تحدث قيادي فلسطيني بارز في حركة "فتح"، عن تجاهل جامعة الدول العربية لطلب القيادة الفلسطينية عقد اجتماع طارئ لبحث التطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، مؤكدا أنه "مخجل".
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قال أمس السبت، إن الجامعة ستعقد اجتماعا عاديا في التاسع من الشهر المقبل على المستوى الوزاري، متجاهلا طلب القيادة الفلسطينية باجتماع طارئ.
دهشة فلسطينية
وفي تعليقه على تجاهل الجامعة العربية لطلب القيادة الفلسطينية، أوضح أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، ماجد الفتياني، في حديثه لـ"عربي21"، أن "القيادة الفلسطينية منذ اللحظة الأولى عبرت عن أسفها واندهاشها لهذا التباطؤ، من الجامعة العربية في إرسال الطلب الفلسطيني للأشقاء العرب، لأخذ موقفهم ورأيهم".
وعن رؤيته لتجاهل الجامعة العربية الطلب الفلسطيني، أكد الفتياني أن "هذا شيء محزن ومخجل، أن تتم الأمور بهذه الطريقة، نحن تعودنا على الصراحة المطلقة مع شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربية، لأن هذه القضية الفلسطينية، هي قضية الأمة العربية، وإن كانت هناك تباينات في موقف النظام الرسمي العربي".
وتابع: "نحن ندرك أن العالم اليوم هو مختلف عن العالم بالأمس، والأشقاء العرب هم جزء من هذا العام، وهناك محاولات تطبيع وعلاقات تدور في الخفاء، ولقاءات أخرى في العلن، ونحن من طرفنا لا نريد سقوطا مدويا لهذه الأمة يخرجها من دائرة الفعل، ولا الشعوب العربية من كراماتهم الوطنية، نحن نريد حقيقة الاستقرار الدائم في منطقتنا العربية".
وذكر في حديث خاص لـ"عربي21"، أنه "حصل اتصال مهم بالأمس، بين الرئيس محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية، وأبلغ عن الموقف العربي الثابت الذي توصل إليه الأمين العام عبر سلسلة من الاتصالات مع الأشقاء العرب، الذين أبلغوا الأمين العام، التزامهم بمبادرة السلام العربية".
وأضاف أن الموقف العربي بحسب أبو الغيط لن يذهب للتطبيع الكامل مع الاحتلال، على الرغم من الخيار الذي اتخذه محمد بن زايد (ولي عهد أبوظبي)، إلا بعد أن تتحقق شروط مبادرة السلام العربية".
ونوّه الفتياني، إلى أن الأمين العام "أكد على قرارات الجامعة العربية والإجماع العربي، في ما يتعلق برفض "صفقة القرن" الأمريكية، وأيضا رفض سياسة الضم الإسرائيلية، وأن فلسطين سترأس دورة الجامعة العربية الشهر القادم".
الحلف الجديد
وقال الفتياني: "نحن طالبا وما زلنا نطالب الأشقاء العرب بالالتزام بما يتم التوافق عليه، على قاعدة العمل العربي المشترك وميثاق الجامعة العربية، وبالتالي فإننا نريد أن يتعزز هذا الموقف، لأننا نسعى إلى السلام وبناء السلام بكل التفاصيل التي توافق عليها الأشقاء العرب".
وأضاف: "لا نريد سلام التبعية للاحتلال، ونرفض الحلف الجديد الذي تقوده إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بل ما نريده استقرارا حقيقي قائم على العدل والمساواة وإنهاء الاحتلال".
عنصر ضاغط
وبين أن "القضية الفلسطينية هي عنصر ضاغط على النظام السياسي العربي".
وعن رسالة تجاهل الجامعة العربية للطلب الفلسطيني، اعتبر أنها "مباركة" لاتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال، منبها إلى أنه "يجب أن يخجلوا من الأمر، وأن يكون الصوت والحضور العربي أكثر فاعلية، حتى نستطيع أن نحافظ على المصالح القومية العربية".
وأكد أن مستوى الحضور العربي سؤال سيوجه للأشقاء العرب الشهر القادم.
وأعلنت أبوظبي وتل أبيب، بمباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس 13 آب/ أغسطس 2020، في بيان رسمي، عن التوصل إلى "اتفاق السلام الإسرائيلي-الإماراتي"، وذلك تتويجا لعلاقات سرية وثيقة، امتدت على مدى الأعوام السابقة.
وتسود حالة غضب وغليان شعبي فلسطيني متصاعدة في المناطق الفلسطينية المحتلة كافة، لعدم التزام الاحتلال بتنفيذ إجراءات كسر الحصار المفروض على القطاع منذ 14 عاما، بالتزامن مع الاستنكار الفلسطيني الواسع لاتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال.
وتسبب الإعلان عن الاتفاق بين أبوظبي وتل أبيب، في حالة غضب شعبي ورسمي وفصائلي فلسطيني، كما أدانت ورفضت القوى والفصائل والسلطة هذه الخطوة، وقامت الأخيرة بسحب السفير عصام مصالحة من الإمارات.
يذكر أن القيادة الفلسطنيية قالت إن اتفاق الإمارات وإسرائيل، خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية.
اضف تعقيب