تترقب الأوساط السياسية الإسرائيلية نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة التي ستجرى الشهر القادم، في محاولة لاستشراف السياسة الجديدة التي ستتبعها واشنطن حيال الملف الإيراني، وتحديدا ما يتعلق بمصير الاتفاق النووي.
وقال الباحث في تقرير لـ "معهد السياسة والإستراتيجية" في المركز المتعدد المجالات في هرتسيليا، العقيد في الاحتياط أودي إفينتال، إن إسرائيل ستقف أمام تحد في هذا السياق، لأنه في حال فوز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بولاية ثانية فإنه سيسعى إلى صفقة مع إيران، وفي حال فاز خصمه، جو بايدن، فإنه سيسعى إلى العودة إلى الاتفاق النووي.
ورأى إفينتال أن "كلا الجانبين يسعيان إلى الامتناع عن خطوات متطرفة، كاسرة للتوازن، رغم أن التوتر بينهما والضغوط الشديدة التي يخضع لها النظام الإيراني، قد تؤدي إلى تصعيد غير متعمد بينهما، قبل الانتخابات الأمريكية".
وأضاف أن القضية الإيرانية هي الآن في مركز الرسائل التي يبثها مرشحا الرئاسة الأمريكية. ويكرر ترامب أنه إذا انتخب لولاية ثانية فسيتوصل إلى اتفاق مع إيران خلال "أسابيع".
ويستند ترامب في ذلك إلى تقدير مفاده أن إيران تنتظر وتتمنى انتخاب بايدن رئيسا، وأنها تدرك أنها لن تتمكن من البقاء أربع سنوات أخرى تحت ضغوط داخلية سببتها العقوبات عليها. وبنظر ترامب، وفقا لإفينتال، فإنه في حال فاز بولاية ثانية، ستضطر إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات وبشروط أفضل بالنسبة له.
من جانبه، يعتبر بايدن، وفقا لمقال نشره في موقع شبكة "سي.إن.إن." الإلكتروني، أنه في حال عودة إيران إلى انصياع كامل للاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة ستنضم إلى الاتفاق مجددا، وإثر ذلك سترفع العقوبات. بحسب ما أورده موقع "عرب 48".
وفي أعقاب ذلك، ستجري إدارته مفاوضات مع إيران وستعمل مع شركاء الولايات المتحدة من أجل الموافقة على "تعزيز وتمديد سريان" بنود الاتفاق.
وفي موازاة ذلك، ستقف الولايات المتحدة ضد الأنشطة الإيرانية التي "تقوض الاستقرار وتهديداتها للمنطقة، وستواصل ممارسة عقوبات مركزة ضد إيران في مجالات انتهاك حقوق الإنسان ودعم الإرهاب وتطوير الصواريخ".
وفي حال فوز بايدن، فإن إيران ستطالب بثمن مقابل العودة إلى المفاوضات، مثل رفع رمزي للعقوبات أو فتح رصيد أوروبي، على غرار مبادرة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. وأضاف إيفنتال أن الجانبين سيبدآن مفاوضات حول عودة إيران إلى تنفيذ الاتفاق النووي، رغم تطوير إيران أجهزة طرد مركزي متقدمة وفيما "ليس واضحا كيف سيعيدون العجلة إلى الوراء".
واعتبر إيفنتال أن اتفاقا أمريكيا – إيرانيا، بشروط غير مرضية لإسرائيل لن يكون السيناريو الوحيد وهو ليس "قضاء وقدرا"، لكنه احتمال ينبغي الاستعداد لمواجهته في الظروف الحالية.
وستواجه إسرائيل صعوبة في معارضة أي اتفاق مع إيران، يوافق عليه ترامب ويحظى بدعم دولي، خاصة بعد خطوات ترامب الداعمة والمنحازة لإسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان المحتلة.
ومن الجهة الأخرى، يتوقع أن يظهر بايدن حساسية بالغة تجاه أي تدخل إسرائيلي في هذه القضية، بعد أن تدخل نتنياهو بشكل سافر، خلال ولاية بايدن كنائب رئيس، محاولا إحباط الاتفاق النووي الذي حققه أوباما في إشارة إلى خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، عام 2015.
وأشار إيفنتال إلى أن الوقت قصير بالنسبة لإسرائيل في هذه القضية، وأنه سيكون من الصعب عليها التأثير على مواقف الولايات المتحدة بعد بدء مفاوضات مع إيران، ولذلك، فإن إسرائيل مطالبة منذ الآن بتحسين قنوات الحوار القائمة مع إدارة ترامب ومع طاقم ترامب للسياسة الخارجية حول القضية الإيرانية.
اضف تعقيب