
النقابات وجدت من اجل تحسين اوضاع افرادها ، وتحصيل حقوقهم ، ودرءِ المساوىء عنهم ، والعمل على راحتهم ، فنرى انه هناك ترابطا طرديا بين قوة فاعلية النقابة وبين رفاهية مندوبيها ، وهو ما نلحظه في تعامل وزارة التعليم مع المعلمين ، حيث ان مندوبتهم - يافا بن داؤد - تقف للدولة بالمرصاد رغم التغييرات الجذرية التي تحصل في كثير من المؤسسات الكبيرة والغنية ، الا ان مندوبة المعلمين عملت وبنجاعة قصوى على عدم المساس باي معلم واي رفاهية يتمتعون بها واي إحتياط صحي ، اتعرفون لماذا حدث هذا النجاح ؟ لسبب بسيط وهو أنها من جهة تعي جيدا اهمية هذه الوظيفة لمستقبل الدولة وافراد المجتمع ، ومن الجهة الاخرى لأن المعلمين يقفون خلفها صفا واحدا ، ويلتزمون بما يخدم مصلحتهم العليا .
مركبان اساسيان من اجل نجاح اي نقابة واي تمثيل ، الامر الذي لو رمينا بظلاله على الوسط العربي لوجدنا انه ينقصنا شطره وبشكل فاضح ، فمن الجهة الاولى نحن نوقن جيدا اهميتنا من اجل سيروية الدولة ، فكلنا عمال واصحاب مصالح ، والحمد لله نرى مؤخرا طفرة ادخلت العربي في كل المجالات الحياتية الاسرائيلية من عامل نظافة الى رؤساء اقسام ومدراء شركات ومبدعين ، ولكن هذا الزخم كله تنقصه النقابة التي تمسك بزمامه وتعمل من اجله بكل وضوح وشفافية بعيدا عن الحسابات الحزبية ، والايادي الخارجية ، ووطنيات زائفة قد تصل في مزايداتها الى درجة الاتهام بالخيانة الوطنية .
نقابة يثق بها الصغير قبل الكبير ، ويؤمن بصدق طريقها غير متعلم قبل المتعلم ، والعامل قبل العاطل عن العمل ، والمتحزب قبل غير متحزب ، ببساطة يتبعها كل عربي كوننا كلنا عمال وموظفين ، وإن لم اكن انا فسيكون ابني او اختي . ولكن كيف نصل الى ذلك ؟
عن طريق إنشاء نقابة عربية عليا ، مركباتها هي نقابات عدة متخصصة ، نقابة عربية عليا تتكون من نقابة الاطباء ونقابة الصيدلة ، ونقابة موظفي مؤسسات الدولة ، ونقابة عمال النظافة ، ونقابة المعلمين ، ونقابة موظفي البنوك ، ونقابة طلاب الجامعات ، ونقابة عمال وموظفي البلديات والمجالس ال محلية ، ونقابة المزارعين وعمال المصانع والمعامل الحرة وغيرها ... وكل النقابات العربية الاخرى .
نقابة ينتفض فيها الطبيب من اجل الحارس ، والعامل من اجل الممرضة ، والطالب من اجل الطباخ ، وموظف بلدية كفر برا من اجل موظف بلدية اريئيل العربي ، نقابة تستطيع ان تشل حركة المستشفيات ان ظلمت ، والصيدليات ان فرّقت ، والمجمع التجاري ان ميّز ، والدولة ان قصّرت .
نقابة من اجل تعاملها مع الدولة لن تحتاج لعضو كنيست ، بل اعضاء الكنيست هم من سيحتاجون اليها كونهم أعضاء فيها ، ومن اجل الضغط على الشرطة لن تحتاج لمظاهرة ،
ومن اجل تحصيل حقوق طالب عربي لن تحتاج لرفع دعوى ضد الجامعة ، بل سيُقدم لها زخمها ، ويبث الرهبة في من يواجهها لعلمه انها تستطيع ان تعطل عمل اي مؤسسة تظلم احد اعضائها ، ولمعرفتهم بانها تملك من ادوات الضغط ما تحتاجه لتركّع كل مؤسسة .
لا تقل لي هناك لجنة المتابعة لاني حينها ساضحك وابكي في نفس الوقت ، ففي نظري هي فعلا شكل من اشكال النقابات ولكنها لا تمثل الا نفسها ، فقد وضعتها احزاب تمثل اقلية من المجتمع ، اثبتت فشلها مرة بعد مرة في حل اي مشكلة مجتمعية ، اصبحت تخاف ان تعلن عن اي تحرك او مبادرة لكي لا تعري فشلها من خلال عدم استجابة الجماهير لها ، يتقلدها رئيس - مع احترامنا له - اصبح لا يملك لا الكريزما التي تحتوي الجماهير من حوله ولا مقومات القيادة ولا ثقة الجماهير ، وخير شاهد على ذلك رفض المنتفضين لموت سليمان مصارة حتى سماع كلمة له ، رئيس انتخب مؤخرا بالتزكية دون ان يسمع او يكترث عربي لشخصه غير حزبه الذي ينتمي له ، الامر الشاهد على عدم اهميته او اهمية موقعة او النقابة التي يحاول ان يمثلها للوسط العربي ، لسبب واضح للجميع وهو فشل تلك المؤسسة او لربما تيقن البعض على انها تعمل على عكس اهدافها المعلنة ، ووجودها فقط من اجل امتصاص الغضب العربي والعمل على تفريق كلمته وتبديد مواقفه .
حينها وفقط حينها لن يكون العنف مشكلة ، ولن تصمد مجموعات الاجرام الداخلية بضعة ايام امام مؤسسات الدولة المسؤوله بعد ان يتم اجبارها من قبل النقابة العربية على التدخل الفوري ، لمجرد تلويحها بتعطيل الدولة خلال سويعات قليلة من خلال قرارها الموحد الذي سيحرك الجماهير العربية ويقعدها في البيت مغلقا ومعطلا بذلك للكثير من مناحي الدولة الحيوية
اضف تعقيب