قال خبير عسكري إسرائيلي؛ إن "الحكومة وأجهزة الأمن تفرض تعتيما كاملا على تفاصيل الصفقة الجاري إبرامها مع السوريين، خاصة الثمن الذي طلبوه مقابل الإفراج عن الإسرائيلية التي عبرت الحدود، لكن تسريب جلسة مجلس الوزراء بشأن هذه المسألة مثير للقلق".
واعتبر أنه ربما "كان يهدف لتعزيز صورة بنيامين نتنياهو، على أنه يتمتع بعلاقات دولية، وقد تعني أن فلاديمير بوتين يقدم مساهمته في حملة نتنياهو الانتخابية".
وأضاف رون بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية، وغطى معظم الحروب الإسرائيلية مع الدول العربية، في مقاله في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21"، أن "الجيش الإسرائيلي مطالب بأن يفحص كيفية عدم ملاحظته لعبور تلك الإسرائيلية للحدود السورية، في مثل هذا المكان الحساس".
وأضاف أن "موقف إسرائيل بدا واضحا بعدم إثارة مطالب سياسية عسكرية؛ كوقف العمليات الإسرائيلية في سوريا لمنع وجود إيران وحزب الله، أو على الحدود في هضبة الجولان وفي عمق سوريا، مع أن الروس أثاروا مثل هذا الاحتمال في تلميح خلال الاتصالات مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية".
وتابع: "لكن ردها لم يترك مجالا لمزيد من النقاش حول هذه القضية"، موضحا أن الإسرائيليين حاولوا أن يصبغوا على القضية أنها "إنسانية"، لكي لا تقدم إسرائيل أي تنازلات استراتيجية مقابل حلها.
وأشار إلى أنه "الآن وقد انتهى أمر الصفقة، يجدر توضيح مسألتين مقلقتين: الأولى كيف عبرت الإسرائيلية الحدود إلى سوريا في وقت خضع فيه هذا النظام الحدودي لتحديث كبير في السنوات الأخيرة، لأنه من المفترض مراقبته وحراسته بسبع عيون، وبكل الوسائل التكنولوجية المتاحة لإسرائيل، وكما في حالة مانغيستو، فقد كشف عبورها الحدود إلى سوريا عن ثغرة في المنظومة الأمنية يجب سدها، لئلا تستغلها عناصر معادية".
وأكد أن "الإسرائيلية انتقلت إلى الأراضي السورية عند نقطة على الحدود، حيث لا يوجد سياج، لكن ظروف المنطقة بالكاد تسمح بمرور شخص واحد، ولذلك يجب فحص كيف لم يتم ملاحظتها في تلك المنطقة، وما إذا كان أشخاص من المنطقة نقلوها عمدا إلى الأراضي السورية لأسباب "أمنية وسياسية".
وشدد على أن "المكان الذي مرت فيه على الحدود الإسرائيلية هو خرق أمني يستدعي الخطر".
وأشار إلى أن "المسألة الثانية المقلقة، أنه لماذا لم يتم تداول هذه المعلومات في وسائل الإعلام، حول ما يسمى بالاجتماع السري للحكومة الذي وافق على تنفيذ صفقة تبادل مع سوريا عبر الروس، مع العلم أنه من التسريبات حول اجتماع مجلس الوزراء غير المخطط له، خاصة تصريحات نتنياهو بعده، ظهر شك واضح أن شخصا ما كان مهتما بتضخيم القضية؛ ليوضح للجمهور أنه يستطيع إقناع بوتين للعمل من أجل قضية إسرائيلية، ما أظهر أن بوتين عمل من أجل نتنياهو عشية الانتخابات".
وختم بالقول؛ إن "نتنياهو هو المستفيد الرئيس من هذه القضية، بحيث أظهر مجددا قدراته على الساحة الدولية، الأمر الذي قد يساعده في الانتخابات المقبلة، ولعل هذه مساهمة متواضعة من بوتين، لكنها مهمة في الحملة الانتخابية لصديقه نتنياهو".
من جهتها، أكدت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، أن الإسرائيلية دخلت الأراضي السورية عبر الجولان المحتل، ووصلت إلى إحدى القرى المحلية، حيث بدأت بالتحدث مع السكان المحليين، وتم إبلاغ جيش النظام السوري بهذا الشأن.
وأشار الموقع إلى أن المسؤولين السوريين رجحوا في البداية أنها دخلت أراضي البلاد لممارسة أنشطة تجسسية، واستجوبت لدى ضباط في المخابرات السورية.
وأبلغ الجانب السوري العسكريين الروس بالحادثة، وتواصلت موسكو بدورها مع إسرائيل التي طلبت تنظيم صفقة تبادل.
وسلمها السوريون، حسب التقارير، قبل أيام، حيث زار مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات موسكو الأربعاء الماضي للقائها.
مساعدات كورونا
وأشار "أكسيوس" إلى أن روسيا حاولت توسيع أجندة المشاورات بشأن التبادل، وطلبت من إسرائيل وقف غاراتها على سوريا، مشددة على أنها تعيق إيصال المساعدات الإنسانية.
وفي نهاية المطاف، توصلت موسكو وتل أبيب، بحسب الموقع، إلى اتفاق يقضي بإفراج إسرائيل عن رعاة غنم سوريين محتجزين لديها، وتقديمها مساعدات خاصة بمحاربة فيروس كورونا إلى سوريا.
اضف تعقيب