قال جنرال إسرائيلي إن "الانخراط بمنتدى غاز شرق المتوسط يغير في التوازن الاستراتيجي، مؤكدا أن قبول فرنسا كعضو كامل في المنتدى يؤكد الدور المهم لإسرائيل".
وأضاف عيران ليرمان، نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في دراسته التي ترجمتها "عربي21"، أن هذا "التوسع الإقليمي الذي تشهده إسرائيل يشمل الإمارات والبحرين بدعم من محمد بن سلمان ولي عهد السعودية، مع مصر والأردن، رغم الاحتكاكات الأخيرة، وقبرص واليونان وفرنسا، ويلتقي الجميع عند المصلحة المشتركة في كبح تطلعات الهيمنة العثمانية الجديدة لأردوغان". حسب وصفه.
وأوضح أنه "بالنسبة لإسرائيل وشركائها بالخليج، فإن موقف فرنسا العدواني تجاه إيران مهم، خاصة في عصر جو بايدن، ولذلك فإن تنسيق المواقف معها خطوة ذات أهمية استراتيجية على إسرائيل تنميتها، حتى على حساب "تقليل الاحتكاك" بشأن الصراع مع الفلسطينيين، مع الدور الذي سيلعبه الرئيس مانويل ماكرون، مع قادة بريطانيا وألمانيا، في الحوار عبر الأطلسي الذي تعتبره الإدارة الأمريكية الجديدة حجر الزاوية في سياستها.
وأكد ليرمان، الذي خدم في الجيش الإسرائيلي 20 عاما، ويترأس دائرة الشرق الأوسط في اللجنة اليهودية الأمريكية، أن "منتدى غاز شرق المتوسط، بعد أن كان مثلث الأضلاع من إسرائيل وقبرص ومصر، فإنه الآن، بات يُعرَّف على أنه منظمة إقليمية متعددة الجنسيات، ودور فرنسا فيه، وطلب الولايات المتحدة لأن تكون عضوا مراقبا فيه بات له آثار استراتيجية واسعة".
اقرأ أيضا: هل تلقت مصر صفعة من حلفائها بالمتوسط؟.. "تركيا تتدخل"
وأوضح أن "قبول فرنسا في المنتدى خطوة أخرى في تعزيز النظام السياسي الاستراتيجي الذي تلعب فيه إسرائيل دورا مهما ونشطا، كما أن زيارة نتنياهو التي لم تتحقق لأبو ظبي، وكان مقررا أن يلتقي خلالها مع محمد بن زايد، يجب أن يُنظر إليها كخطوة في بناء هذه المجموعة الممتدة من الخليج إلى المحيط الأطلسي".
ونقل عن وزير الطاقة، يوفال شتاينتس، أنه "إذا نضجت الاتصالات الإقليمية، وتحولت إلى مفاوضات، فيجب على إسرائيل الحفاظ على وحدة الخط مع شركائها في التشكيلة، وتوثيق الحوار مع كل منهم، والتنسيق مع مصر واليونان في مسألة رسم الحدود البحرية، دون استسلام لإملاءات تركيا، أو البقاء تحت رحمتها".
وأشار إلى أن "إسرائيل مطالبة بإجراء حوار معمق مع فرنسا في تحركات متكاملة مع شركائنا، وعلى رأسهم الإمارات العربية المتحدة، في ضوء الدور الذي تسنده إدارة بايدن للحوار عبر الأطلسي في إطار مفهومها للأمن القومي، ويهدف لإصلاح الأضرار التي خلفتها حقبة دونالد ترامب في العلاقات مع القارة الأوروبية، لأن الظروف الفريدة في أوروبا، وخروج بريطانيا منها، وتغيير قيادة ألمانيا، فقد يكون لماكرون موقع مركزي فيها".
وأكد أنه "من جانب إسرائيل، فإن مركزية التحدي الإيراني تتطلب مرونة تكتيكية في التعامل مع القضية الفلسطينية، وتجنب في هذه المرحلة خطوات من شأنها مفاقمة الصراع، سواء في السياق الأمريكي أو في الحوار مع فرنسا ودول الخليج، وإقامة شراكة استراتيجية مع مجموعة إقليمية واسعة، وتنفيذ مناورات عسكرية مشتركة بشرق البحر المتوسط، فضلا عن مشاريع في مجال الطاقة".
وختم بالقول إنه "فوق كل ذلك، فإن إسرائيل مدعوة مع فرنسا والإمارات لمواجهة عدو مشترك هو إيران، وفي الوقت ذاته التطلع الجماعي لوقف المساعي التركية للهيمنة الإقليمية، الأمر الذي من شأنه تغيير العناصر الأساسية في التوازن الاستراتيجي لإسرائيل، وبالتالي أن تحتل مكانة عالية جدا في الأولويات السياسية للدولة، حتى في عصر وباء كورونا، وفي خضم الاضطرابات السياسية المستمرة".
اضف تعقيب