
هل تم استعمال المشتركة وللمرة الثانية .. وبالمجان !
بقلم : مهند صرصور
لكلٍ اسبابه ، فلبيد هو راس المعارضة ووظيفتة الاولى إسقاط الحكومة ، وبينيت في أوج التاييد الذي يمكن ان يصبو اليه ، والوقت الراهن بالنسبة له هو التوقيت الأنسب لذهابه لإنتخابات جديدة ، وغانتس لم يُبقِ أي اداة ضغط سوى التلويح باسقاط الحكومة ، ويبقى السؤال لماذا المشتركة ؟ ولماذا الان ؟
تلخصت خطابات الاعضاء المؤيدين من المشتركة ، بين ثأر اعمى صبياني ، وإثبات وجود هزيل ، والتلويح بوعدهم الجماهير باسقاط نتانياهو واليمين ، وها هم يوفون بوعدهم !! مستغفيلن بذلك للجماهير العربية ، وكأن الجمهور العربي لا يدرك أن اسقاطهم للحكومة الانية لا يعني إسقاط نتانياهو ولا إبعاده عن الساحة السياسية ولا بالوقوف حائل امام حكومة اليمين ، بل اسقاط الحكومة يعني وحسب الكثير من المحللين وتدعمهم الإستطلاعات الاخيرة ، يعني إعطاء نتانياهو فرصة رابعة ذهبية ، وتمكينه من حكومة أحلامه وبأغلبية يمينية نقية دون رادع ولا وازع ، بعد ان كانت حكومة مقيدة مشغولة بنفسها .
في الإنتخابات الاخيرة أوصت المشتركة على غانتس الذي ارتمى في حضن اليمين خَجِلاً من اي علاقة مع المشتركة ، وفي هذه المعركة الاخيرة ترتمي المشتركة في احضان لبيد وغاننتس وبنيت معا دون دعوة ولا غاية ولا مقابل ولا اي استراتيجية سياسة قريبة كانت ام بعيدة ، حيث ان إختيار كل حزب - كما سلف - الذهاب للانتخابات هي خطوة استراتيجية ترمي لنتائج افضل ولخلق واقع يلائمه اكثر ، ولكن المشتركة تريد الذهاب للانتخابات في اوج ضعفها واقتتالها الداخلي العلني ، وفي النقطة الابعد عن الوحدة والعمل المشترك .
لو افترضنا ان رمية المشتركة العمياء قد اصابت هدفها ، وحصلت انتخابات ، ولو افترضنا ايضا ان نتنياهو قد انتهى سياسيا ، فعلى ما يبدو ، فان الفائز الاكبر سيكون بينيت ، ويبقى السؤال : هل هذا هو ما حلمت به المشتركة ؟ ام انها بدلت كابوسا باخر اسوء واعتى منه وفي ظروف أحلك.
لو اراد غانس وحلفاؤه إسقاط الحكومة ، الم يكن حري بهم حجب الثقة عنها لتسقط على فورها ، ام انهم اختاروا " المقترح الفردي " والذي من اجل تحقيقه الفعلي يجب إقامة لجنة وقراءات ثلاث ، الامر الذي يتعدى الرغبة في اسقاط الحكومة ، ليكون اداء للضغط فقط على نتنياهو ، الذي باستطاعته في اي لحظة الغاء التصويت من خلال تقديم تسوية لغانتس ، ليكون غانتس بذلك قد استعمل واستغل تصويت المشتركة وللمرة الثانية .
تحدثوننا عن الكرامة والعمل السياسي براس مرفوعة ، واين الكرامة في ذلك ، حيث تُستغلون مرة تلوة الاخرى وتقعون فيما حُذرتم منه ، دون دعوة او مقابل ، اليست هي لحظات سياسية حرجة للاحزاب الاخرى كان لا بد من اغتنامها ، اليس وزير العدل والذي يتبع لغانتس هو من منعكم من ابطال كلي لكمينتس ، ولا حتى تجميده ، ليستمر الهدم في القرى العربية تحت سمعهم وبصرهم ؟ اليس بنيت هو لب اليمين والمرشح لتبديل نتانياهو والذي كان من الممكن احتواءه بشكل جزئي من خلال هذا التصويت بدل اعطاءه مراده بالمجان ؟ الم يحن الوقت لطلب وعد علني من لبيد بإلغاء قانون القومية .. إن لم تكن هذه هي السياسة النقية بنظركم فماذا بقي ؟ الا تعتبر هذه هي الممارسات السياسية الحقيقية والبعيدة عن كل الشعارات ؟
قلتم : محرم علينا مخاطبة اليمين ، ولا التعاطي معه ، ولا تبادل المصالح ، فنراكم ايضا تحرمون على انفسكم محادثة كل الاوساط المتبقية الاخرى ، لتقذفوا بانفسكم في حضنها دون مقابل ، واكثر من ذلك تُستعملون من اجل مصالحهم دون تحقيق اي مكسب عربي بل تذهبون لانتخابات لتخسروا بضع مقاعد لاسباب اقترفتموها , ويبقى اليمين ويبقى نتنياهو .. فلا تلومن احد إلا أنفسكم .
لارسال مواد واخبار لموقع قسماوي نت البريد: info@kasmawi.net
اضف تعقيب