د. عبد الكريم إغبارية: الأعراس وكر لوباء كورونا.. التزموا

د. عبد الكريم إغبارية

عادت ظاهرة إقامة الأعراس في المجتمع العربي، وخاصّةً بعد تخفيف قيود الإغلاق الثاني، الأمر الذي أدى إلى إرتفاع بعدد الإصابات في المجتمع العربي، بسبب إقامة حفلات الزفاف وعدم الإلتزام بشكل تام بالتعليمات، إذ كانت مدينة أم الفحم ضمن البلدت المصنفة بالخضراء ولكن بعد تخفيف الإغلاق خرجت المدينة من القائمة الخضراء وتنشط في المدينة بالوقت الحالي أكثر من 88 إصابة.

وبهذا الشأن، أجرى مراسلنا هذا اللقاء مع الطبيب عبد الكريم إغبارية أخصائي طب الأطفال ومركّز لوائي لطب الأطفال ( كلاليت) وعضو لجنة الطوارئ لمكافحة انتشار وباء الكورونا، حيث قال لمراسلنا:" للأسف الشديد أن المجتمع العربي يتطور بشكل سلبي في عدد الإصابات بفيروس الكورونا، كان جلسة يوم السبت الأخير في بلدية أم الفحم مع مجموعة من المسؤولين بشأن الفيروس، ومع كامل الأسف ان مدينة أم الفحم من المتوقع ان تدخل الأسبوع القادم إلى قائمة البلدات الحمراء، بالإضافة إلى أم الفحم هناك ايضًا تسعة بلدات عربية من المتوقع أن تدخل إلى قائمة البلدات الحمراء":

الأعراس وكر للوباء
وأضاف إغبارية:" مع الأسف الشديد ان هذا الإنتشار في مجتمعنا سببه الرئيسي عودة انتشار الأعراس وهذه التجمعات هي وكر للوباء، صحيح أننّا نفرح عندما نجري حفل زفاف ولكن من جهة أُخرى نقوم بنقل عدوى تؤدي إلى موت أقرباء وأعزّاء علينا، لذلك مهمّ جدًا التحكم بظاهرة الأعراس الأمر الذي لا يمكن ان يحدث من طرف واحد بل من كافّة الأطراف ومثال على ذلك الإغلاق الثاني: نشكر جميع المواطنين الذين حافظوا على الإغلاق وقوانينه، الأمر الذي أدى أن تخرج كافّة البلدات العربية من قائمة البلدات الحمراء إلى الخضراء، وهذا يعود إلى التعاون بين المواطنين والمسؤولين، ونشكر الجميع على هذا التعاون، ومهم جدًا أن نحافط على بلداتنا خضراء".

وأما بشأن الإغلاق، قال إغبارية:" الإغلاق يعني للمجتمع العربي اختناق: تربوي، إجتماعي، إقتصادي وعائلي الذي يؤثر على الجميع وخاصّةً شريحة المسنين الذين يشعرون بالوحدة بسبب عدم زيارتنا لهم، مهم جدًا ان نحافظ على الجميع، لذلك أتوجه للجميع، الفرحة ليست بحضور عدد هائل الفرح يبقى فرح، حتى لو اقتصر فقط على العائلة المصغرة، ونشدد على عدم التجهور وعدم إقامة الحفلات التي تحتوي على عدد كبير من المواطنين، لنحافط على أنفسنا ومن نحب".

وبخصوص الفحوصات، أوضح إغبارية:" في الفترة الأخيرة نلاحظ تراجع بعدد الإصابات وذلك على مستوى الدولة، وهذا الأمر غير جيد لأنه لا يعيطنا البحث الميزاني الصادق لعدد الإصابات، وبشأن المجتمع العربي فيوجد هبوط كبير بعدد الفحوصات وهناك العديد من المواطنين الذين لا يقومون بإجراء الفحوصات تجنبًا لدخول الحجر الصحي، وللأسف هذا ليس سبب لعدم إجراء الفحص، الذي لا يدخل الحجر الصحي، يكون أداة قاتلة تنقل الوباء، لذلك مهم إجراء الفحوصات".

فحوصات سهلة
وبخصوص الفحوصات بمدينة أم الفحم، أعرب إغبارية:" أناشد مواطني مدينة أم الفحم والمجتمع العربي بشكل عام، وكافّة مواطني دولة إسرائيل بمختلف انتماءاتهم، من يشعر بأي عارض من أعراض الفيروس أن يتوجه حالاً لإجراء الفحص، بإمكان كل مواطن من مدينة أم الفحم إجراء الفحص وذلك في قاعة السوق البلدي بالمدينة، دون الحاجة إلى تحويلة من الطبيب أو حجز دور مسبق، وهذه نقلة نوعية وتسهّل على المواطنين إجراء الفحوصات".

وأكمل إغبارية:" نحن بحاجة أن يقوم المواطنين بإجراء الفحوصات، وذلك كي تكون لنا صورة واضحة وصحيحة لكي نستطيع أن نعالج انتشار المرض".

إلتزام الحجر الصحي
وعن العائدين من خارج البلاد، تحدث إغبارية:" نحن لا نستطيع ان نمنع اي مواطن من السفر، وذلك لعدة أسباب هناك من يسافر لغرض العمل، وهناك من يتعلم وهناك رجال الأعمال، لكن القانون يلزم كل شخص يعود من الخارج أن يلتزم بالحجر الصحي، وخلال هذه الفترة إذا شعر بارتفاع بدرجة حراره جسده أو ضيق نفس، سُعال وأوجاع مختلفة بالجسم مهم إجراء الفحص لأن هذا الأمر جيد للشخص ولعائلته".

وختامًا، وجه إغبارية:" اتوجه لكل الجماهير، مكافحة فيروس كورونا ترتكز على ثلاثة جوانب، التعقيم، التباعد الجسماني على الأقل مترين، وعدم المصافحة بحالة صوفحت بإحراج عليك التعقيم مباشرة، نعم لنتغلب وننتصر على فيروس كورونا.

* نشر المضمون ممول من قبل وزارة الصحة