قال خبير عسكري إسرائيلي إن "السياسة الحكومية لمواجهة كورونا مؤلمة وخاطئة، ومنحازة عن المصالح السياسية والقانونية، ما يتطلب من الجمهور الإسرائيلي والمجتمع المدني، خاصة وسائل الإعلام، الامتناع عن الشعبوية".
وأضاف رون بن يشاي في مقاله على صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أن "استمرار فشل القيادة السياسية في وقف الموجة الحالية من انتشار وباء كورونا يجبر الإسرائيليين على تحمل المسؤولية، والعمل بشكل مستقل لتسوية منحنى المرض الصعب، وتقليل عدد المصابين، هذا ليس اقتراحا بالتمرد أو التصرف بما يخالف قرارات الحكومة وقوانين الدولة".
وأشار إلى أننا "إن فعلنا ذلك، سنصبح قريبا دولة فاشلة في الشرق الأوسط، مثل لبنان والعراق، وهو وضع يصعب التعافي منه، وقد يعرض وجود إسرائيل للخطر، لذلك ستتم محاسبة الحكومة والسياسيين في صناديق الاقتراع، بعد العثور على لقاح فعال يقضي على الوباء، بدلا من إشعال الخلافات الحزبية، والسماح للشعوبيين والدجالين باستنزافنا داخليا".
وأكد أنه "كي يكون الإسرائيليون ناجحين في ذلك، فهم يحتاجون للتحرر من الاعتماد المفرط على قرارات الحكومة ووزرائها السلبيين، ممن ليس لديهم خبرة بإدارة واتخاذ القرارات، وأعينهم فقط على مقاعدهم، فليس هناك من خيار سوى قبول الخلافات، والظواهر السلبية التي نصاب بها بكثرة كأمر واقع، من أجل التغلب على الخطر على الحياة والضربة الاقتصادية".
وأضاف أن "المهمة الرئيسية للجيش والمؤسسة الدفاعية ومجتمع الاستخبارات، حتى في هذا الوقت، هي توفير الأمن المادي وخلق الردع، فمن المستحيل استبعاد احتمال أن الأعداء سيحاولون مهاجمتنا فجأة، في المدى المنظور بين حرب شاملة وموجة قتالية من الهجمات المسلحة، لذا يجب على الجيش إجراء تقسيم دقيق للموارد بين الحفاظ على الردع والكفاءة، والاستعداد للحرب، وبناء القوة، ومساعدة النظام المدني في التعامل مع الجائحة".
وأوضح أنه "من أجل أن تعمل المؤسسات الإسرائيلية بشكل صحيح، يجب على وسائلها الإعلامية الضغط على الحكومة لإنشاء نظام معلومات جاد يخدم الجمهور الإسرائيلي، ويزوده بمعلومات موثوقة ومفيدة؛ لأن فريق الحكومة المبتذل من الليكود وشريكه الضعيف من حزب أزرق-أبيض، لا يقدم البضاعة اللازمة، ويجب على الإعلام المؤسسي وقف التحريض الذي يتناثر على وسائل التواصل الاجتماعي، وألا يحاول التنافس معها".
البروفيسور يورام يوفال اقترح على "المنظمات الاحتجاجية التصريح أنه في حال استقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والاعتذار عن أخطائه، فسنسمح له بالمغادرة بكرامة ودون عقاب، لأنه حين يقاتل نتنياهو من أجل حياته السياسية، محاولا إسكات الاحتجاج المتصاعد ضده بكل الوسائل، فلا جدوى من الاتصال، والطلب منه التوقف عن الانقسام، لا جدوى أن نتوقع منه وقف حملة الكراهية ضد نصف الإسرائيليين الذين سئموه".
وأضاف في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أن "نتنياهو غير قادر على وقف تحريضه، لهذا أتوجه لملايين الإسرائيليين الذين ضاقوا ذرعا به وبحكمه، بالقول إن نتنياهو ذكي جدا، لكن السلطة مفسدة، حتى أصبح تدريجيا ملتهيا وجبانا وكاذبا ودجالا، وتورط في أكاذيبه، ووصل نهاية طريقه السياسي، وأصبح حجر رحى، ليس فقط حول عنق إسرائيل، بل حول عنق حزب الليكود".
وأشار إلى أن "نتنياهو لا يقاتل اليوم من أجل حكمه، بل من أجل حريته وحياته حرفيا، وبالتالي فلن يستسلم أبدا، ليس لديه خيار آخر، فالعقوبة التراكمية للجرائم المنسوبة إليه تبلغ 19 عاما، وهذه مجرد بداية القصة، وهو يدرك أنه في اليوم الذي يتوقف فيه عن رئاسة الوزراء سيفتح الكثير من الصامتين أفواههم، وستكون تلك نهاية الأمر".
وكشف النقاب أن "كل من عمل مع نتنياهو في أي وقت مضى، المساعدون والمستشارون والوزراء وأساتذة الإطراء المحيطون به، والمتواطئون في الجرائم والمؤامرات، سيصبحون جميعا شهود دولة، ويمكن لنتنياهو، ابن 71 عاما اليوم، أن يقضي بقية حياته في المحكمة والسجن، إنه شعور مؤلم ومذل، ففي السجن لا شمبانيا، ولا مغسلة معطرة، ولهذا السبب قد يلجأ لأي وسيلة غير لائقة في جهوده لتجنب حدوث ذلك".
وختم بالقول إن "نتنياهو في طريقه للانهيار، لذلك دعونا نواصل الاحتجاج ضده، والقتال بكل قوتنا، في كل مكان، وبكل وسيلة، هيا نستمر حتى ينهار نتنياهو، وبعد ذلك يمكنه الذهاب".
اضف تعقيب