يعد إعلان تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، والتي لا يعتبرها كل الإسرائيليين حكومة وحدة، وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت، مناسبا لاستعراض تجارب حكومات الوحدة في تاريخ "إسرائيل"، التي تشكلت بائتلاف الكتلتين الكبيرتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن أول حكومة وحدة بـ"إسرائيل" تشكلت عشية حرب 1967، ومنذ ذلك الوقت بدأت تتشكل حكومات الوحدة لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، ما "يطرح التساؤلات حول مستقبل هذه الحكومة الجديدة".
وأضافت الصحيفة في مقال للكاتب يارون دروكمان، ترجمته "عربي21" أنه "في أوائل حزيران/يونيو 1967 قبل وقت قصير من انطلاق طائرات سلاح الجو الإسرائيلي لتنفيذ ضربة استباقية في الدول العربية، انضم للحكومة مناحيم بيغن ويوسي سافير من كتلة "حيروت" اليمينية كوزراء بدون حقائب وزارية، فيما انضم للحكومة رئيس أركان الجيش الأسبق موشيه ديان الذي عين وزيرا للحرب".
وأوضح الكاتب أن "الحكومة أطلق عليها "حكومة التكتل القومي"، لكن ديفيد بن غوريون رفض الانضمام لها، فيما اعتبرت الصحافة الإسرائيلية توسيع الحكومة مؤشرا على سياسة هجومية، ورحب رئيس الوزراء ليفي أشكول بالوزراء الجدد، واعتبر بيغن أن الحكومة تكتسب أهمية وطنية، وبقي الوزراء الجدد في مواقعهم حتى وفاة أشكول في شباط/فبراير 1969، حتى تم تعيين غولدا مائير رئيسة للحكومة بانتظار إجراء الانتخابات أواخر ذلك العام".
وفي تشرين أول/أكتوبر 1969 حصلت الانتخابات السابعة، ورغم قدرة حزب المعراخ في حينه على تشكيل حكومة بدون انضمام وزراء اليمين، لكنهم بقوا فيها في أيام حرب الاستنزاف مع مصر وسوريا، وصولا إلى آب/أغسطس 1970، حيث وصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى 721 قتيلا، بينهم 594 جنديا ومع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، انسحب الوزراء من حكومة الوحدة، بحسب ما قال الكاتب.
وأكد أنه "في انتخابات 1984 حظي شمعون بيريس مع حزب المعراخ بـ44 مقعدا في الكنيست، فيما حظي إسحاق شامير زعيم حزب الليكود بـ41 مقعدا، وحاول بيريس تشكيل الحكومة، حيث لم تتردد الأحزاب الدينية والحريدية بالانضمام للحكومة، وفيما أعلن قادة المعراخ أنهم الأجدر بتشكيل الحكومة لأنهم الحزب الأكبر، لكن الليكود زعم أن فرصه بتشكيل الحكومة أكبر منه".
وأشار إلى أن "بيريس وشامير حاولا التوصل لحكومة وحدة في نهاية الأمر، وبعد إجراء المشاورات الحزبية مع باقي الكتل الانتخابية قرر الرئيس الإسرائيلي حاييم هرتسوغ منح بيريس كتاب التكليف لتشكيل الحكومة، وأعلن الليكود استعداده للانخراط بحكومة الوحدة، على أن يكون شامير هو رئيسها، رغم وجود مخاوف من عدم القدرة على استمرار عمل الحكومة، والاستعداد لانتخابات جديدة".
وأضاف أنه "بعد عدة أسابيع اتفق الحزبان على تشكيل حكومة بالتناوب على رئاستها، على أن يكون بيريس الأول، ثم يأتي الدور على شامير، حيث حظيت الحكومة بدعم 97 عضو كنيست من أحزاب المعراخ والليكود والمفدال وأغودات يسرائيل وشاس وشينوي، وقد تكفلت الحكومة بمعالجة التضخم الاقتصادي في إسرائيل وحرب لبنان الأولى".
وأشار إلى أنه "عقب انتخابات 1988، وقف شامير على رئاسة الحكومة المشكلة من ائتلاف الليكود والمعراخ والمفدال وشاس وأغودات يسرائيل بدعم 90 عضو كنيست، دون أن يكون تناوب على رئاسة الحكومة، وفي 15 آذار/مارس 1990 سقطت الحكومة من خلال تصويت لحجب الثقة عنها، حين غاب زعيم حزب شاس أرييه درعي وخمسة من أعضاء حزبه عن التصويت".
وأكد أنه "في 2001 أجرت إسرائيل للمرة الأولى والوحيدة انتخابات رئاسة الحكومة مباشرة، فحظي أريئيل شارون بـ62 بالمئة من الأصوات، ونال إيهود باراك 37 بالمئة، وأقام شارون حكومة الوحدة من أحزاب الليكود والعمل وشاس ويسرائيل بعلياه والاتحاد القومي ويسرائيل بيتنا، وتعاملت الحكومة الموحدة مع سلسلة العمليات الفلسطينية التفجيرية في الانتفاضة الثانية، ونفذت عملية السور الواقي بالضفة الغربية، وأقامت الجدار الفاصل".
وأضاف أنه "في أواخر 2004 ضم شارون حزب العمل إلى حكومته، وعين شمعون بيريس قائما بأعمال رئيس الحكومة، ورغم الصعوبات التي واجهته في حكومته عقب استقالة بنيامين ننتياهو وزير المالية، فقد حافظ شارون على استقرار حكومته، والإتيان بخطة الانفصال أحادي الجانب من غزة وشمال الضفة الغربية، وفي وقت لاحق من آذار/مارس 2006 أعلن شارون عن انسحابه من حزب الليكود، وإقامة حزب كاديما".
وختم بالقول إنه "في أيار/مايو 2012 قرر نتنياهو زعيم الليكود وشاؤول موفاز زعيم حزب كاديما تشكيل حكومة وحدة وطنية، انشغلت بإقرار موازنة طوارئ وطنية، وعين موفاز قائما بأعمال رئيس الحكومة، لكن حكومة الوحدة لم تعمر سوى شهور قليلة، وفي أعقاب انفراط عقدها هاجم موفاز نتنياهو بقوة".
اضف تعقيب