قال خبير إسرائيلي، إن "اليوم التاريخي الذي شهد حفل التوقيع على اتفاقيات السلام والتطبيع مع الإمارات والبحرين في البيت الأبيض، انتهى عمليا، لكن أهمية هذه الاتفاقات الموقعة هائلة، تشكل اختراقا مهمّا على حساب الفلسطينيين".
وأضاف إيهود يعاري وثيق الصلة بأجهزة الأمن الإسرائيلية، بمقاله على "القناة12"، ترجمته "عربي21" أنه "مهما كان دور بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب في التطبيع مع الإمارات والبحرين، فيجدر بنا أن نتذكر أن هاتين الدولتين العربيتين لم تعقدا تحالفا خاصا، لا مع بيبي ولا ترامب، وأنهما صنعتا السلام مع إسرائيل، وسيستمر هذا السلام حتى بعد مغادرة بيبي لمقر رئاسة الحكومة في شارع بلفور بالقدس، ويغادر ترامب لشارع بنسلفانيا".
وأوضح أن "جدران المقاطعة التي فرضتها الدول العربية البعيدة عن إسرائيل بدأت تتلاشى، وأن مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي اشترطت إقامة العلاقات مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية داخل حدود 67، قد وُضعت جانبا في احتفال لم تُذكر فيه، ولو مرة واحدة، وهكذا تحطم الفيتو الفلسطيني بمنع العرب من تطوير علاقات منفتحة ومعروفة بإسرائيل".
وأشار إلى أنه "في جملة أو جملتين، ذكر وزيرا خارجية الإمارات والبحرين القضية الفلسطينية، لكنها لم تكن أكثر من مجرد كلام، ويعرف الفلسطينيون ذلك جيدا، ومن ثم فإن المحنة الكبيرة في رام الله وغزة، ولذلك أطلقت حماس الصواريخ كعلامة على الاحتجاج، وفي الضفة الغربية، خرج أبو مازن عن طريقه في محاولة حث الجماهير على التظاهر في الشوارع، وهو يهاجم مساعديه لعدم قدرتهم على جلب حشود كبيرة للاحتجاج".
وأضاف أن "السبب بسيط في ذلك، لأنه حتى لو شعر الكثير من الفلسطينيين بالخيانة من قبل دول الخليج، فإنهم لا يرون أي جدوى من مساعدة السلطة الفلسطينية، لأنه من أجل تنظيم مظاهرات حاشدة، أبرم أبو مازن اتفاقية هي الأولى من نوعها مع حماس، دون أن تتضمن بالطبع مصالحة حقيقية بينهما، لإنشاء "القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية" وإصدار "الإعلان رقم 1".
وأوضح أنه "كان غريبا بالنسبة لي أن يدعو البيت الأبيض الديبلوماسي النرويجي السابق تيري رود لارسن إلى احتفال التوقيع على اتفاقات البحرين والإمارات مع إسرائيل، وهو الذي عمل وسيطا في المفاوضات التي أدت إلى اتفاقات أوسلو، قبل 27 سنة بالضبط من الاتفاقيات الجديدة، وكان بإمكان لارسن، الذي جلس بجانب السفير السابق مارتن إنديك، الذي عمل على اتفاقية سلام مع الفلسطينيين خلال عهد أوباما، أن يراقب عن كثب إنشاء مسار آخر للتسوية في الشرق الأوسط".
وختم بالقول بأن "أكثر ما أزعجني هو غياب ممثلي بعض الدول العربية المهمة في واشنطن، ممن توقعت رؤيتهم في الحضور، ولم يكونوا هناك، أو أن عيني المتعبة لم ترهم، ومع ذلك، فقد تمكنت من التعرف على شخصية الوكيل السوداني في الولايات المتحدة الذي جلس بهدوء على كرسي جانبي، دون أن يقول كثيرا من الكلمات".
اضف تعقيب