استعرض تقرير إسرائيلي الأربعاء، التاريخ الطويل للمقاومة في بلدة يعبد قضاء جنين شمال الضفة الغربية، وذلك بعد عملية مقتل الجندي الإسرائيلي عميت بن يغآل فجر الثلاثاء.
وقالت الخبيرة العسكرية ليلاخ شوفال في تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" وترجمته "عربي21"، إن "قتل يغآل في بلدة يعبد، تعيد إلى الأذهان التاريخ الطويل لهذه البلدة الفلسطينية في مواجهتها العسكرية منذ عام 1936"، مضيفة أنها "منذ ذلك الحين كانت تسمى معقل العمليات المسلحة".
وأشارت شوفال إلى أنه "في ثلاثينيات القرن الماضي شكلت بلدة يعبد بؤرة الثورة العربية الكبرى الناجحة، وفي عام 1948 كانت في قلب معركة جنين، وقد تبدلت مواقع القيادة التنظيمية في هذه القرية بين حركتي فتح وحماس، وفي السنوات الأخيرة اعتبرت القرية محور عمليات إلقاء الحجارة على سيارات المستوطنين والمركبات العسكرية للجيش الإسرائيلي".
وأكدت أن "قرية يعبد، التي تضم 14 ألف فلسطيني، جنوبي جنين، تعتبر قرية عنيفة، لأن الشباب الفلسطينيين فيها يستطيعون، وفقا لمسؤولي الأمن الإسرائيليين، أن ينتقلوا من درجة صفر إلى 100 لتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي، وفي وقت قصير جدا".
وتابعت: "على عكس مخيمات اللاجئين الأخرى في الضفة الغربية، لا تعتبر قرية يعبد مزدحمة للغاية، لكنها تبدو كمدينة تقع على جبل"، منوهة إلى أنه بسبب موقعها الجغرافي، فهي تهيمن على محور "أثينا"، وهو الطريق الوحيد للوصول إلى مستوطنة "ميفو دوتان".
اقرأ أيضا: شهيد وإصابات برصاص الاحتلال الإسرائيلي جنوبي الخليل
ولفتت إلى أنه يتم إلقاء عدد غير قليل من الحجارة على هذا المحور، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال اعتقل مؤخرا، فرقتين من القرية ألقوا الحجارة، أما الليلة الماضية فقد أسفر إلقاء الحجارة عن مقتل الرقيب عميت بن يغآل، خلال مداهمته البلدة لاعتقال أربعة فلسطينيين.
وذكرت الخبيرة الإسرائيلية أن "قرية يعبد من أقدم القرى بمحافظة جنين، وتحيط بها العديد من المواقع الأثرية، وتحدها مدينة أم الفحم من الجنوب، وهي قريبة جدا من مستوطنة ميفو دوتان وتجمعات استيطانية أخرى، مثل شاكيد وديزي وفرجان التي تقع بالفعل داخل الخط الأخضر، لكن الجدار الفاصل يحيط بها".
وأكدت أن "قرية يعبد تملك تاريخا حافلا من ثمانين سنة، ويعود ذلك إلى أحداث 1936- 1939، حين اندلعت "الثورة العربية الكبرى"، وخلال هذه الثورة، كانت بلدة يعبد أحد مراكزها التي عملت بقوة، ما قد يشير إلى أهمية هذه القرية، رغم أن قوات الانتداب البريطانية بدأت في قمع الثورة في تلك القرية، التي أصبحت منذ ذلك الحين مجلسا محليا".
وأوضحت أنه "خلال عملية نفذها الجيش الإسرائيلي في حزيران 1948، شاركت البلدة في معركة جنين بين قوات الجيش والشبان الفلسطينيين والعراقيين الذين جاءوا لدعم فلسطينيي المنطقة خلال تلك الحرب، صحيح أن الجيش الإسرائيلي حقق في البداية نجاحا، لكنه اضطر في النهاية إلى الانسحاب، وخلال هذه العملية قصف سلاح الجو الإسرائيلي بلدة يعبد".
وأكدت أنه "منذ اتفاقات أوسلو، أصبحت السيطرة على البلدة إشكالية إلى حد كبير، لأن تصنيف بعض حدودها محددة على أنها المنطقة ب، لكن معظم المنطقة الزراعية تعرف بأنها المنطقة ج، وبشكل عام، تعتبر محافظة جنين بشكل عام، ومدينة جنين على وجه الخصوص، معاقل مسلحة".
وختمت الخبيرة الإسرائيلية بالقول إنه "خلال الانتفاضة الثانية، ومنذ ذلك الحين، لم يكن هناك انخفاض في عمليات الفلسطينيين، وأحداث الليلة الماضية دليل واضح على ذلك، لأنه في نفس الليلة عملت قوات الجيش في مناطق فلسطينية أخرى، مثل الخليل وأبو ديس".
اضف تعقيب