شارك المئات من أهالي النقب والمجتمع العربي، في مظاهرة غاضبة أمام المكاتب الحكومية في بئر السبع، ضد عمليات الهدم وأوامر الإخلاء والترحيل والاستيلاء على الأراضي وتحريشها من قبل الصندوق الدائم لإسرائيل (كيرن كييمت)، والممارسات العنصرية.
ورفع المتظاهرون خلال احتجاجهم، لافتات منددة بالسياسة الممنهجة التي تستهدف وجود أصحاب الأرض الأصليين في النقب، إذ كتب على بعض منها "مطالبنا شرعية.. اعتراف وملكية"، "لا ترحيل لا تهجير عن أراضينا ما بنحيد"، "لا ركوع لا ركوع أرضنا حق مشروع".
وكان من بين المشاركين، قيادات سياسية من مختلف أنحاء المجتمع العربي ونواب عن القائمة المشتركة ولجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.
وكانت قد انطلقت قافلة سيارات من قرية خربة الوطن، مسلوبة الاعتراف، وبلدات أخرى في منطقة النقب، جنوبي البلاد، وهي تقل عدد من الأهالي للتظاهر قبالة المكاتب الحكومية في بئر السبع.
ونظمت المظاهرة بدعوة من "لجنة التوجيه العليا لعرب النقب"، مؤكدة أن "المشاركة في المظاهرة هي واجب وطني وأخلاقي ودعم وتعزيز لصمود أهلنا".
خربة الوطن.. قرية مسلوبة الاعتراف ومهددة بالاقتلاع والترحيل
وتقع قرية خربة الوطن شرق بلدة تل السبع وجنوب قرية حورة، غربي الأطرش، وتسكنها عدة عائلات من أبو كف، أبو رقيق، الأصلع، الشنارنة، الخُرم، السيّد؛ ولا شيء ينغّص على الأهالي سوى الممارسات الإسرائيليّة، حتى شظف العيش ونأي المكان، أقلّ وطأة من ممارسات السلطات. لا خدمات في خربة الوطن: لا ماء ولا كهرباء ولا بنى تحتية. وهدم البيوت واقع يومي، واليوم سلب الأرض هدف معلن للدولة تعمل عليه جرّافات الصندوق القومي اليهودي وبحماية الشرطة الإسرائيلية.
النقب.. صمود في وجه التهجير
تواصل السلطات الإسرائيلية مخططها هدم عشرات القرى العربية مسلوبة الاعتراف بالنقب، وتشريد سكانها، سعيا منها لمصادرة أراضيهم التي تقدر مساحتها بمئات آلاف الدونمات، وذلك ضمن مخطط تهويد النقب.
ويعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات سكنية بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير مثلما يحدث في قرى العراقيب والزرنوق (أبو قويدر) وأم الحيران.
هذا، وشهدت البلدات العربية في البلاد تصعيدا في هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية، وذلك بذريعة عدم الترخيص، كما حصل في بلدات الطيرة وعين ماهل ويافا وشفاعمرو وكفر قاسم وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة واللد وبلدات عربية أخرى في منطقة النقب، جنوبي البلاد، وغيرها.
اضف تعقيب