X إغلاق
X إغلاق
الرئيسية | من نحن | أعلن لدينا | اتصل بنا | ارسل خبر      23/11/2024 |    (توقيت القدس)

ام ناصر وداعا .. بقلم : الابن المحب عبدالله عصفور

من : قسماوي نت -
نشر : 27/05/2020 - 12:32
ام ناصر وداعا .. بقلم : الابن المحب عبدالله عصفور
 
لم يكن من السهل علي الاستيقاظ من نومي هذا الصباح من شهر ايار شهر العمال والفلاحين الكادحين،في واقع جديد بدون الوالده الحنونه ام ناصر. وهذا الامر جعل احساسا مميزا يخيم على مخيلتي ووجداني،وقد اعتدت عند الدخول في هذا الحال اللجوء الى قلمي والكتابه عما يجول في خاطري،لاواجه هذا الحال موجدا متنفسا لي ،وكنت ارتاح عندما يتحول ما يصدر عن هذا القلم الى ثمرة طيبه.
ام ناصر واحده من نساء كفر قاسم الماجدات من الجيل المميز اللواتي شاركن الرجال في هموم وحياة بلدنا عبورا في تاريخه المليئ بالاحداث والوقاءع المفصليه التي مرت. والرحمه على ارواح الراحلات منهن ، مع التمني بالصحه والخير للباقيات بيننا.
ونكون غير منصفين اذا لم نسلط الضوء على نصف المجتمع الهام ،وانطلاقا من هذا تسائلت كيف يمكن ان تقدم شيئا في هذا الامر،حتى وفقت بهذه المحاوله علني اطرق باب الانصاف هذا بتقديم اليسير منه.
ومن خلال هذه المناسبه الحزينه ،خلصت الى انه سيكون من الجميل تسليط الضوء على هذا النموذج الذي جسدته المرحومه ام ناصر .
وابداء بالتعريف المتواضع لها،فهي الحاجه جميله سلمان عصفور عامر ،الاميه التي لم تعرف المدارس ولا الكتابه او القرائه،ولدت وترعرعت في كنف والدين من الفلاحين سلمان وعائشه وعاشت معهم تلك الحياه للقريه الفلسطينيه البسيطه والمتمسكه بارضها وببلدها،حتى تزوجت واصبحت لها مملكتها الخاصه . ولكن شاء القدر لام ناصر ان تكون مهمتها ليست سهله بل صعبه ، وذالك عندما اقترنت برجل اختار لنفسه طريقا مختلفا فيه مصطلحات اسمها مبادئ وقيم وسياسه ووطنيه وقوميه واشتراكيه وصوفيه ،وسيحمل فيه هموم بلده وشعبه وفي احلك الظروف ،كان عليها ان تجد المعادله السحريه للتوفيق ما بين الطاعه لهذا الرجل وما بين العمل من اجل اسرتها وتحقيق مستقبل جيد كباقي الناس.
وللحقيقه التاريخيه استطيع القول انها لم تتخل عن الامرين ، فاختارت ان تكون المراه المطيعه لزوجها ،بل ان الطاعه والاخلاص كانتا الميزتان البارزتان لها ومن هنا يمكن التاكيد ان ام ناصر هي المراه التي كانت وراء ابو ناصر وبكل معنى الكلمه.
كثيره هي الاحداث والمواقف لها لكني اختار مثالين 
الاول عينه من المواقف النضاليه ،وكان ذالك عندما 
داهمت قوات الامن بيتها لاعتقال زوجها فتص،دت لهم بكل قوتها لتعترض وتدافع عن زوجها وعندما توجه الجنود الى غرفة الاولاد استماتت لمنعهم من الحاق الاذى بابناءها،لم تنكسر بل تحلت بالايمان والصبر والاخلاص.
المثال الثاني كان ان ذات يوم من ايام شهر رمضان الاسبق اسطحبتني مع اخي محمود الى مخيم اللاجئين عسكر بجانب نابلس ،لتقوم بتوزيع اضحيه بشكل مباشر على السكان الذين يعيشون حياة البؤس وتنقلنا من بيت الى بيت،وكانت تعتقد انه اذا رايت البؤساء مباشرة فانك وان قدمت لهم شيئا تشعر انك مقصر.
وفي السنين الاخيره من حياتها كانت تفتخر بما اختارت وبزوجها المناضل وتاريخه وكونها رفيقة دربه اعتبرته طيلة حياتها قدوتها في كل شيئ.
ولا يسعني الا ان اختتم بالترحم عليها وعلى والدي سائلا المولى عز وجل ان يحسن اليهما الاخره في مقام امين في عليين،ممتثلا لاوامر الله ببر الوالدين كما تجلى في الايه الكريمه وقضى ربك ان لا تعبدو الا اياه وبالوالدين احسانا واخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
 
الابن المحب عبدالله عصفور ....  27 ايار 2020 
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net

اضف تعقيب

ارسل