سلطت صحيفة إسرائيلية، الضوء على تأخر الاتصال بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورئيس الولايات المتحدة جو بايدن، رغم مرور أسبوعين على تنصيب الأخير.
وقال المعلق السياسي الإسرائيلي إيتامار إيشنر في تحليل نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" وترجمته "عربي21"؛ إن "عدم وجود مكالمة من البيت الأبيض، يشير إلى أن إدارة بايدن أقل ميلا إلى مساعدة نتنياهو قبل انتخابات آذار/ مارس المقبل".
وأكد إيشنر أن تأخر اتصال بايدن يتناقض مع سلفه دونالد ترامب، الذي اتصل بنتنياهو بعد ثلاثة أيام من دخوله البيت الأبيض، معتبرا أن "عدم وجود اتصال بين الزعيمين، يُفسر على أنه تصريح من واشنطن بأنها أقل ميلا للتشاور مع تل أبيب بشأن السياسة الخارجية الأمريكية".
أولويات مختلفة
وذكر أن المسؤولين الإسرائيليين يناقشون حاليا ما إذا كان بايدن "يخدع نتنياهو"، أم إنه ببساطة غير مهتم بعلاقة وثيقة، كما كانت مع ترامب، معتقدا أن "أولويات بايدن ليست هي نفسها أولويات ترامب".
وأشار إلى أن بايدن وعد أنه سيفعل كل ما في وسعه، لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي المدمر، وتضييق الفجوات المجتمعية التي اتسعت في عهد ترامب، وتكريس موارد كافية لمكافحة الاحتباس الحراري والتعامل مع الصين"، منوها إلى أن "مصادر بواشنطن أرسلت إشارات إلى إسرائيل، أنه بمجرد الشروع بالمحادثات مع قادة الشرق الأوسط، فإن نتنياهو سيكون الأول بينهم".
واستدرك: "مع ذلك يشك البعض في إسرائيل، أن الافتقار إلى التواصل، هو علامة على أن بايدن غير مهتم بمنح نتنياهو أي نوع من النفوذ قبل الانتخابات الإسرائيلية"، مرجحا أن ذلك يعود إلى الانتقاد الإسرائيل لخطة بايدن، الهادفة إلى العودة للاتفاق النووي مع إيران.
وتابع إيشنر: "بالنظر إلى أن بايدن اتصل بالفعل بقادة المكسيك وروسيا وألمانيا وأستراليا وكندا وفرنسا وكوريا الجنوبية، فمن الصعب عدم الشعور بأنه يرسل بالفعل رسالة إلى نتنياهو".
تواصل الوزراء
وشدد المعلق الإسرائيلي على أنه "في حين أن بايدن ونتنياهو لم يتحدثا بعد، فإن الإدارات في واشنطن وتل أبيب، تتواصل بالفعل بشأن الاتفاقية النووية مع إيران، وقضايا الشرق الأوسط الأخرى"، موضحا أن "وزراء الجيش والخارجية تحدثوا مع نظرائهم الأمريكيين".
وأفاد بأنه "من المتوقع أن يصل رئيس الموساد يوسي كوهين إلى واشنطن قريبا، للقاء قائمة طويلة من كبار الشخصيات بإدارة بايدن، وسيقدم لهم معلومات استخباراتية إسرائيلية حول انتهاكات إيران للاتفاق النووي"، مشيرا إلى أن نتنياهو سيعين مدير مشروع لتنسيق الاتصالات مع الولايات المتحدة، ومسؤولين آخرين في المجتمع الدولي بشأن الملف الإيراني.
وكانت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، أكدت أن تأخر اتصال بايدن مع نتنياهو، يثير قلق الأخير، الذي يحتاج هذه المكالمة أكثر من أي وقت مضى، وفي ظل استعداده لخوض انتخابات مصيرية في الثاني والعشرين من شهر آذار/ مارس المقبل.
وذكرت الصحيفة أن "هناك 195 دولة في العالم، ولم يتصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، بـ188 منهم، لكن في إسرائيل فقط يشعر الناس بالقلق، إزاء ما يعنيه أنه لم يتصل هاتفيا بعد".
وقال المحلل في الصحيفة هيرب كينون: "عدم اتصال بايدن لا يعني أنه لا يحبنا، أو أنه غاضب من نتنياهو، أو أنه سيعود غدا إلى الاتفاق النووي الإيراني أو سيجبر إسرائيل على العودة إلى خطوط 1967، هذا يعني أن إسرائيل، والشرق الأوسط، ببساطة ليسا على رأس جدول أعماله".
اضف تعقيب