ذكر تقدير إسرائيلي، أن الاحتلال لم يتخذ قرارا نهائيا بشأن مشاركة المقدسيين في الانتخابات الفلسطينية المرتقبة، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال قد تعطي قرارها بعد انتخابات الكنيسة في آذار/ مارس المقبل.
وقال الكاتب الإسرائيلي نداف شرغاي في تقريره بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" إنه "في انتخابات 1996، شارك المقدسيون فيها، واعتبر حينها كسرًا مدوياً لواحدة من المحرمات الإسرائيلية، مع أن رئيسي الوزراء إسحاق رابين وشمعون بيريس اعترفا بانتماء سكان المدينة للسلطة الفلسطينية، لكنه حمل دلالة على تصدع الموقف الإسرائيلي، لأنه في انتخابات 2005 و 200 شاركوا مجددا في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية بعد سماح أريئيل شارون وإيهود أولمرت لهم تحت ضغط أمريكي كبير".
وأوضح أنه "اليوم، وبعد 15 عامًا، يطالب الفلسطينيون بالسماح لهم بإجراء الانتخابات في شرق القدس للمرة الرابعة، وسيقرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ذلك، ولكن فقط بعد الانتخابات الإسرائيلية، ومن المتوقع أن تنحاز إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع المطلب الفلسطيني".
وأكد أن "ظهور هذا النقاش المبكر حول مشاركة المقدسيين في الانتخابات الفلسطينية يوضح مدى تعقيد وحساسية مسألة تصويتهم، وبالعودة إلى انتخابات 1996، فقد طالب الفلسطينيون بالتصويت في مراكز الاقتراع، لكن إسرائيل أصرت على التصويت في مكاتب البريد، وفي وقت لاحق، أراد الفلسطينيون أن تتوقف مكاتب البريد عن العمل وقت التصويت، لكن إسرائيل طلبت منها مواصلة العمل".
وأشار إلى أن "جدلا نشأ عندما أصر الفلسطينيون على أن يقوم أعضاء لجنتهم الانتخابية بنقل الأصوات للفرز في رام الله، لكن إسرائيل طالبت مسؤولي البريد بأن يفعلوا ذلك، وفي النهاية توصلوا إلى حل وسط، فأجريت الانتخابات مع بضعة آلاف، معظمهم من المرضى وكبار السن، صوتوا في خمسة مكاتب بريد في شرق المدينة، وصوت الباقون بصناديق الاقتراع في أبو ديس خارج منطقة بلدية المدينة وخارج خط السيادة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن "الواقع السياسي هذه المرة مختلف لإسرائيل والفلسطينيين، ويأتي طلب السماح للمقدسيين بالترشح في الانتخابات بعد التراجع الكبير في الموقف الأمريكي بشأن وضع القدس بعد اعتراف إدارة ترامب بها عاصمة لإسرائيل، وبالتالي فإن مشاركتهم تقوض مكانتها، أما السلطة الفلسطينية فلديها دافع معاكس بانتزاع موافقة إسرائيل وواشنطن على مشاركتهم لإحداث تأثير من شأنه إضعاف الاعتراف الأمريكي بالقدس وإضعافه".
وأضاف أن "الصيغ المتداولة تشمل أن يصوت المقدسيون في مراكز الاقتراع الواقعة على أطراف المدينة، أي في المناطق الحدودية، وبعضها داخل حدود المدينة، وبعضها في الخارج، وفي الخلاصة فإن من يحملون بطاقة هوية زرقاء سيكونون قادرين على الترشح للانتخابات والتصويت فيها دون التسجيل في سجل الناخبين، ولذلك يسعى أبو مازن لاستجلاب الضغط الخارجي على إسرائيل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
واستند إلى "وثيقة بحثية أصدرها معهد ريئوت الإسرائيلي، تحدثت عن فرصة مريحة لإسرائيل والولايات المتحدة والسعودية لتنفيذ مقايضة بين تصويت المقدسيين في المدينة، والتطبيع مع الرياض، التي قد توافق على تطبيع علاقاتها بإسرائيل مقابل إنجاز سياسي قدمته لها، بالسماح للفلسطينيين بالتصويت في شرق القدس".
اضف تعقيب