج منه، وليس كتعهد ثابت"، موضحة أن "توقيت الضم ومجاله، سيتم تحديده حسب مصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحملته الانتخابية، وليس ضمن نقاشات الليكود وأزرق أبيض".
وأشارت الصحيفة إلى أن "من صوت لغانتس لم ينتبه أنه أعطى صوته لقوة الإنقاذ التي ستبقي نتنياهو في الحكم، وتمنح الشرعية لأعمال فساده"، مستدركة: "هذا خيار غانتس، فالحديث لا يدور عن محبة، بل عن تحالف بين مخادعين؛ المتهم بتلقي الرشوة وسارق الأصوات".
وتوقع الصحيفة أنه "خلال العمل المشترك بينهما، سيحاول كل طرف اصطياد منشقين من المعسكر الآخر، لتحقيق أغلبية في التصويت، وكل طرف سيغرد بقدر استطاعته ضد شريكه أو خصمه، وسيحاول إلغاء الاتفاق من مركز تفوق، لذلك فإن العداء بين غانتس ونتنياهو لم ينته مع توقيع الاتفاق، إنما ارتدى صورة جديدة"، بحسب وصفها.
اضف تعقيب