رأى خبير إسرائيلي بارز، أن التقدم والتطورات الحاصلة في البرنامج النووي الإيراني، يقرب الهجوم الإسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية، مرجحا شن جيش الاحتلال الإسرائيلي ضربة استباقية ضد طهران.
مخاوف إسرائيلية
وأكد البروفيسور أفرايم عنبار، الخبير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ورئيس "معهد القدس للاستراتيجية والأمن الإسرائيلي"، في مقال نشر بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "استئناف إيران تخصيب اليورانيوم لمستوى 20 في المئة، واتخاذ قرار لإنتاج اليورانيوم المعدني، خطوات تقصر المسافة نحو إنتاج القنبلة النووية".
وقال: "كل هذا مع نية واضحة للرئيس الأمريكي جو بايدن للبدء في المفاوضات لبلورة اتفاق نووي جديد مع طهران"، لافتا إلى أن "موقف إدارة بايدن من إيران غير واضح، لكن احتمالات التوصل لاتفاق يمكن أن تبدد مخاوف إسرائيل من الإمكانية الكامنة النووية الإيرانية، وهي احتمالات ضئيلة جدا، وهذه التطورات تقرب هجوم إسرائيل على المنشآت النووية، كما يتبين من أقوال رئيس الأركان أفيف كوخافي".
ولفت عنبار إلى أن "سعي طهران للحصول على القنبلة النووية، وتطلعها للهيمنة في الشرق الأوسط، يعرضان إسرائيل للخطر، فالقيادة الإيرانية تعتقد أن إسرائيل ستختفي تحت ضغط عسكري، أو سيتم تدميرها عندما تكون ضعيفة وهشة"، منوها بأن "إيران توصلت إلى استنتاج بأن تل أبيب هي العائق العسكري الرئيسي أمام طموحاتها، وبهذا تحولت لخصم استراتيجي يجب التغلب عليه".
ونبه بأن "ذكاء إيران في تشغيل فروع لها في الشرق الأوسط، واستعداد الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب للانسحاب من المنطقة، مهدت طريق أمام طهران لشق "ممر شيعي" من إيران، ومرورا بالعراق وسوريا، ووصولا للبحر المتوسط، وهي تريد أيضا بناء قواعد حول إسرائيل، التي تستطيع فيها أن تنصب صواريخ من أجل ردعها عن القيام بمهاجمة منشآتها النووية، وفي حالة هجوم كهذا يكون بإمكانها المس بشدة بإسرائيل".
كابوس استراتيجي
وأضاف: "لذلك، تعمل إسرائيل على منع تواجد إيران في سوريا، وتحاول كبح تقدمها النووي"، معتبرا أن "الانفجار الغامض في نطنز في حزيران/ يونيو 2020، وتصفية عالم الذرة محسن فخري زادة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، هي شهادات على ذلك".
ولفت الخبير إلى أن "موافقة طهران على إجراء مفاوضات على اتفاق نووي جديد، سيكون فقط بهدف تحقيق إنجازات مثل رفع العقوبات الاقتصادية وحماية من خطوات عسكرية ضدها، وكسب الوقت لإحراز تقدم آخر في المشروع النووي"، مستبعدا "موافقة إيران على قيود إضافية عليها".
واعتبر أن "السلاح النووي بمثابة بوليصة تأمين لبقاء النظام الإيراني، وكوسيلة رئيسية لتحقيق هيمنة إقليمية، وبناء على ذلك، يصعب تخيل وضع فيه إيران ستتنازل عن الخيار النووي، إلا اذا تم فرض خطوة كهذه عليها"، مضيفا: "النتيجة التي لا مفر منها لتحقيق طموحاتها النووية، هو سباق تسلح نووي في المنطقة، تشارك فيه تركيا ومصر والسعودية، وربما الإمارات".
وهذا السيناريو، بحسب عنبار، هو "كابوس استراتيجي لإسرائيل، فسلاح نووي بيد دولتين لا يضمن الردع المتبادل، ووجود ميزان رعب مع دولة واحدة هو عملية معقدة من الناحية التقنية والسياسية، ويكتنفه عدم اليقين، وليس من المؤكد أنه يمكن خلق ردع نووي حتى ضد دولة واحدة، وبالأحرى ضد عدد من الدول".
تحسينات دفاعية
وذكر أن "إسرائيل ستوافق على أن تدير إدارة بايدن مفاوضات حول اتفاق نووي جديد لعدم حدوث شرخ مع إدارة بايدن، وذلك في محاولة لإقناعها بتحقيق شروط الحد الأدنى لاتفاق أفضل بالنسبة لها، ولكن لا يبدو في المستقبل القريب هناك اتفاق تستطيع إسرائيل التعايش معه بأمان، لذلك، يجب عليها الحفاظ على إمكانية استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي".
وأشاد بطلب رئيس الأركان كوخافي "تحديث الخطط في هذا الموضوع، فالتهديد العسكري هو أمر ضروري لتحفيز الولايات المتحدة والدول الأوروبية، على اتخاذ موقف أكثر حزما تجاه إيران، كما أن التهديد العسكري حيوي للحفاظ على التحالف الإقليمي ضد إيران، إزاء إحجام واشنطن عن القيام بمواجهة عسكرية، وخاصة مع إدارة بايدن التي تلتزم بالدبلوماسية، فإن دول الخليج يمكن أن تقترب فعليا من إيران، خاصة إذا قدرت أن إسرائيل غير مستعدة للقيام بعمل عسكري ضد طهران".
ونوه الخبير إلى أنه "ليس من المستبعد أن تهاجم إسرائيل مسبقا، وليس في وقت متأخر أكثر، لمنع إيران من إجراء تحسينات دفاعية حول منشآتها النووية، وإذا شعرت تل أبيب بأنها وحيدة في المعركة ضد إيران، وبعد أن يتبين بأن العمليات السرية وصلت إلى استنفاد فائدتها، ستفحص إسرائيل القيام بهجوم استباقي، حسب السوابق في العراق عام 1981، وفي سوريا بـ 2007".
وأفاد أن "هجوم استباقي في هذه المرة، ربما يكون ثمنه أعلى بكثير، لكن عدم القيام به من شأنه أن يجبي ثمنا أغلى، ويبدو أنه قد اقتربت الساعة لإخراج هذا التهديد لحيز التنفيذ، قبل أن يصبح الوقت متأخرا جدا".
اضف تعقيب